تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يا طلاب العلم ... أمثل هذا يحدث في بلاد الحرمين؟!]

ـ[خباب الحمد]ــــــــ[02 - 08 - 07, 10:58 ص]ـ

صيحة نذير ونفير

أمِثلُ هذا يحدث في بلاد التوحيد؟!

خباب بن مروان الحمد

الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أمَّا بعد:

ـ هل لك أن تتخيَّل أنَّ أهالي مناطق في بلاد التوحيد يعيشون في زمننا الحاضر لا يعرف كثير منهم قراءة سورة الفاتحة، ويظنُّون أنَّ القرآن أبيات شعريَّة وقصائد مؤلَّفة؟!

ـ هل تعلم أنَّ مناطق في بلادنا حين سأل بعض الدعاة من يعدُّ نفسه مسلما في تلك المنطقةً: من ربُّك؟ فأجاب:لا أعرف، فقال له الداعية: من نبيُّك؟ فأجاب: لا أعرف؟!

ـ هل تصدق أنَّ قرى ومناطق نائية في جنوب الجزيرة العربيَّة لا يورِّث أهلها فيها النساء المال ألبتة؟

ـ ألا تستغرب أن يقوم أهالي منطقة بالذبح للصخور، والتقرب إليها من دون الله، وحين قام بعض الإخوة بإزالة هذه الصخرة، أصاب عوائل هذه المنطقة الذعر الشديد، وظنُّوا أنَّه سيأتي لهؤلاء الإخوة الدعاة أمر يضرُّهم من هذه الصخرة!!

إنَّها معلومات عجيبة، لم أكن أتوقع وجودها بهذا الشكل بين أناس يقطنون في أقاصي جنوب الجزيرة العربيَّة!!

وحقاً إنَّها حقائق مُرَّة، ومظاهر مؤلمة يندى لها الجبين، من الجهل الكبير والأميَّة الضخمة والبدائيَّة المستغربة التي يعيشها أناس لا تبعد المسافات بين المدن القريبة منهم وبينهم أكثر من خمس ساعات!

تلك أنباء من قطوف لرحلة دعويَّة قمت بها مع بعض الإخوة الكرام، لنشاهد تلك المناطق النائية، وننظر في أحوال الناس، حين سمعنا أن في تلك المناطق شيئاً من تلك العجائب في الجهل السائد بينهم، فأزمعنا حزم الأمتعة للوصول إليها، والنظر إليها عياناً؛ فليس الخبر كالمعاينة.

وقد هالنا ذلك الجهل العجيب، حين وقفنا على أشياء كثيرة من حال أولئك وجهلهم بدين الإسلام وتعاليمه، وقلَّة الدعاة القادمين لهم والناظرين في أحوالهم.

وفي بدء الإجازة الصيفيَّة فإنِّي أنتهز هذه الفرصة لمخاطبة حاملي هموم الأمَّة المسلمة وبخاصة العلماء والدعاة، بأن يتَّقوا الله في تلك المناطق النائية، ويستشعروا أهميَّة السفر والسياحة الدعويَّة في سبيل الله؛ لتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم، فهم في جهل عجيب، وبدائيَّة مستغربة، يحتاجون لمن يوجِّههم وينصحهم.

و الله يعلم كيف كان استقبالهم لنا حين قدمنا إلى تلك الجهات، بفرح منقطع النظير، ووجوه مستبشرة بلقيانا، وكَرَمٍ بَادِي الوضوح، على قلَّة ذات اليد، والفقر السائد بينهم، حتَّى إنَّهم يتشاجرون أيُّهم يطعمنا الغداء وأيُّهم يقدِّم لنا العشاء!

* حرارة وضنك في العيش ولكن .... و لاخير فيمن عاقه الحرُّ والبرد!

نعم ... إنَّ تلك المناطق التي ذهبت إليها في جنوب المملكة ذات بيئة تحتاج لصبر وتحمُّل في سبيل الله، من الرطوبة الشديدة، مع شدَّة لهيب الشمس، ويرافق ذلك مصاحبة الأفاعي والحيَّات والعقارب لنا في حلِّنا وترحالنا في تلك المناطق ....

وهذا أمر لم أكن أتوقعه بذاك الشكل، حتَّى إنَّنا كنَّا نأتي بمظليَّة مخرَّمة لننام بداخلها خشية أن يصلنا شيء من تلك الهوام السَّامة، وحين يستلقي كلُّ واحد منَّا بداخلها يشعر بتعرُّق شديد فلا نسمة هواء جارية، بل إنَّنا أحياناً كنَّا نلقي بتلك المظلِّيات المخرَّمة ونتوكَّل على الله، لعلَّنا نستشق هواء يهفهف على وجوهنا!

إنَّني لا أقول هذا الكلام تثبيطاً لأهل الهمم؛ فهم بهممهم سيكسرون هذه الحواجز النفسيَّة المصطنعة الصَّادة لهم عن الدعوة إلى الله!

ولكنِّي أقول ذلك لتستشعر كلُّ نفس مؤمنة تجري همَّة النشاط فيها بالدعوة إلى الله بتلك الحقائق، وليعلموا أنَّ الدعوة إلى الله ليست كلُّها بأن يَقْدِم إليك الناس وأنت في ظلال وارفة، وبيئة نظيفة مكيَّفة، وتدعو حينها إلى الله!

نعم تلك دعوة إلى الله .... ولكن شتَّان شتَّان ما بين الدعوتين ... !

لقد تعلَّمنا حينها أنَّ الدعوة إلى الله تحتاج لصبر ومجاهدة للنفس، فوساوس الشيطان لن تدعك قائلة لك: وما الذي أتى بك إلى هذه المنطقة النائية؟

وهل سيستفيد هؤلاء الجهلة من تعليمك لهم؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير