أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " (1/ 360) و الطبراني (3/ 282 / 1) و ابن
عدي (358/ 2) و الخطيب في " تاريخه " (14/ 297) من طريق يوسف بن الغرق عن
سكين بن أبي سراج عن المغيرة بن سويد عن ابن عباس مرفوعا، ثم روى الخطيب:
عن أبي علي صالح بن محمد: قال بعض الناس: إنما هذا تصحيف إنما هو: " من
سعادة المرء خفة لحييه بذكر الله "، ثم قال الخطيب: سكين مجهول منكر الحديث،
و المغيرة بن سويد أيضا مجهول، و لا يصح هذا الحديث، و يوسف بن الغرق منكر
الحديث، و لا تصح لحيته، و لا لحييه، و قال ابن حبان: سكين يروي الموضوعات
عن الأثبات و الملزقات عن الثقات، و الحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " (5 /
164 - 165) و قال: رواه الطبراني و فيه يوسف بن الغرق قال الأزدي: كذاب،
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/ 166) من هذا الوجه، ثم ساقه من
رواية الجوهري من طريق سويد بن سعيد، حدثنا بقية بن الوليد عن أبي الفضل عن
مكحول عن ابن عباس مرفوعا بمثله، و من رواية ابن عدي من طريق أبي داود النخعي
عن حطان بن خفاف عن ابن عباس، و من روايته أيضا (97/ 2) عن الحسين بن
المبارك حدثنا بقية حدثنا ورقاء بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
مرفوعا ثم قال ابن الجوزي: لا يصح، المغيرة مجهول، و سكين يروي الموضوعات عن
الأثبات، و يوسف كذاب و سويد ضعفه يحيى، و بقية مدلس، و شيخه أبو الفضل هو
بحر بن كنيز السقاء ضعيف، فكفاه تدليسا، و النخعي يضع، و ورقاء لا يساوي
شيئا، و الحسين بن المبارك قال ابن عدي: حدث بأسانيد و متون منكرة.
قلت: و قال ابن عدي (153/ 2) في ترجمة النخعي: هذا مما وضعه هو.
و تعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " (1/ 121) بما ينتج منه أنه وافقه
على وضعه، فإنه إنما تعقبه فيما ذكره من الجرح في بعض رواة الحديث فقال:
قلت: المغيرة ذكره ابن بان في " الثقات ".
قلت: قد سبق غير مرة أن توثيق ابن حبان وحده لا يعتمد عليه لتساهله فيه و لا
سيما عند المخالفة كما هو الأمر هنا فقد سمعت قول الخطيب في المغيرة هذا أنه
مجهول، و كذا قال أبو علي النيسابوري فيما نقله الذهبي في " الميزان "، ثم هب
أنه ثقة فالراوي عنه سكين مجهول أيضا كما تقدم في كلام الخطيب، و قد قال
الحافظ العسقلاني في ترجمته من " اللسان ": قال ابن حبان: يروي الموضوعات،
روى عن المغيرة عن ابن عباس رفعه: " من سعادة المرء خفة لحيته ".
قلت: فالحديث إذا موضوع من هذا الوجه حتى عند ابن حبان الذي وثق المغيرة فهو
إنما يتهم به سكين هذا، فالراوي عنه يوسف الغرق قد تابعه عليه عبد الرحمن بن
قيس عند أبي بكر الكلاباذي في " مفتاح معاني الآثار " (16/ 1 رقم 18).
ثم قال السيوطي: و ورقاء هو اليشكري ثقة صدوق عالم روى عنه الأئمة الستة.
قلت: صدق السيوطي، و أخطأ ابن الجوزي في قوله فيه لا يساوي شيئا، لكن هذا لا
ينجي الحديث من الوضع ما دام في الطريق إليه بقية و هو مدلس مشهور، و لا يفرح
بتصريحه بالتحديث هنا لأن الراوي عنه الحسين بن المبارك غير ثقة كما يشعر به
كلام ابن عدي المتقدم و هو في " الكامل " (97/ 2) و قد سلمه السيوطي، بل
قال الذهبي في ترجمته: قال ابن عدي: متهم، ثم ساق له حديثين هذا أحدهما
و قال عقبه: و هو كذب، و أقره الحافظ في " اللسان ".
و يؤيد ما ذهبت إليه من موافقة السيوطي على وضع هذا الحديث أنه نقل في فتاواه
(2/ 205) عن ابن الجوزي أنه أورده في " الموضوعات "، و لم يتعقبه بشيء.
و مع هذا أورده في كتابه " الجامع الصغير "! فأخطأ و تناقض و لذا تعقبه شارحه
المناوي ببعض ما ذكرناه عن ابن الجوزي و الذهبي و العسقلاني، و الحديث أورده
ابن أبي حاتم (2/ 263) من طريق بقية عن أبي الفضل ثم ذكر أنه سأل أباه عنه
فقال: هذا حديث موضوع باطل، و ذكر ابن قتيبة في " مختلف الحديث " (ص 90) عن
أصحاب الحديث أنهم قالوا في هذا الحديث: لا أصل له
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 05 - 08, 09:20 ص]ـ
تنبيه
الكلام الذي نقلته عن الأزهري ليس هو كلام الأزهري
وسبب الخطأ
أنا نقلت عن المزهر للسيوطي وهو نقله عن كتاب
كما جاء في أول الفصل
(ومن محاسن الألغاز ما رأيت في ديوان رسائل الشريف أبي القاسم على بن الحسين المصري من تلامذة أبي أسامة اللغوي جمع تلميذه عبد الحميد بن الحسين قال: ولما مَضَتْ أيام من مقامه بواسط حضره في جملة من كان يَغْشَاهُ لمشاهدَةِ فَضْله وبراعة أدبه عند انتشار ذِكْره رجلٌ يُعرف بأبي منصور بن الربيع من أهل الأدب، وأحضره قصيدة قد بُنيت على السؤال عن ألفاظ من اللغة على جهة الامتحان لمعرفته،)
وأنا انتقل ذهني إلى كتاب الزاهر للأزهري
وللفائدة
فالنقد للمبرد هو
في تفسيره لحديث (من سعادة المرء خفة عارضيه) لا في تفسير (أعفوا)
نبهت على هذا للفائدة
¥