[هل مفهوم المخالفة لحديث (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) معتبر؟؟]
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[05 - 08 - 07, 10:12 ص]ـ
السلام عليكم
[هل مفهوم المخالفة لحديث (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) معتبر؟؟]
واذا كان معتبرا .. فما المقصود بعدم ارادة الخير في حق من لم يتفقه في دينه؟
وبارك الله فيكم
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[05 - 08 - 07, 03:04 م]ـ
والله تعالى أعلم إنه معتبر
ويكون المعنى على وجهين:
إما نفي مطلق الخيرية عمن لم يتفقه في الدين فيكون بذلك قد أعرض عن الدين كله لا يتعلمه ولا يعمل به كما هو مذكور في الناقض العاشر من نواقض الاسلام التي جمعها إمام الدعوة رحمه الله
أو المنفي الخيرية المطلقة فيكون عدم تفقه هذا فيما هو من كمال الدين الواجب أو المستحب
والله تعالى أعلم
ولعل الأخوة في الملتقى يفيدونا في ذلك
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[06 - 08 - 07, 08:01 م]ـ
الاخ الكريم جاسم آل إسحاق .. بارك الله فيك على هذه الفائدة .. واتمنى مزيدا من المشاركات من باقي مشايخنا الكرام
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - 08 - 07, 09:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم عبد المهيمن وفقني الله وإياك.
نعم مفهوم الحديث معتبر كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 165)
وقد ورد المفهوم منطوقاً عند أبي يعلى في مسنده (13/ 306) وابن عدي في الكامل (7/ 73) بلفظ: " .. ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ومن لم يتفقه لم يبال به " وفي لفظ " لم يبل منه " لكن إسناده ضعيف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (و هذه الآية _ أي قوله تعالى: {ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم} _ و الحديث يدلان على أن من لم يحصل له السماع الذى يفقه معه القول فإن الله لم يعلم فيه خيرا و لم يرد به خيرا و أن من علم الله فيه خيرا أو أراد به خيرا فلا بد أن يسمعه و يفقهه إذ الحديث قد بين أن كل من يرد الله به خيرا يفقهه فالأول مستلزم للثانى و الصيغة عامة فمن لم يفقهه لم يكن داخلا فى العمو م فلا يكون الله أراد به خيرا و قد انتفى فى حقه اللازم فينتفي الملزوم) مجموع الفتاوى (16/ 10 - 11)
وقال ايضاً: (وقد ثبت فى الصحيح عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " ولازم ذلك أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيرا فيكون التفقه فى الدين فرضا والتفقه فى الدين معرفة الاحكام الشرعية بأدلتها السمعية فمن لم يعرف ذلك لم يكن متفقها فى الدين) مجموع الفتاوى (20/ 212)
وقال أيضاً: (وطلب العلم الشرعى فرض على الكفاية الافيما يتعين مثل طلب كل واحد علم ما أمره الله به وما نهاه عنه فان هذا فرض على الأعيان كما أخرجاه فى الصحيحين عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: " من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين " وكل من أراد الله به خيرا لا بد ان يفقهه فى الدين فمن لم يفقهه فى الدين لم يرد الله به خيرا) مجموع الفتاوى (28/ 80)
وقال أيضاً: (في الحديث المتفق على صحته " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " فكل من أراد الله به خيرا فلا بد أن يفقهه في الدين فمن لم يفقهه في الدين لم يرد به خيرا وليس كل من فقهه في الدين قد أراد به خيرا بل لا بد مع الفقه في الدين من العمل به فالفقه في الدين شرط في حصول الفلاح) الصفدية (2/ 266)
وقال ابن القيم رحمه الله: (في الصحيحين من حديث معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " وهذا يدل على أن من لم يفقهه في دينه لم يرد به خيرا كما ان من اراد به خير افقهه في دينه ومن فقهه في دينه فقد اراد به خيرا إذا اريد بالفقه العلم المستلزم للعمل واما ان اريد به مجرد العلم فلا يدل على ان من فقه في الدين فقد اريد به خيرا فإن الفقه حينئذ يكون شرطا لارادة الخير وعلى الاول يكون موجبا والله اعلم) مفتاح دار السعادة (1/ 60)
وقال ايضاً: (وفي الصحيحين عنه "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " فدل على ان الفقه مستلزم لارادة الله الخير في العبد ولا يقال الحديث دل على ان من اراد الله به خيرا فقهه في الدين ولا يدل على ان كل من فقهه في الدين فقد اراد به خيرا وبينهما فرق ودليلكم انما يتم بالتقدير الثاني والحديث لا يقتضيه لانا نقول النبي صلى الله عليه وسلم جعل الفقه في الدين دليلا وعلامة على ارادة الله بصاحبه خيرا والدليل يستلزم المدلول ولا يتخلف عنه فإن المدلول لازمه ووجود الملزوم بدون لازمه محال) مفتاح دار السعادة (1/ 89)
وقال السفاريني في شرحه لوصية علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لكميل بن زياد الذي سماه القول العلي لشرح أثر علي (ص 113): (وهذا يدل بمفهومه أن من لم يفقهه في الدين لم يرد به خيراً)
والخير هنا يزيد وينقص بحسب الفقه وحكمه من الفقه الواجب والمندوب. والله أعلم
¥