[سيارات الأجرة ((مسائل وأحكام))]
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[14 - 08 - 07, 05:12 م]ـ
[سيارات الأجرة ((مسائل وأحكام))]
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.
أما بعد:فهذه رسالة لطيفة جمعت فيها ما استطعت من مسائل وأحكام يحتاج إليها مستخدمي سيارات الأجرة، لاسيما وقد انتشرت في بلادنا عدة شركات بثت في طرقات المدينة عدداً غير قليل من هذه السيارات، وكذلك أغلب من عنده سيارة من ذوي الدخل المحدود يعملون في أجرة السيارات، لرفع مستوى معيشتهم، فدعت الحاجة وبقوة إلى التفقه في الدين فيما يتعلق بهذه المسألة، والنظر في مسائلها وإعلام الناس بالحكم الشرعي ...
والله أرجو أن أكون قد وفقت في جمع وإعداد هذه المادة، فإن كان صواباً فمن الله وحده، وإن كان غير ذلك فمني والشيطان ...
وصلى الله على خليل الرحمن وشفيع الأنام وسلم ,وعلى آله وصحبه والتابعين ....
((سيارات الأجرة وفقه الصلاة))
بسبب البرد أصلي في السيارة
السؤال:هل يجوز أداء صلاة الفريضة جالساً في السيارة لظروف الثلوج والبرد، ولعدم وجود مكان مناسب للصلاة؟ علماً أن وقت الصلاة متقارب جداً عندنا في فصل الشتاء، بحيث إذا لم أصل في السيارة صلاة الظهر والعصر بحكم عملي كسائق سيارة أجرة يدخل علي وقت صلاة المغرب، رغم أنني أجمع بعض الأحيان بين صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم أو جمع تأخير إذا وجدت مكاناً مناسباً، أما صلاة الصبح فبعض الأحيان أصليها داخل السيارة جالساً قبل أن تطلع الشمس، أجيبوني جزاكم الله خيراً.
الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فلقد أعجبني منك أخي المغترب حرصك هذا على أداء الصلاة في وقتها والتحرج من تأخيرها عنه، ثم استفتاؤك عما يشكل عليك من أمور دينك، فثبتنا الله وإياك على طاعته وأعاننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
اعلم -أخي- أن الأصل هو وجوب أداء الصلاة على هيئتها التي أمر الشرع بها في وقتها الواجب، وليس للصلاة مكان مخصوص لا تصح في غيره، بل جعلت الأرض لنا مسجداً وطهوراً، فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان" كما ثبت من حديث جابر عند البخاري (335) ومسلم (521)، اللهم إلا ما نُهي أن يُصلى فيه كالمقبرة والحمام، وكل مكان نجس أو فيه تماثيل.
فإذا أدركتك الصلاة فعليك الاجتهاد في البحث عن مكان مناسب دافئ لتصلي فيه، فإن لم تجد إلا مكاناً تُعرض نفسك فيه للبرد الشديد، فصل في سيارتك جالساً، ولكن عليك أن تُيمِّم سيارتك جهة القبلة، ولا يجوز لك أن تؤخر الصلاة عن وقتها لأجل أن تصليها على الصفة الواجبة كما يفعل بعض الجهال، فإن مراعاة وقت الصلاة أولى من كل شرط آخر، ولذا شرع التيمم لعادم الماء، وإن كان متيقناً وجوده بعد خروج الوقت، وشرعت صلاة الخوف عند لقاء العدو على صفة خاصة مراعاة لشرط الوقت.
وكذا من لا يجد إلا ثوباً نجساً يجب عليه أن يصلي فيه إذا خشي خروج الوقت، حتى ولو تيقن أنه سيجد غيره بعد خروج الوقت.
وأما الصلاة التي تُجمع مع غيرها، كالظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، فيُشرع لكم عند شدة البرد ونزول الثلوج أن تجمعوا بينها جمع تقديم أو تأخير؛ تحصيلاً لفضيلة الجماعة، ولهذا شاهد من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري (543) ومسلم (705) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (ج 6 / ص110 - 111)
حكم السفر وقت صلاة الجمعة
¥