[إن من الشعر لحكمة،]
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[30 - 07 - 07, 09:33 ص]ـ
[إن من الشعر لحكمة،]
قال الشافعي رحمه الله:
إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه ... وإن خليته كمداً يموت.
وها هم الشعراء في الجاهلية يعترفون بأن الصلاح والخير في اتباع سَراة القوم وأهل الرشد والصلاح، وبأن الشر كل الشر في اتباع أهل الجهل والفساد كما قال الأفوه الأودي الشاعر الجاهلي المعروف:
فينا معاشرُ لم يبنُوا لقومهمُ ... وإن بنى قومُهمْ ما أفسدُوا عادوا
لا يرشُدون ولن يرعوْا لمرشدهمْ ... فالغيُّ منهم معاً والجهلُ ميعادُ
كانوا كمثل لُقيم في عشيرته ... إذ أهلكت بالذي قد قدمت عادُ
أو بعدهُ كقُدار حين تابعهُ ... على الغواية أقوام فقدْ بادوا
والبيتُ لا يُبتنَى إلا له عمد ... ولا عماد إذا لم ترس أوتادوا
فإن تجمع أوتاد وأعمدة ... وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا
وإن تجمع أقوام ذوو حسب ... اصطاد أمرهمُ بالرشد مُصطاد
لا يصلُحُ الناس فوضى لاسَراة لهمُ * ** ولا سَراة إذا جهالهم سادُوا
تُلفَى الأمور بأهل الرشد ما صلحتْ ... وإن تولتْ فَبِالأشرار تنقادُ
إذا تولَّى سَراةُ القوم أمرهمُ ... نما على ذاك أمرُ القوم فَازْدادوا
أمارة الغي أن تلقَى الجميع لدى الْ **ـإ برام للأمر و الأذنابُ أكدادُوا
كيف الرشاد إذا ما كنت في نفر ... لهم عن الرشد أغلال وأقيادُ
أعطوا غُواتهمُ جهلاً مقادتهمْ ... وكلهم في حِبال الغي منقادُ
حان الرحيل إلى قوم وإن بعُدوا ... فيهم صلاح لمرتاد وإرشادُ
فسوف أجعل بُعد الأرض دونكمُ ... وإن دنتْ رحم منكمْ وميلاد
إن النجاة إذا ما كنت ذا بصر ... من أجَّةِ الْغيِّ إبعاد فإبعاد.