تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المعصية بين اللذة العاجلة والعقوبة الآجلة]

ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[13 - 08 - 07, 12:27 ص]ـ

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا وأشهد أن لا اله الإ الله وأن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:

إن للذنوب والمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله .. فمن ذلك:

1 - حرمان العلم: فإن العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفئ ذلك النور

قال الشافعي لرجل أني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية.

2 - حرمان الرزق: وفي المسند إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه. فكما أن تقوى الله مجلبة للرزق بالمثل ترك المعاصي.

3 - وحشة فى القلب: وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله وهذا أمر لا يحس به إلا

من كان في قلبه حياة وما لجرح بميت إيلام.

4 - تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه.

5 - ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل فالطاعة نور والمعصية ظلام.

6 - حرمان الطاعة: فلو لم يكن للذنب عقوبة فكفاه انه صد عن طاعة الله فالعاصي يقطع

عليه طاعات كثيرة كل واحدة منها خير من الدنيا وما فيها.

7 - إن المعصية سبب لهوان العبد على ربه: قال الحسن البصري هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم واذا هان العبد على ربه لم يكرمه أحد.

8 - المعاصي تفسد العقل: فإن للعقل نور والمعصية تطفئ نور العقل أذا طفئ نوره ضعف ونقص قال بعض السلف ما عصى الله أحد حتى يغيب عقله وهذا ظاهر فإنه لو حضره عقله لمنعه عن المعصية.

9 - أن الذنوب إذا تكاثرت طُبعِ على قلب صاحبها كما قال بعض السلف فى قول الله تعالى ** كّلاَّ بّلً رّانّ عّلّى" قٍلٍوبٌهٌم مَّا كّانٍوا يّكًسٌبٍونّ} سورة المطففين 14، الران: هو الذنب بعد الذنب.

10 - تقصر العمر وتمحق البركة: فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور ينقصه فإذا أعرض العبد عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته

كيف تزجر نفسك اذا اردت أن تعصي الله

أتى رجل ابراهيم ابن ادهم رضي الله عنه فقال يا أبااسحق إني مسرف على نفسي، فأعرض علي ما يكون لها زاجرا ومستنقذا؟ فقال ابراهيم: ان قبلت خمس خصال، وقدرت عليها لم تضرك المعصية؟ قال: هات يا ابا اسحق > قال: أما الأولى فاذا أردت ان تعصي الله تعالى، فلاتأكل من رزقه، قال: فمن أين أكل وكل ما في الأرض رزقه؟ قال: يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه؟ قال: لا، هات الثانية. > قال: واذا اردت ان تعصيه فلا تسكن في شيئا من بلاده؟ قال: هذه اعظم، فأين أسكن؟ قال: يا هذا أفيحسن بك ان تأكل رزقه، وتسكن بلاده وتعصيه؟ قال: لا، هات الثالثه. > قال: اذا اردت ان تعصيه، وان تأكل من رزقه، وتسكن بلاده، فانظر موضعا لا يراك فيه فاعصه فيه؟ قال: يا ابراهيم ما هذا؟ وهو يطلع على ما في السرائر؟ قال: يا هذا أفيحسن بك أن تاكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وهو يراك ويعلم ما تجاهر به وما تكتمه؟ قال: لا، هات الرابعه. > قال: فاذا جاءك الموت ليقبض روحك، فقل له أخرني حتى اتوب توبة نصوحا، وأعمل لله صالحا قال: لا يقبل مني؟، قال: يا هذا فأنت اذا لم تقدر ان تدفع عنك الموت لتتوب، وتعلم أنه اذا جاءك لم يكن له تأخير، فكيف ترجو وجه الخلاص؟ قال: هات الخامسه > قال: اذا جاءتك الزبانيه يو القيامه، ليأخذوك الى النار فلا تذهب معهم؟ قال: انهم لا يدعونني ولا يقبلون مني قال: فكيف ترجو النجاة اذن؟ > قال: يا ابراهيم، حسبي، حسبي، استغفر الله وأتوب اليه فكان لتوبته وفيا , فلزم العباده، واجتنب المعاصي حتى فارق الدنيا.

أقوال السلف في المعاصي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير