تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الزاد في مواجهة الصعاب]

ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[13 - 08 - 07, 12:21 ص]ـ

؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ الزاد في مواجهة الصعاب ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛

د. علي بن عمر بادحدح

أكرمنا الله بالإيمان، وأعزنا بالإسلام، خلقنا بقدرته، ورزقنا من نعمته، ووفقنا بهدايته، قلبونا موصولة برجائه، ونفوسنا معلقة بعطائه، وآمالنا في رحمته، وطموحنا إلى جنته، توكُلُنا عليه، وإنابتنا إليه، فنحن لله وبالله وعلى الله.

فإذا عظُم الخطب، واشتد الكرب فلا نجاة منه إلا بعون من الله - سبحانه وتعالى -:** ولقد نادنا نوح فلنعم المجيبون}، **ولقد مننا على موسى وهارون * ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم}.

وإذا أحدق الشر وتضاعف الضر فلا كاشف له إلا الله، ** أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون} ** وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير * وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير} ..

إذا توالى الهم، وتتابع الغم، فلا فارج له إلا الله .. ** وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له وكشفنا ما به من غم وكذلك نُنجي المؤمنين}.

وإذا جاءت النقمة، أو حلت الفتنة فلا صارف لها إلا الله .. ** فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم}

كلما تفاقم الضرر واقترب الخطر، فلا ملجأ من الله إلا إليه .. ** ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين}.

الصلة بالله - سبحانه وتعالى - تعلقاً به، ويقيناً بموعوده، وأملاً في نصره، ورضىً بقضائه، ومحبة في ثوابه، وخوفاً من عقابه، وتوكلاً على قوته .. ذلك هو المعوّل عليه في كل خطب، وهو الموثوق به بإذن الله - عز وجل - في كل كرب ..

تضرَّع إلى الله، واستمسك بمنهج الله، وأدم ومناجاة ودعاء لله .. ** وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.

فالحق - سبحانه وتعالى - ينادينا ** وقال ربكم ادعوني استجب لكم}.

ويخبرنا جل وعلا بتحقق المراد، إذا تم اللجوء إليه والتضرع والتذلل بين يديه:

** إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم ... }.

يأتي المدد من الله، ويتنزل النصر من عند الله، ويكون التثبيت من الله سكينة في النفوس، ويكون اليقين صارفاً للخوف والجزع .. اليقين بالله - سبحانه وتعالى - وليس شيء غير ذلك، لا التجاء إلى أسباب الكثرة العددية، ولا إلى وفرة القوة المادية، ولا إلى الاستعدادات العسكرية، إنما اللجوء إلى رب البرية - سبحانه وتعالى -.

كل شيء يستند فيه إلى غير الله؛ فإنه إلى ضياع وخراب، وكل اعتماد وتوكل على غير الله؛ فإنه إلى خسار وانهيار، وإن المرء المؤمن لَيرى ويقرأ ويعتقد ويوقن، وهو يتلو آيات القرآن، أن ذلك حق لا مرية فيه، ولكن تعلق القلوب بالدنيا الزائلة، ربما ينال من ذلك كله، والله - جل وعلا - قد بيّن لنا أن الالتجاء إلى غيره أمر لا تحمد عقباه، فقال – سبحانه وتعالى -: ** أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه}.

مهما اجتمعوا، ومهما كثروا، ومهما عظموا، ومهما انتفخوا .. كلهم من دون الله في صيغة موجزة، تدل على الاحتقار لهم، وبيان ضعفهم، وزرع اليقين بفشل كيدهم وذهاب ريحهم، لأن الله - سبحانه وتعالى - قدّم بذلك بقوله: ** أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه} .. ** ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام}، ** ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمته هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون * قل يا قومي اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم}.

هل بعد هذا الوضوح في الآيات من وضوح في التفريق بين من يلجؤون إلى من دون الله أو يعتمدون عليه، أو يظنون أنهم يقدرون على تحقيق ما يصبون إليه بمساعدتهم، وبين من يلجأ إلى الله - عز وجل -، وهو كافٍ عباده، وهو حسبهم – سبحانه -، وهو وكيلهم - جل وعلا -.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير