[المنحة في بدعية السبحة لأبي أسامة المغربي]
ـ[أبو موسى المغربي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 09:46 م]ـ
المنحة
في بدعية السبحة والرد على المخالفين
تأليف:
الشيخ
أبو أسامة المغربي
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيد البشر محمد بن عبد الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد. فاعلم وفقني الله وإياك لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده ولا تشرك به وأن تعبده بما شرع على ألسنة أنبيائه الكرام عليهم الصلاة وأزكى السلام.
لقد انتشر في أيامنا هذه ظاهرة التسبيح بالسبحة والنوى وغير ذلك وكنت قد أفتيت ببدعيتها مرارا لضعف الأحاديث الواردة في ذلك. ومن المخالفين من يحتج بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله. فأقول كما قال الإمام ابن القيم:
العلم قال الله، قال رسوله، ... قال الصحابة ليس بالتمويه،
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة****، بين الرسول ورأي فقيه،
كلا ولا جحد الصفات ولا نفيها، ... حذار من التشبيه والتعطيل
اعلم رحمك الله أن كلام أهل العلم واجتهادهم يعمل به عند انعدام النص الشرعي في مسألة فقهية شرعية ولا اجتهاد في الأصول لأن الأصل في العبادة المنع كما هو مقرر عند الأصوليين هذا إذا لم يرد النهي في المسألة الفقهية وعدم صحة الآثار الواردة في جواز الحكم الفقهي و إلا فكلام أهل العلم تابع لكلام الله ورسوله إذا لم يخالف نصا صريحا قطعي الدلالة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية (في المستقيمية). وكذلك في منهاج السنة النبوية ما نصه: وليس لأحد أن يحمل كلام الله ورسوله وفق مراده إذا لم يتبين المراد من كلام الله ورسوله ما يدل على المراد من كلام الله ورسوله وإلا فأقوال أهل العلم تابعة لكلام الله ورسوله، وإذا وجد في أصل وجوب شيء نزاع بين العلماء ولفظ الشارع قد طرد فلا يجوز أن يخالف الاصل من كلام الله ورسوله بقول فيه نزاع بين العلماء. انتهى.
وقال الإمام مالك "كل يأخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار بأصبعه إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم" فإذا تبين لك هذا فلا يجوز أن يحمل قول شيخ الإسلام ابن تيمية في جواز السبحة للشيخ الكبير على أنه أصل في دين الله عز وجل. وإن كان مقيدا بالشيخ الكبير كما في مجموع الفتاوى وقد قال صلى الله عليه وسلم:" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".رواه البخاري وفي رواية لمسلم:" من أحدث في أمرنا هذا ليس منه فهو رد ".ومن المعلوم أن من شروط قبول العبادة الإخلاص والصواب وقد أشرنا إليه في كتابنا منحة الوهاب في عقيدة الخطاب بما يلي [1] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=31#_ftn1):
والأصل في العبادة لمنعه عن الزيادة وقفا لدينه
شرطان للعبادة بينتها إخلاص وصواب قد ضمنتها
دليلها الملك قد جاء ذكرها عن الفضيل والصحب فسرتها
البخاري في الوحي قد نظرتها من جامع العلوم قد نظمتها
فإذا تبين لك هذا علمت أن الله عزوجل لا يقبل إلا ما كان خالصا وصوابا. فكيف يقول قائلا بلا حجة وإنما هو تقليد صرف ونقل وتصحيف وتعصب مذهبي وغلو في قول شيخ وإليك البيان والتوضيح رواية ودراية وعمدة من رأى جواز السبحة حديث الترمذي وهو الآتي:
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين من يديها نوى –أو حصى – تسبح به فقال "ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل" فقال سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الارض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمدلله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك [2] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=31#_ftn2).
ولقد رأيت في كلام الغبي عبد القادر منير في رسالته (المنحة في جواز التسبيح بالسبحة) غمز في كلام الذهبي بقوله ثقة وهذا بعيد كل البعد لان كلام الرجل حجة في التوثيق.
وغمز ذلك في تضعيف الامام الساجي كما حكى عن أحمد أنه اختلط، فقال عقب كلام الامام أحمد (ليس بمثل هذا يجرح الثقات). قلت وبماذا يجرح الثقات أيها المغفل أليس من شروط الحديث الصحيح الضبط كما قال العراقي:
فالأول المتصل الإسناد ** ينقل عدل ضابط الفؤاد
¥