تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خطبة عن شهر شعبان]

ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 03:37 ص]ـ

هذه خطبة اعددتها بمناسبة شهر شعبان وقد جمعتها من عدد من الكلمات والخطب وزدت فيها ونقصت حسب مارأيته مناسبا - واحببت ان اشارك بها هنا تعميما للفائدة وتسهيلا للاخوة ممن اراد خطبة بهذا الشأن والحمدلله رب العالمين

الخطبة الاولى

مقدمة (خطبة الحاجة)

فقد اخرج الشيخان رحمهما الله تعالى من حديث عائشة ـ رضي الله عنها وعن ابيها ـ قالت: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان» وفي رواية عند البخاري: «كان يصوم شعبان كله». وفي رواية عند مسلم: «كان يصوم شعبان إلا قليلاً». وروى الإمام أحمد، والنسائي باسناد جوده بعض اهل العلم من حديث أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لم أرك تصوم من الشهر ما تصوم من شعبان قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم»

قال ابن رجب رحمه الله في بيان وجه الصيام في شعبان: "وفيه معانٍ، وقد ذكر منها النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام وشهر الصيام، اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظنُّ أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام، وليس كذلك" انتهى كلامه

وفي قوله: ((يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان)) دليل على استحباب عِمارة أوقات الغفلة بالطاعة - ولذا كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة ويقولون: هي ساعة غفلة، ومن هنا ايضا كان فضل الصلاة و القيام في وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه عن الذكر كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إن افضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل)).

ومثل هذا استحباب ذكر الله تعالى في السوق لأنه ذكْر في موطن الغفلة بين أهل الغفلة،

وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد - منها:

- أنه أخفى للعمل - وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل عند الله وازكى، لا سيما الصيام فإنه سرّ بين العبد وربه، ولهذا قيل إنه ليس فيه رياء، وكان بعض السلف يصوم سنين عددا لا يعلم به أحد، فكان يخرج من بيته إلى السوق ومعه رغيفان فيتصدق بهما ويصوم، فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته، وكان السلف يستحبون لمن صام أن يُظهر ما يخفي به صيامه، فعن ابن مسعود أنه قال: " إذا أصبحتم صياما فأصبِحوا مدَّهنين "، وقال قتادة: " يستحب للصائم أن يدَّهِن حتى تذهب عنه غبرة الصيام " كل ذلك لاخفاء العمل

ومن أسباب أفضلية الأعمال عند غفلة الناس مشقتها على النفوس لأن العمل إذا كثر المشاركون فيه سهُل، وإذا كثرت الغفلات شق ذلك على المتيقظين وكلما زادت مشقة العمل كان اعظم اجرا كما قال صلى الله عليه وسلم اجرك على قدر نصبك

وفي هذا كله إشارة إلى فضيلة التفرد بالذكر في وقت لا يوجد فيه ذاكر والكل فيه غافل وليت شعري كيف سيكون فضل ذاك الفرد عند الله

والمعنى الثاني المذكور في الحديث هو أن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وكان صلى الله عليه وسلم يحبّ أن يُرفع عمله وهو صائم.

ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القران، ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن،، قال ابن رجب رحمه الله: "وقد قيل في صوم شعبان معنى آخر، وهو أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذّته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط".

ولهذه المعاني المتقدمة وغيرها كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في هذا الشهر المبارك، ويغتنم وقت غفلة الناس وهو من؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن اجل ذلك كان السلف الصالح رحمهم الله يجدّون في شعبان، ويتهيأون فيه لرمضان.

قال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء.

وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القران.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير