وقال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع.
وقال أيضا: ((مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان، وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان، هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات))
واسمع لهذا رحمك الله: اخرج الشيخان رحمهما الله تعالى من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مامن عبد يصوم يوما في سبيل الله الا باعد الله بذلك اليوم عن وجهه النار سبعين خريفا) وقال صلى الله عليه وسلم ((فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفّرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) رواه الترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم ((في الجنة باب يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد))،وقال الله تعالى في الحديث القدسي: الصوم لي وانا اجزي به) فما بالك بامر قد تكفل الله باجره وثوابه ويباعدك عن النار سبعين خريفا!!
فأين هم اولوا الالباب: الذين يستمعون الذكر فيتبعون احسنه!!
ويا اسفى على القلوب القاسية ممن لا تنفع فيهم موعظة ولا تذكرة!!
فاذا علمت ذلك - اخي – فتذكر فضل صيام يومي الاثنين والخميس وكذا الايام البيض - فان استطعت ان تصوم شعبان كله الا قليلا فذلك هدي نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وهديه افضل واكمل
ومن الامور الفاضلة التي غفل عنها كثير من الناس في شعبان: الصدقة على الفقراء واعانتهم ليتققووا بذلك على رمضان: فكم من اناس - الله اعلم بحاجتهم وفقرهم (يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسالون الناس الحافا وما تنفقوا من خير فان الله به عليم)
وتلمس ذوي الحاجات هو من شيم الكرام – فأين المنفقون الكرام؟
ويجدر التذكير: الى وجوب قضاء الصوم لمن كان قد افطر في رمضان الماضي فلا يجوز له التأخير إلى ما بعد رمضان القادم إلا لضرورة - ومن قدر على القضاء قبل رمضان ولم يفعل فهو آثم ويلزمه امران: التوبة و القضاء – وامر ثالث يلزمه على قول. مالك والشافعي وأحمد: هو إطعام مسكين عن كل يوم يقضيه.
اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمدلله على احسانه 0000
فما تدنَّى واقع الأمة، ولا أصيب المسلمون بالوهن في أنفسهم، والضعف أمام أعدائهم؛ إلا لما تخلوا عن أعز مقومات النصر وهو الدين الإسلامي الحق،
وقد أساء بعض أبناء المسلمين فهم الإسلام؛ فجعلوا لطاعة الله وقتاً، ولمعصيته أوقاتاً، وللخير والإقبال على الله زمناً، وللشر والإدبار أزمانا - مِنْ هجرٍ للمساجد، وتركٍ للجمع والجماعات، وتساهل في الصلوات، واعتزال للطاعات؛ من قراءة للقرآن، والذكر والدعاء، والإحسان والصدقات، والإقبال على ألوان المعاصي والمنكرات، فلا غرو اذا لم تعمل مناسبات الخير والرحمة، ومواسم البر والمغفرة عملها في قلوب الناس، ولم تؤثر في سلوكهم، ولم تجدِ في حل مشكلاتهم .......
يروى عن بعض السلف رضي الله عنهم انهم باعوا جارية لهم فاشتراها اناس فلما أقبل رمضان بدأوا يتهيأون بألوان المطعومات والمشروبات، لاستقبال شهر رمضان كما يصنع الناس في هذا الزمان فقالت لهم لماذا تصنعون هذا؟ قالوا: نصنعه لاستقبال رمضان قالت: وأنتم لا تصومون إلا في رمضان، والله لقد جئت من قوم السنة عندهم كلها رمضان لا حاجة لي إليكم ردوني إليهم
ويروى أن الحسن بن صالح رحمه الله - باع أمة له فلما انتصف الليل عند سيدها الجديد قامت في وسط الدار وصاحت: يا قوم , الصلاة الصلاة , فقاموا فزعين وقالوا: هل طلع الفجر؟ قالت: وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة، فلما أصبحت رجعت إلى سيدها وقالت: لقد بعتني على قوم سوء، بعتني على قوم لا يصلون إلا الفريضة ولا يصومون إلا الفريضة لا حاجة لي إليهم ردوني ردوني
الا فاتقوا الله عباد الله واعمروا بيوتكم واوقاتكم بطاعة الله فما اجمل الحياة واسعدها بذكر الله وما اقبح العبد واشقاه اذا نسي الله
ثم صلوا رحمكم الله على من امركم الله بالصلاة والسلام عليه 0000
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 03:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
فاذا علمت ذلك - اخي – فتذكر فضل صيام يومي الاثنين والخميس وكذا الايام البيض - وافضل الصوم صيام يوم وافطار يوم
العبارة السابقة من كلامك فيها نظر
أعني تخصيص هذه الأيام بالصيام في شعبان
والله أعلى وأعلم
وفقكم الله وبارك عليكم
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 04:03 ص]ـ
لقد كنت مترددا في كتابتها لانها ربما تحدث لبسا - وبالفعل حصل ذلك!
وانما اردت بها ارشاد السامعين الى طريقة يغتنمون فيها الصيام من باب التسهيل - مع انه لا يمتنع حصول الاجر - اي اجر الافضلية المرادة بصوم يوم وافطار يوم - اذ ما جاز في الكل يجوز في البعض ويكون ذلك في الدرجة الثانية اذ نبهت على الهدي الاكمل
فشكر الله لك اخي الحبيب على التنبيه
وعلى كل حال فهي محل نظر بالفعل ولذلك فقد قمت بحذفها بالمرة
واما صيام يومي الاثنين والخميس فهو باق على افضليته - في نظري - اذ لا يوجد ما يخرجهما عن ذلك او يساوي بهما بقية ايام شعبان فمن صام الاثنين من شعبان فهو افضل ممن صام الاحد او الثلاثاء بدونه اذ لا يمتنع ان يجتمع الاجر والفضل في الشيء الواحد من جهتين كما لو وافق الاثنين احد ايام البيض والله اعلم
وجزيت خيرا مرة اخرى على الملاحظة ونفع الله بكم وقد سررت بذلك جعل الله ايامك سرورا
¥