[فائدة من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية النميري رحمه الله ومن كان له ورد مشروع]
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[28 - 07 - 07, 02:41 م]ـ
هذه فائدة جميلة من كلام الإمام الحبر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى
" ومن كان له ورد مشروع من صلاة الضحى، أو قيام ليل، أو غير ذلك فإنه يصليه حيث كان، ولا ينبغي له أن يدع ورده المشروع لأجل كونه يراه الناس، إذا علم الله من قلبه أنه يفعله سرا لله مع اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات الاخلاص ...
إلى أن قال:
ومن نهى عن أمر مشروع بمجرد زعمه أن ذلك رياء فنهيه مردود عليه من وجوه ... " مجموع الفتاوى 23/ 174 و175.
ثم ذكر رحمه الله تلك الوجوه،
وأنا قد رأيت من ينهى عن طلب العلم لأجل أنه لا يؤدي إلى العمل أو لأجل أن أغلب من يطلبه لا يخلص لله فيه، فتجده ينهى عما أثنى الله عليه لأجل خلل قد يقع فيه وقد لا يقع وعلى فرض وقوعه، فإنه ينهى عن الخلل بمجرده لا عن أصل الطاعة، والله المستعان.
وأعتذر عن عدم ذكر نص كلام شيخ الاسلام رحمه الله كاملا، لأنه لا يوجد عندي كتاب إلكتروني، فلعل بعض الإخوة يتكرم بوضعه كاملا.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 02:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
مجموع الفتاوى (23/ 173 - 174 - 175 - 176):
((وسئل شيخ الإسلام رحمه الله عن الرجل اذا كان يتلو الكتاب العزيز بين جماعة فقرأ سجدة فقام على قدميه وسجد فهل قيامه أفضل من سجوده وهو قاعد أم لا وهل فعله ذلك رياء ونفاق؟
فأجاب: بل سجود التلاوة قائما أفضل منه قاعدا كما ذكر ذلك من ذكره من العلماء من أصحاب الشافعى وأحمد وغيرهما وكما نقل عن عائشة بل وكذلك سجود الشكر كما روى أبو داود فى سننه عن النبى صلى الله عليه و سلم من سجوده للشكر قائما وهذا ظاهر فى الاعتبار فان صلاة القائم أفضل من صلاة القاعد.
وقد ثبت عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه كان أحيانا يصلى قاعدا فاذا قرب من الركوع فانه يركع ويسجد وهو قائم وأحيانا يركع ويسجد وهو قاعد فهذا قد يكون للعذر أو للجواز ولكن تحريه مع قعوده أن يقوم ليركع ويسجد وهو قائم دليل على أنه أفضل اذ هو أكمل وأعظم خشوعا لما فيه من هبوط رأسه وأعضائه الساجدة لله من القيام.
ومن كان له ورد مشروع من صلاة الضحى أو قيام ليل أو غير ذلك فانه يصليه حيث كان ولا ينبغى له أن يدع ورده المشروع لأجل كونه بين الناس اذا علم الله من قلبه أنه يفعله سرا لله مع اجتهاده فى سلامته من الرياء ومفسدات الاخلاص ولهذا قال الفضيل بن عياض ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجل الناس شرك وفعله فى مكانه الذى تكون فيه معيشته التى يستعين بها على عبادة الله خير له من أن يفعله حيث تتعطل معيشته ويشتغل قلبه بسبب ذلك فان الصلاة كلما كانت أجمع للقلب وأبعد من الوسواس كانت أكمل.
ومن نهى عن أمر مشروع بمجرد زعمه أن ذلك رياء فنهيه مردود عليه من وجوه:
أحدها أن الأعمال المشروعة لا ينهى عنها خوفا من الرياء بل يؤمر بها وبالاخلاص فيها ونحن اذا رأينا من يفعلها أقررناه وان جرمنا أنه يفعلها رياء فالمنافقون الذين قال الله فيهم ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا فهؤلاء كان النبى صلى الله عليه و سلم والمسلمون يقرونهم على ما يظهرونه من الدين وان كانوا مرائين ولا ينهونهم عن الظاهر لأن الفساد فى ترك اظهار المشروع أعظم من الفساد فى اظهاره رياء كما أن فساد ترك اظهار الايمان والصلوات أعظم من الفساد فى اظهار ذلك رياء ولان الانكار انما يقع على الفساد فى اظهار ذلك رئاء الناس.
الثانى لأن الانكار انما يقع على ما أنكرته الشريعة وقد قال رسول الله انى لم اومر أن انقب عن قلوب الناس ولا أن أشق بطونهم وقد قال عمر بن الخطاب من أظهر لنا خيرا أحببناه وواليناه عليه وان كانت سريرته بخلاف ذلك ومن أظهر لنا شرا أبغضناه عليه وان زعم أن سريرته صالحة.
الثالث أن تسويغ مثل هذا يفضى الى أن أهل الشرك والفساد ينكرون على أهل الخير والدين اذا رأوا من يظهر أمرا مشروعا مسنونا قالوا هذا مراء فيترك أهل الصدق والاخلاص اظهار الأمور المشروعة حذرا من لمزهم وذمهم فيتعطل الخير ويبقى لأهل الشرك شوكة يظهرون الشر ولا أحد ينكر عليهم وهذا من أعظم المفاسد.
الرابع أن مثل هذا من شعائر المنافقين وهو يطعن على من يظهر الأعمال المشروعة قال الله تعالى الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم فان النبى لما حض على الانفاق عام تبوك جاء بعض الصحابة بصرة كادت يده تعجز من حملها فقالوا هذا مراء وجاء بعضهم بصاع فقالوا لقد كان الله غنيا عن صاع فلان فلمزوا هذا وهذا فأنزل الله ذلك وصار عبرة فيمن يلمز المؤمنين المطيعين لله ورسوله والله أعلم)) ا. هـ