تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ألفاظ وأمثال دارجة على الألسنة وهي مخالفة لشرع الله - جلَّ وعلا - (للمناقشة).

ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[02 - 08 - 07, 02:16 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد ...

فإنَّ الله - سبحانه وتعالى - بيَّن لنا في كتابه العزيز عِظَمَ الكلمة التي يتلفَّظُ بها المسلم، وما يجب عليه من الاحتراز عند التلفُّظ بها لأنَّه سيُحاسَبُ عليها؛ فقال في كتابه: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيْبٌ عَتِيْدٌ} [ق]، وبيَّن لنا النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خطورة إلقاء الكلام على عواهنه، وأنَّ حسابه يوم القيامة - وقبله في القبر - عسيرٌ جدًّا؛ وفي الحديث: " إنَّ العبد ليتكلَّم بالكلمة [ما يتبيَّن فيها]؛ يزلُّ بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب " أخرجه أحمد، وغيره [الصحيحة (540)].

لذلك وجب على كل مسلمٍ أن يحفظ لسانه، ويصونه عن الخوض فيما لا يعنيه، وما لا يفيده؛ بل يضرُّه!؛ حتى يضمن له النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الجنة، كما قال في الحديث المعروف.

من هذا المنطلق أردتُ أن أناقش مع مشايخنا الكرام، وإخواني الأفاضل هذه المسألة؛ وهي: " الألفاظ والأمثال التي يتكلَّم بها العامة وبعض طلبة العلم أيضًا مما يخالف شرع الله - جلَّ وعلا -، أو يُشكُّ فيه، من كل البلاد الإسلامية ".

والموضوع - كما يظهر من عنوانه - يناقش مسألةً هامّةً وقع بسببها كثيرٌ من المسلمين في الشرك الأكبر وهم لا يدرون - وهذا لا يعني إطلاق الكفر عليهم كما هو معلوم -، ووقعوا في مخالفة كلام الله - سبحانه وتعالى -، وكلام رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فالأمر - على هذا - خطيرٌ جدًّا، يُرجى الاهتمام والعناية به.

قبل البدء في الكلام؛ أحب أن أُنبِّه على بعض التنبيهات:

1 - المقصود من الموضوع: على الإخوة الكرام أن يُقيِّدوا الألفاظ والأمثال التي تتردَّد عندهم في بلادهم، ومحافظاتهم، ومراكزهم التي يُتأكَّدُ أنَّها مخالفة لكلام الله وكلام الرسول، أو يُظنُّ فيها ذلك، أو لها احتمالات.

2 - لن نتعرَّض في موضوعنا هذا على الكلام الذي فيه بذاءة مما يردِّده العامة؛ فهو خارجٌ عن موضوعنا.

3 - أرجو من كلِّ أخٍ يكتب مثلًا، أو لفظًا أن يُبيِّن معناه الذي يعنيه المُتكلِّمون به، ولماذا يُخالف الشرع، أو ما شابه ذلك.

4 - سنسلُك في موضوعنا طريقة ترقيم الكلمات والأمثال المخالفة؛ فلا ينسى أحدٌ الترقيم.

5 - كثيرٌ من العلماء والدعاة تكلَّموا عن هذه المسألة؛ ولكن مع ذلك لم أر أحدًا من العلماء شمل كل - أو قارب - الألفاظ والأمثال التي تتوارد على الألسنة؛ فنحتاج إلى ذكر ما تيسَّر لنا للاستفادة - كلٌّ يستفيد من أخيه -، ولإفادة المسلمين؛ حيثُ يُخصِّصُ من رزقهم الله التدريس في بعض المساجد بعض الدروس، وجمع هذا الكلام وإلقاءه للعامة حتى يحذروا من هذا الكلام.

والله الموفِّق.

نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن ينفعنا بهذا الموضوع، وأن ينفع به المسلمين.

وإلى الموضوع ....

ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[02 - 08 - 07, 02:45 ص]ـ

1 - " اللي تحسبه موسى يطلع فرعون ":

يريدُ به قائله - فيما أعلم -: أنَّك قد ترى رجلًا، طيبًّا في معاملته، أخلاقه ظاهرها حسنة، وكلامه: قال الله، وقال الرسول؛ فهو في هذه الحال - على هذا المثل - كحال موسى في أدبه وخُلُقه، ثم إذا ظهر منه أمرٌ بخلاف ما كان يُظنُّ به، انقلبت الموازين، وتغيَّر هذا الرجل تغيُّرًا عجيبًا، حتى بلغ في سوء معاملته مبلغ فرعون - عليه لعنة الله -!!

وموضع الاستشكال منه: هل يجوز تشبيه الناس في الظاهر - في معاملاتهم، وأخلاقهم، وأحوالهم - بأحد من الأنبياء؟ وعلى النقيض: هل يجوز وصف حال المسلم الذي تغيَّر حاله من الأخلاق الطيبة، إلى الأخلاق السيئة بهذا الرجل الذي بلغ في الكفر غايته؟!

2 - " العبد في التفكير، والرب في التدبير ":

يريدون: أنَّ العبد عليه أن يُفكِّر في ما يُصلح أحواله في الدنيا؛ من سعيٍ في طلب الرزق، أو التفكير لأي شيءٍ فيه نفع للنفس أو للغير، والرب - جلَّ جلاله - هو المُدبِّر، وهو الذي يُيسِّر الأمور.

وأشكلَ عليَّ: لو سلَّمنا بصحة هذا المثل؛ أليس من تعظيم الله - سبحانه - تقديمه على المخلوق في اللفظ؛ فيُقال: " الرب في التدبير، والعبد في التفكير "؟!

فإن قيل: ولم لا يكون على حاله؛ فإنَّه يعني - في هذه الحال -: أنَّ العبد يُفكِّر كيف يفعل كذا، يخرج من بيته لطلب الرزق؛ فيُفكِّر ويضع نُصب عينيه أنَّه يريد إطعام نفسه ومن يعولهم، فيسعى لذلك، والله يُيسِّر له الخير حيث كان، فماذا في ذلك؟

قلنا: والثانية ليس فيها شيءٌ؛ بل هي أفضل - إن صحَّت العبارة -؛ لأنَّ الله - سبحانه - قد قدَّر أقوات الناس، وحياتهم، ومعيشتهم في الدنيا والآخرة؛ هل هي في سعادة أم شقاء؛ فحينما يُفكِّر العبدُ في فعل شيء، ويتيسَّر له الأمر، فإنَّ الله - جلَّ وعلا - قد قدَّر له هذا الأمر الذي فكَّر فيه وفعله.

وإن كانت العبارة لا تروق لي أصلًا!

3 - " عليَّ الحرام من ديني ":

هذه الكلمة تُقال عند الغضب الشديد؛ وهي يمينٌ؛ لا أدري ماذا تعني؟!

ولكن؛ سألتُ بعض الإخوة الذين تاب الله عليهم من قول هذه الألفاظ؛ فقال لي: هي تعني: أنَّه بريءٌ من الإسلام! نسأل الله العافية.

وقال آخرون: بل هي تعني: أنِّي عليَّ أن أفعل كل حرامٍ في ديني إن لم يحدث كذا وكذا مما حلف عليه هذه الحلف!

ولم أقنع بهذين التفسيرين!

وإلى لقاءٍ آخر، غدًا - إن شاء الله -.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير