تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[جواز قول: {{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .. }}]

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 03:40 م]ـ

قال الشيخ إحسان العتيبي - حفظه الله تعالى - في كتابه الطيب " كتاب تربية الأولاد في الإسلام في ميزان النقد العلمي ":

[قلت: هذه الآية مما يستدل بها الكثيرون في المثابرة على الأعمال والطاعات، والترهيب من الإخلال بها، ظانين أنها في موضع الشاهد لهم على ما يريدون، وليس الأمر كذلك، فهذه الآية نزلت في المنافقين، وفيها تهديد من الله عزوجل بفضح أعمالهم – ولو كنت باطنة – وإظهارها للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ودليل أن هذه الرؤية في الآية دنيوية قوله تعالى بعدها {وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}.

قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – حفظه الله تعالى – (كان في حياته):

ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب على بعض الأعمال {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله} بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وتعذر رؤيته، فالله يرى، ولكن رسوله لا يرى، فلا تجوز كتابته لأنه كذب عليه صلى الله عليه وسلم. انتهى من " القول المفيد " (3/ 305).]. انتهى.

قلت (علي): وذكر البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد منه في باب قول الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} المائدة: 67 تعليقا بصيغة الجزم عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها -: ... وقالت عائشة: [إذا أعجبك حسن عمل امرئ فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولا يستخفنك أحد].

قال الحافظ في " الفتح ":

[زعم مغلطاي أن عبد الله بن المبارك أخرج هذا الأثر في كتاب البر والصلة عن سفيان عن معاوية بن إسحاق عن عروة عن عائشة وقد وهم في ذلك، وإنما وقع هذا في قصة ذكرها البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" من رواية عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت: [وذكرت الذي كان من شأن عثمان: وددت أني كنت نسيا منسيا فوالله ما أحببت أن ينتهك من عثمان أمر قط الا انتهك مني مثله، حتى والله لو أحببت قتله لقتلت،

يا عبيد الله بن عدي لا يغرنك أحد بعد الذين تعلم، فوالله ما احتقرت من أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نجم النفر الذين طعنوا في عثمان فقالوا قولا لا يحسن مثله، وقرأوا قراءة لا يحسن مثلها، وصلوا صلاة لا يصلى مثلها، فلما تدبرت الصنيع إذا هم والله ما يقاربون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أعجبك حسن قول امرئ فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولا يستخفنك أحد].

وأخرجه ابن أبي حاتم من رواية يونس بن يزيد عن الزهري أخبرني عروة أن عائشة كانت تقول: [احتقرت أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نجم القراء الذين طعنوا على عثمان، فذكر نحوه وفيه " فوالله ما يقاربون عمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أعجبك حسن عمل امرئ منهم فقل اعملوا الخ ..... " إلى أن قال الحافظ ": ودل سياق القصة على أن المراد بالعمل ما أشارت إليه من القراءة والصلاة وغيرهما فسمت كل ذلك عملا، وقولها في آخره: "ولا يستخفنك أحد " بالخاء المعجمة المكسورة والفاء المفتوحة والنون الثقيلة للتأكيد، قال ابن التين عن الداودي معناه: لا تغتر بمدح أحد وحاسب نفسك؛ والصواب ما قاله غيره أن المعنى: لا يغرنك أحد بعمله فتظن به الخير الا إن رأيته واقفا عند حدود الشريعة]. انتهى كلام الحافظ – رحمه الله تعالى -.

وقال العلامة زكريا الأنصاري – رحمه الله تعالى – في " منحة الباري بشرح صحيح البخاري " في نفس الموضع السابق من الصحيح على أثر عائشة – رضي الله عنها - السابق:

[(ولا يستخفنك أحد) أي: بعمله فتسارع إلى مدحه وظن الخير به، لكن تتثبت حتى تراه عاملا بما يرضاه الله ورسوله والمؤمنون]. انتهى المراد.

قلت: فأثر عائشة – رضي الله عنها – ولا مخالف لها من الصحابة الكرام يدلك على جواز استخدام هذه الآية.

والله أعلم.

ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 08 - 07, 05:22 م]ـ

أخي الكريم / علي الفضلي

جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.

رابط قد يفيد:

آية نزلت في المنافقين ونكتبها في شهادات التقدير!!

( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=57630&highlight=%283%2F305%29)

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 05:47 م]ـ

جزاكم الله خيرا أخي المسيطير على الرابط، ولكن خلاصته تؤكد ما وصلت إليه هنا، فأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها - جعلت الآية عامة، كما سبق فيما سقته من قصة قولها لهذه الآية، ولا مخالف لها من الصحابة الكرام، ومما يؤكد هذا ما ذكره العلماء في شرح كلامها - رضي الله عنها - ومنهم الحافظ، و العلامة الأنصاري كما سقته آنفا وغيرهم، وهذا يدلك على الجواز والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير