تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و_ هناك مسائل فقهية كثيرة منقولة عن ابن معين _ وهي مجموعة عندي _ وفيها ما هو يخالف مذهب أبي حنيفة.

فهل بعد ذلك يصح أن نقول عن ابن معين أنه من غلاة الحنفية!!

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 04 - 02, 05:33 ص]ـ

هذا موضوعٌ كتبته على عجلٍ شديد وبدون تحرير أو تخريجٍ على غير عادتي:

أخي الفاضل "ابن معين"

((فأولاً: لم يثبت عن ابن معين أنه قال عن الشافعي (ليس بثقة) كما بين ذلك المعلمي في التنكيل. بل ثبت عنه أنه أثنى عليه.))

قلت: ومال إلى ذلك الذهبي، لكنه أثبت نقل الحاكم عن ابن معين ما يجرح به الشافعي. والكلام تجده في الموضع الذي نقلت منه القول السابق.

((أ_لم يذكر أحد ممن صنف في كتب طبقات الحنيفة ابن معين منهم، مع حرصهم على ذكر أكبر قدر ممكن من متبعيه.))

هذا صحيح. ولو فعلوه اعتماداً على مقولة الذهبي أو على أقوال ابن معين لما استطاع أحد الاعتراض عليهم. والذي يظهر لي أن ذلك متعمدٌ منهم.

والسبب هو أن أكثر من مدح أبا حنيفة هو ابن معين. وتوثيقه معتبرٌ قويٌ. فلو كانوا يعتبرونه حنفياً لقال لهم خصومهم: لا تشهد للبنت إلا ابنتها. ولا يكون لتوثيقه لأبي حنيفة أي معنى.

ولا تظن هذا مزاحاً. فالأحناف في كل كتاب حديث تقريبا يضيعون مساحة شاسعة منه للدفاع عن أبي حنيفة وإثبات أنه ثقة. بل ويغيرون كل علم الجرح والتعديل حتى يحصلون على تعديل إمامهم. وكل من جرح أبا حنيفة يصبح متعنت أو مجروح. والعكس بالعكس.

((ب_ ابن معين ممن يعد من أهل الحديث، وقد عرف عنهم اتباعهم للأثر ونهيهم عن التقليد، وقد نقل عن ابن معين أنه كان ممن ينهى عن التقليد.))

كذلك أبو يوسف القاضي، وزفر ووكيع وغيرهم. وكان ابن معين يروي في تاريخه عن أبو حنيفة نهيه لأصحابه عن التقليد. فكيف تريده أن يتعصب له كما فعل الطحاوي؟ لا. وإنما التقليد عند الأحناف ظهر بوضوح عند متأخريهم كالكرخي ومن بعده.

((ج_وقد عد الحاكم في معرفة علوم الحديث ابن معين من فقهاء أهل الحديث.))

أبو يوسف القاضي كان فقيهاً محدثاً. وكذلك مالك بن أنس. وكذلك وكيع. والذهبي لم ينف ذلك.

((د_كان ابن معين إذا ذكر أباحنيفة يقول عنه (صاحب الرأي).))

ليس ذلك بجرح.

((هـ ثبت أن ابن معين تكلم في حفظ أبي حنيفة وضبطه.))

أما هذا فلا أعرفه لكني وجدت الكثير من التوثيق المطلق له. ثم لا تستبعد ذلك فها هو علي بن المديني قال عن أبيه: ضعيف!

((و_ هناك مسائل فقهية كثيرة منقولة عن ابن معين _ وهي مجموعة عندي _ وفيها ما هو يخالف مذهب أبي حنيفة.))

ذكر ابن عابدين في حاشيته أن أبو يوسف القاضي ومحمد بن الحسن قد خالفا أبا حنيفة في ثلثي المذهب!!!

((فهل بعد ذلك يصح أن نقول عن ابن معين أنه من غلاة الحنفية!!))

أما الغلو فلا. وهذا مستبعدٌ عليه. وأما أنه حنفي فهذا ما أراه من أقواله التي سأنقها:

تاريخ ابن معين (رواية الدوري) ج: 4 ص: 461

قال يحيى قال بن وهب عن مالك بن أنس في المرأة يكون وليها ضعيفا أو يكون غائبا أو لا يكون لها ولي فتولي أمرها رجلا فيزوجها قال جائز وقال بن وهب لا إلا بولي قلت ليحيى هذا يوافق قول أبي حنيفة قال نعم يعنى قول مالك.

قلت: فهذا يدل على أن ابن معين كان عارفاً بمذهب أبي حنيفة حتى كان ابن وهب الفقيه المحدث المعروف يسأله عن ذلك.

تاريخ ابن معين (رواية الدوري) ج: 4 ص: 283

سمعت يحيى يقول لا نكذب الله ربما سمعنا الشيء من رأي أبي حنيفة فاستحسناه فأخذنا به.

تهذيب التهذيب ج: 10 ص: 401

قال محمد بن سعد العَوْفي سمعت ابنَ معين يقول: كان أبو حنيفة ثقةً لا يُحدِّث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يُحدِّث بما لا يحفظ.

وقال صالح بن محمد الأسدي عن ابن معين: كان أبو حنيفة ثقةً في الحديث

وقال بان خَلِّكان في تاريخه: قال ابن معين: القراءَةُ عندي قراءةُ حمزة، والفقهُ فقهُ أبي حنيفة، عليه أدركتُ الناس.

فهذا لو صحّ يثبت بلا ريب أن ابن معين حنفي.

وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2\ 149): قال يحيى بن معين: أصحابنا (أي أهل الحديث) يُفْرِطون في أبي حنيفة وأصحابه.

تاريخ ابن معين (رواية الدوري) ج: 3 ص: 517

سمعت يحيى يقول قال يحيى بن سعيد القطان لا نكذب الله ربما رأينا الشيء من رأى أبي حنيفة فاستحسناه فقلنا به.

وقال ابن عبد البر في "الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء" (ص127): قال عبد الله بن أحمد الدَّورقي: سئل يحيى بن مَعين وأنا أسمع عن أبي حنيفة؟ فقال ابنُ مَعين: هو ثقةٌ ما سمعتُ أحداً ضعَّفه (!!). هذا شعبةُ بن الحجاج يكتب إليه أن يُحدِّث، ويأمُرُه. وشعبةُ شعبة.

ملاحظة: قال الإمام علي بن المديني: أبو حنيفة روى عنه الثوري وابن المبارك، وهو ثقة لا بأس به.

===

ما قيل في أن وكيع حنفي:

قال يحيى بن مَعِين: ما رأيتُ أحداً أُقدِّمه على وكيع، وكان يُفتي برأي أبي حنيفة، وكان يحفظ حديثَه كلَّه، وكان قد سمع من أبي حنيفة حديثاً كثيراً.

ما قيل في أن ابن المبارك حنفي:

قال محمَّد بن مُزاحِم: سمعت ابن المبارك يقول: أفقَهُ الناس أبو حنيفة. ما رأيتُ في الفقه مثله.

وقال أيضاً: لولا أن الله أعانني بأبي حنيفة وسفيان، كنت كسائر الناس.

قلت: هذا ليس بدليل كافٍ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير