تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من أخلاق الشيخ العثيمين: الاعتذار عن التعزية برسالة لطيفة لصاحب المصيبة]

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 11:23 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

في 30/ 9/1379 هـ

من محمد الصالح العثيمين إلى أخيه المكرم .... حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد تبين لي البارحة حين اتصلت بكم هاتفيًّا للتعزية بالأخ ... رحمه الله تعالى أن في نفوسكم شرهاً علي إذ لم أحضر إلى البيت، وهذا جزاكم الله خيراً يدل على أن لي منزلة في نفوسكم؛ لأنه لو لم يكن لي منزلة لم تشرهوا علي.

والله يعلم أني لم أترك الحضور إلى البيت، احتقاراً لكم، ولا استخفافاً بالمصاب، ولكني تركت ذلك؛ لأنه لم يكن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من عادة السلف الصالح، اجتماع أهل الميت، أو جلوسهم للتعزية، فقد مات للنبي صلى الله عليه وسلم زوجتان في حياته إحداهما فريدته وأم أكثر أولاده خديجة رضي الله عنها ومات جميع أولاده ما عدا فاطمة رضي الله عنها وقال في ابنه إبراهيم: "العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".

ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه جلس ليعزى بهؤلاء، وأما جلوسه صلى الله عليه وسلم في المسجد يعرف فيه الحزن حين جاء خبر قتل زيد وجعفر وعبدالله بن رواحة، فليس فيه أنه جلس لقصد التعزية. ومن أجل أن الجلوس للتعزية لم يكن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا من عادة السلف الصالح كرهه الإمام أحمد رحمه الله فقال: ما ينبغي، ومرة قال: ما يعجبني، وقد ذكر في الفروع أن الإمام أحمد إذا قال: (لا ينبغي) فهو للتحريم، ولذلك نقل عنه المنع من الجلوس، ونقل عنه الرخصة فيه، والذي استقر عليه مذهبه عند المتأخرين من أصحابه أن الجلوس للتعزية مكروه، قال (في الفروع): ويكره الجلوس لها، نص عليه واختاره الأكثر وفاقاً لمالك والشافعي، وقال في (المنتهى) و (الإقناع) وهما عمدة المتأخرين في المذهب: ويكره الجلوس لها، قال في الشرح أي للتعزية بأن يجلس المصاب بمكان ليعزى أو يجلس المعزي عند المصاب بعدها. ا. هـ.

وقال في (المهذب)، وهو من أكبر كتب الشافعية قدراً: يكره الجلوس للتعزية؛ لأن ذلك مُحْدَث والمحدث بدعة، قال في الشرح في تفسير الجلوس لها: هو أن يجتمع أهل الميت في بيت فيقصدهم من يريد التعزية، قالوا: بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم فمن صادفهم عزاهم. ا. هـ.

وهذا الكلام الذي سقته إليكم هو الذي جعلني لم أحضر إلى البيت للتعزية، وليس الاحتقار لكم، أو الاستخفاف بالمصاب، بل لكم عندي ما تستحقونه من التقدير، ولقد تعرضت لمصادفتكم آخر الليل قبل البارحة عند انتهاء القيام بعد صلاة الفجر ولم تقدر لي مصادفتكم.

أما الميت فنسأل الله له المغفرة والرحمة. هذا ما أردت بيانه لكم لتكونوا على بصيرة من أمرى والله الموفق.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.

" مجموع الفتاوى "

ـ[أبو خالد التبوكي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 12:40 ص]ـ

رحم الله شيخنا محمد العثيمين

واسكنه الفردوس

ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 04:14 م]ـ

رحم الله شيخنا ورزقنا علما وأدبا وورعا كعلمه وأدبه وورعه.

اللهم ارحمه رحمة واسعة وأدخله فسيح جنانك وأسكنه الفردوس الأعلى مع حبيبك صلى الله عليه وسلم

ـ[بن نصار]ــــــــ[08 - 08 - 07, 04:41 م]ـ

جزاك الله خير على هده الفائدة. . التي سنستفيد منها كثيرا

ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 06:35 م]ـ

رحمه الله ..

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 07:29 م]ـ

جزاكم الله خيراً

يتبنى بعض الإخوة مسائل ويرونها حقا لا ريب فيه، ولكنهم لا يحسنون التعامل مع من لا يرى ذلك، وإنما عرضت هذه القصة لما رأيته من غلظة من بعض الإخوة في هذه المسألة بالذات

فإن كنت ترى بدعية التعزية في البيت فليس من الشرع ولا من الأخوة تأخير التعزية عمدا بالهاتف، والتلطف في الاعتذار، وعرض مساعدتك على المصاب، وتقديم ما تستطيعه

ألم يفعل هذا شيخ الإسلام مع أهل خصمه اللدود؟ فكيف بمصاب أحد إخوانك المقربين

فلا نريد لتبني مسائل تتعلق بفرح الناس وترحهم أن تكون سبيلاً لقطع علاقاتنا معهم إذا وُجد البديل ووجدت طرق تستطيع فيها الجمع بين (التهنئة أو التعزية) وبين الإنكار عليهم!

نعم، وما المانع أن تقول:

إن مجيئي للمشاركة في احتفالكم لم يكن جائزاً لي، كما لم يكن جائزا لكم فعله

وهذا في حال عجزت عن منع المنكر من أن يقام قبل ذلك الكلام

ومما في المسألة نفسها:

ما حصل من بعض الإخوة حيث أقام احتفال عرسه وجاء بفرقة فيها دف، وهو يرى شرعا جوازه، وأنا لا أرى ذلك، فلم أحضر، لكن لم يمنعني ذلك من تهنئته في بيته، وإحضار ما تيسر من هدايا! مع التلطف في الإنكار عليه

دروس عظيمة يمكننا الاستفادة منها من فعل سلف الأمة وأتباعهم

والله الهادي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير