جاء في تكملة المعاجم العربية لدوزي: (وبابا بالبربرية والتركية: الأب (ابن بطوطة 2/ 416) وكذلك هي في لغة الفولة أو الفولان أو فلان (هجسون) وكذلك في العربية (شيرب لغة العرب 32، ومحيط المحيط)). [معجم دوزي 1/ 225 - 226].
على أن ما يدور في فلك بحثنا هذا هو التأكيد على أن أسلافنا العرب الفصحاء الذين عنهم أخذت اللغة حاكَوا أطفالهم فيما تردد بين شفاههم كما تؤكد معظم النقول السابقة، وما الغرابة في ذلك؟ ألم يحاكوا ما هو أقلُّ من الطفل منزلةً وفصاحةً، وهي الأنعام والسوائم على اختلاف أنواعها؟ بلى فقد حاكَوا صوتَ الغراب فقالوا: غاقِ، ودعَوا الحمارَ للشرب فقالوا: سَأْ. ومن أمثلتهم: (قفِ الحمار على الردهة ولا تقل له سَأْ) [جمهرة اللغة 3/ 293. والرواية في مجمع الأمثال 2/ 94 (قرِّبِ الحمار من الردهة ... ) يضرب للرجل يعلم ما يصنع]، وزجروا البغل فقالوا: عَدَسْ، وعليه شاهد النحاة المشهور: عَدَسْ، ما لعبَّادٍ عليكِ إمارةٌ أمنتِ وهذا تحملينَ طليقُ
[انظر في أسماء الأصوات: شرح المفصل 4/ 15 وشرح الكافية 2/ 79 وجامع الدروس العربية 1/ 192 والنحو الوافي].
بل لقد تعدَّوا ذلك إلى تسميةِ صاحب الصوت باسم صوته المنسوب إليه، فسمَّوا الغرابَ غاقِ، والبغلَ عَدَسْ، وعلى ذلك قول الشاعر: إذا حملتُ بدني على عَدَسْ
على الذي بين الحمارِ والفَرَسْ
فلا أبالي مَنْ غزا ومَنْ جَلَسْ
[جامع الدروس العربية 1/ 163، وشرح المفصل 4/ 79]. وزادوا فألحقوا أسماء الأصوات بأشرف الكلمات أي بالأسماء ليكون أدل على دخولها في ظاهر أقسام الكلمات فصرفوها تصريفَ الأسماء [انظر شرح الكافية 2/ 81].
ولعل خير ما أختم به الكلام طائفة من الأبيات لشعراء قدامى ومحدثين, كان لكلمة "بابا" في شعرهم نصيب.
أما أولهم فهو ابن الوردي (691 - 749هـ) عمر بن مظفر, صاحب اللامية المشهورة, حيث يقول: أيا دادا حكت صِدغاكَ واوا فما أحلى ثناياكَ العذابا
لقد صدتْكَ أمُّكَ عن رضانا فيا ماما دعي للصلح بابا
وأما ثانيهم فهو أحمد تقي الدين (1888 - 1935م) الشاعر القاضي, حيث يقول: هو طفل فوق السرير صغيرٌ ذابل الطرف يسحر الآناما
وعليه من الجمال غشاءٌ نسجته بنات موسى اليتامى
إنما يقظة الغرام غشته فرمت قلبه صريعا غراما
تهموه بالحب وهو يتيمٌ أعجميٌّ يقول بابا وماما
وأما آخرهم فهو أميرهم, أحمد شوقي، حيث يقول: هناك ألقت بالصغير للورى واندفعت تبكي بكاءً مفترى
تقول بابا أنا دحّا وهو كخّ معناه بابا لي وحدي ما طبخْ
فقل لمن يجهل خطب الآنيهْ قد فطر الطفل على الأنانيهْ
ـــــــــــــــــــــــــ
*هو خطيب الأدباء وأديب الخطباء بدمشق الشام الأستاذ الحُفَظَة هشام عبد الرزاق الحمصي حفظه الله وأمتع به, وأشهد أني لم أرَ أحفظ منه للشعر.
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=26&ArticleID=502
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 08 - 07, 07:06 م]ـ
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=26&ArticleID=502
ـ[عبد العزيز بن سعد]ــــــــ[07 - 08 - 07, 12:05 م]ـ
لا فض فوك
فقد في أمر ونهي مع أطفالي وأهلي في إنكار هذه الكلمة
وأطالب بالكلام بالفصحى ما استطاعت
وأغضب عند سماع بابا
والآن
هان الأمر
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 08 - 07, 01:46 م]ـ
بارك الله فيك
في البيان للجاحظ (255ت)
(والميم والباء أوَّلُ ما يتهيّأ في أفواه الأطفال، كقولهم: ماما، وبابا؛ لأنهما
خارجان من عمل اللسان، وإنَّما يظهران بالتقاء الشفتين،)