ولو أخذنا بهذه النظرة لوقعنا في حرج عظيم وانشغالٍ بالطمس والتغيير يستغرق أوقاتنا عما هو أهم وأجدى، مثلاً حرف الـ ( t)، وعلامة (+) يظهر فيها شكل الصليب بشكل واضح، لكن يجوز قطعاً استخدامها والكتابة بها؛ لأنها تكتب على أنها حروف وعلامات، لا يقصد منها شعار الصليب ولا حتى الرمز له.
وما أشرت إليه من العلامة الموضوعة في أسفل شاشة جوال النوكيا في الزاوية اليسرى السفلية، والتي وضعت رمزاً إلى مدى قوة الإرسال ليس صليباً واضحاً، بل هو يحكي صورة أبراج الشبكة، وهو إلى صورتها أقرب منه إلى صورة الصليب المعروفة، فلا يهولنك مثل هذا، واشتغل بما ينفعك، ولا تضيق أمراً لك فيه سعة. والله أعلى وأعلم
س:ما حكم استخدام جوال الشركة لأغراض شخصية؟
ج: لا يجوز للعامل أن يستخدم أدوات العمل في مصالحه الخاصة لأن في ذلك مخالفة لحق العمل، وتفريطاً في الأمانة التي تحملها لجهة العمل؛ إلا إذا كانت هذه الأدوات لا تنقص باستخدامه.
ولا شك أن استخدام الهاتف في مكتب العمل للأغراض الشخصية يضر بالعمل من جهة التكاليف المالية إذا كانت عليه رسوم.
ويضره كذلك بشغله عن استقبال المراجعين وأصحاب الحوائج ..... فإذا كنت قد استخدمت الهاتف لمنافعك الشخصية، فالواجب عليك أن تستأذن من رب العمل، وإلا فإن عليك أن تدفع التكلفة المالية التي استهلكتها إلى جهة العمل؛ إلا أن يسامحك المسؤول المخول، فهذه هي الطريقة الصحيحة. والله أعلى وأعلم
س: ما حكم من يعمل رنة لصاحبه ثم يغلق، على أن يتصل صاحبه به ويتحمل الأخير قيمة المكالمة؟
ح: هذا من البخل، ومناقض لحديث أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ". متفق عليه، وعلى المتصل الأول صاحب الحاجة تحمل قيمة المكالمة، وقد علم من فعل المشائخ والعلماء الكبار إذا اتصلوا على فلان ثم لم يجدوه فاتصل ذلك الشخص على الشيخ،فإن الشيخ يطلب منه إغلاق السماعة حتى يتصل عليه الشيخ ويتحمل قيمة المكالمة لأنه هو صاحب الحاجة ولا يحمل غيره قيمة المكالمة بل يتحملها هو. اهـ بتصرف
قناة المجد – برنامج الراصد – الشيخ محمد صالح المنجد
نصيحة وتوجيه لأصحاب الجوالات
السؤال: فضيلة الشيخ! ظهر في الآونة الأخيرة جهاز الجوال وكثر استعماله من النساء وخاصةً من الفتيات، وأسيء استعماله في المعاكسات فلا رقيب ولا حسيب من البشر، فهل من نصيحةٍ للآباء والفتيات، فإنه أصبح من أخطر حبائل الشيطان!!
الجواب: النصيحة: إن أسباب الشر في عصرنا كثرت، وهي فتنة يفتتن بها من أراد الله فتنته، وهي ابتلاء من الله عز وجل، فإن الله تعالى قد يبتلي العباد بتيسير سبل المعاصي لهم، وما ذكره السائل واقع: فإن الجوالات وسيلة قريبة لاتصال الشابات بالشباب؛ لأنها تستخدمه في كل مكان حتى ولو كان في المرحاض -في الحمام- ولأنه إذا اتصل أحد يظهر رقمه في الجوال ويسهل الاتصال به، فهو خطير. ولذلك أولاً: أنصح شبابنا وشاباتنا من هذا العمل المشين، وأرجو أن يكون مستقبل الإسلام على أيديهم خير مستقبل. ثانياً: أنصح الآباء والأولياء أن يتحسسوا وينظروا ببصر ثاقب: كيف تستعمل الشابة هذا الجوال، وكيف يستعمله الشاب؟ وقلت لكم: إن الله قد يبتلي العباد بتيسير أسباب المعاصي ليمتحنهم عز وجل، ولنا مثلان: المثل الأول: في أمم قبلنا. والمثل الثاني: في صدر هذه الأمة. فاليهود حرم عليهم صيد السمك يوم السبت، فإذا كان يوم السبت جاءت الأسماك على ظهر الماء: إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ [الأعراف:163] في أيام الأسبوع الباقية لا تأتي، وطال عليهم الأمد، فقالوا: لا بد من حيلة، وهي أن نضع شباكاً يوم الجمعة فيأتي السمك ويتكاثر فيها، وإذا كان يوم الأحد خذوه، فماذا فعل الله بهم؟ قال الله عز وجل: وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ [البقرة:65] فكانوا قردة. وصدر هذه الأمة ابتلاهم الله عز وجل وهم محرمون بالصيد المحرم على الحرام، فكان الصيد تناله أيديهم ورماحهم .. الزاحف تناله اليد، فالأرنب يمسكه بيده، والغزال يمسكه بده، والطائر يدركه برمحه، مع أن الطيور لا تدرك إلا بالسهام، والرمح -كما تعرفون- عبارة عن عصا أو نحوه في رأسه حديد مدبب، ينالها برمحه .. فالصحابة؟ أمسكوا عن هذا، ما أحد منهم صاد صيداً مع أنه سهل. والآن المعصية سهلت بواسطة هذه الأجهزة فعلينا أن ننتبه، وأخشى أن يعمنا الله تعالى بعقاب، وأن يبدل هذا الأمن خوفاً، وهذا الشبع جوعاً، وهذه الكسوة عرياً؛ لأن الله عز وجل يقول: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:96 - 99]. أجارنا الله وإياكم من هذا!
فهذا هو اللقاء المتمم للستين من اللقاءات الشهرية التي تتم في الجامع الكبيرة في عنيزة، وهذه الليلة هي ليلة التاسع عشر من شهر رجب عام (1419هـ). اللقاء الشهري 60 مع الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
ونسأل اللّه العظيم لنا ولكم علماً نافعاً، ويكون لنا لديه يوم القيامة شافعاً، أسأل اللّه العظيم أن يغفر زلتي، ويقبل توبتي، ويقيل عثرتي، وصلى اللّه على محمد وآله وصحبه وسلم.
وكتب / رأفت الحامد بن عبدالخالق غفر الله له ولوالديه وللمسلمين آمين
25/ رجب / 1428 هـ ليلة الجمعة
¥