تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عندما يهون أمر الشذوذ الفقهي والترخص في الفتوى على سمع طالب العلم ...]

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 06:53 ص]ـ

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...

لا شك أن الغالب على أهل الاستقامة والمنتسبين إلى الديانة اليوم = هو فقدان سعة الصدر في النزاعات العلمية وقلة البصيرة بالخلاف وفقهه ...

ومعاناة معالجة هذا الداء الوبيل لم تأخذ حقها للأسف من قبل النخبة والصفوة من أهل العلم ...

بل لعل بعض هذه النخبة قد ساهم –بدون قصد- في إذكاء نار هذا المرض العلمي الخطير ..

وأنا أقسم مسائل الديانة إلى:

1 - مسائل معلومة من الدين بالضرورة.

2 - مسائل مجمع عليها إجماعاً محفوظاً.

3 - مسائل الإجماع فيها هو عدم العلم بالمخالف.

4 - مسائل الخلاف فيها شاذ لا يسع.

5 - مسائل يسع فيها الخلاف.

ولكل حكمه، سواء أردنا حكم الخلاف فيه، أو حكم المخالف، أو حكم مقلد ذلك المخالف إن اتضح له أن الخلاف شاذ، أو درجة الإنكار والتشنيع في هذه المسائل.

ويهمني منها الآن القسم الرابع وهو مسائل الخلاف الشاذ الذي لا يسع ....

وهذا الخلاف لا يسع أحد ولوجه، أو الاعتذار به، أو اتباعه .... أو تقليد القائل به واعتبار أن الأمة قد وسع عليها باتباع أحد القولين ...

غير أنَّ المخالف هاهنا ليس كمخالف الإجماع ... بل هو معذور مأجور إن علم أنه اتبع مصادر أهل الحق في الاستدلال ... أو علم أنه أراد الحق واتباع مصادر أهل الحق فخفيت عليه مساربه ...

ومثال هذه المسائل: القول بجواز حلق اللحية، وحل الغناء والمعازف، وحل إتيان المرأة في المحل المنهي عنه، وبعض مسائل الخلاف العقدي ...

وبعد هذه المقدمة الطويلة أدلف إلى ما أردت بيانه:

وهو أن بعض إخواننا وكردة فعل لضعف فقه الخلاف عند جيل الصحوة ... أصبح يهون من أمر كل مسألة فقهية وقع فيها الخلاف ولو كان الخلاف شاذاً ...

التقيت طالباً نابهاً من خيرة طلبة العلم في مصر،فقال لي معلقاً على ما أثرناه في (منتدى الألوكة) بخصوص فتوى أحد المشايخ بجواز حلق اللحية وكنا قد شددنا في التشنيع على مفتي هذه الفتوى =

قال لي: إنتم مكبرين موضوع اللحية كده ليه؟؟؟

قلت له: طيب عاوزنا نعمل إيه؟؟

فقال: هي اللحية أصبحت مسألة عقدية (؟؟؟!!!)

فأثار كلامه عندي مكمناً من مكامن الخطورة يوشك أن يتسرب إلى نفس طائفة من طلبة العلم ...

مالكم يا قوم (؟؟؟!!!)

ويك أن المسائل العقدية فقط هي التي يشدد فيها على المخالف (؟؟؟!!!)

لا بالطبع ....

فنحن وإن عذرنا المخالف في المسائل الشاذة وقلنا لعل له أجر ...

إلا أن هذا ليس موجباً للتهاون مع قوله بل يشدد النكير عليه وترسل الشواظ على من اتبع الشواذ وإلا فما معنى كلام أهل العلم الطويل في التحذير من زلة العالم وفي التحذي من اتباع الرخص والشواذ والترخص في الفتيا (؟؟؟!!!)

ولم يقولوا كلامهم هذا في سياق الاعتقاد .... بل في سياق الكلام عن الخلاف الفقهي وهم أوعى منا بدرجات الخلاف وفقهه ...

والخلاصة:

لا يؤدينكم ضعف فقه الخلاف وضيق أفق بعض طلبة العلم إلى ردة فعل تجعلكم تخلطون بين إعذار المتكلم المجتهد وبين قبول قوله ومعاملته معاملة الخلاف الواسع .....

بل لابد من استمرار محاصرة ما كان شاذاً؛ليظل شاذاً ... ولا تهاون على الإطلاق في ذلك وإلا لوجدنا أنفسنا أمام فوضى علمية وسلوكية لا قبل لنا بها ...

وستذكرون ما أقول لكم ... وأفوض أمري إلى الله ...

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 08:03 م]ـ

سألني أحد المعلقين على الموضوع في أحد المنتديات عن حكم من يفتي بالشواذ فأجبته:

بارك الله فيك يا أبا محمد ....

بالنسبة للكتابة في هذا المنتدى وغيره فأنا ولظروف تتعلق بسهولة الاتصال بالشبكة وتتعلق بتنظيمي لوقتي ... اتخذت قراراً بعدم الكتابة إلا حين أكون في زيارة والدتي وهي تقيم في محافظة وأنا في أخرى ... وعليه فكتابتي تقتصر على شهر رمضان والأعياد وبعض الأوقات المتفرقة في السنة ...

============

بالنسبة للتعامل مع أولئك المفتين فهم عندي على أربعة أقسام:

الأول: متبع لهواه علم عنه بالاستقراء قلة الورع وضعف الديانة .... وهذا آثم ساقط يشنع عليه وعلى فتواه ... ومثاله عندي الأستاذ طنطاوي وأشباهه ...

الثاني: ليس كالأول ديانة ولكن علم عنه بالتتبع ضعف القدرة العلمية وسلوكه مسالك خاطئة في التلقي والاستدلال ... وهذا آثم ويشنع عليه وعلى فتواه وهو أهون من الأول مصيبة ... ومثاله عندي عمرو خالد وأشباهه

الثالث: عالم مفتٍ مستوفٍ لآلاته ... ولكن علم عنه بالتتبع الترخص في الفتيا والتهاون فيها وتأثره بضغط الواقع ... وهذا في النفس شيء من تأثيمه ولكنه يستحق النكير وأن نظهر للناس أنه قد انزلق في التيسير المستهتر والترخص المضر لنقي الناس من الاغترار به ... ومثاله عندي الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي

الرابع: كسابقه في العلم واستيفاء الآلات إلا أنه لم يُعتد منه اتباع الرخص بل اتباعه للشواذ لا يتعدى مسائل قليلةلم تظهر فيها معالم الأقسام السابقة وهذا ننقتصر على النكير على فتواه دون التعرض له هو وهو مأجور بإذن الله ... ومثاله عندي كثير ممن شذ كفتوى ابن منيع في التأمين مثلاً ...

=========================

تنبيه مهم: ما تقدم شيء أذاكر به إخواني وليس فتحاً أتيت فيه بما لم تستطعه الأوائل

تنبيه (2) أرجو تأجيل المناقشة حول الأسماء المذكورة في هذه المشاركة فهذا بحث آخر ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير