تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حرمة التشبه بشاربي الخمور]

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 06:19 م]ـ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.

روى أبو داود - رحمه الله - في سننه (كتاب اللباس - باب في لبس الشهرة) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ "

والحديث سكت عنه أبو داود رحمه الله وقال الحافظ الذهبي عنه في السير (ج15 ص509) إسناد صالح وصححه الحافظ العراقي رحمه الله في تخريج أحاديث الإحياء (ج2 ص343 الشاملة) وحسنه الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (ج 16 ص353 الشاملة) وجود إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (ج6 ص111 الشاملة) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء (ج5 ص109 - 111)

فهذا الحديث دليل على حرمة التشبه بأهل الكفر أو المعاصي أو الفجور، وكان ما دفعني إلى كتابة هذه السطور القليلة أنني كنتُ جالسا مع بعض الشباب في حفل عشاء، وأثناء تناولنا للمشروب المقدم مزح أحدهم وقال (في صحة فلان صاحب الحفل!) ثم تصادف أن رأيتُ مثل هذا المشهد غير مرة وللأسف بعضها كان من بعض الملتزمين!

لذلك رأيتُ تنبيه نفسي وإخواني إلى هذا الأمر المحرم، والذي يوجب التعزير كما نص على ذلك فقهاء الإسلام:

- قال الإمام النووي رحمه الله في روضة الطالبين فيما يوجب التعزير: وفي إدارة كأس الماء على الشرب تشبيهاً بشاربي الخمر دون حد الخمر (ج3 - ص485 الشاملة)

- وقال صاحب مطالب أولي النهى: يَحْرُمُ التَّشَبُّهُ بِشُرَّابِ الْخَمْرِ، وَيُعَزَّرُ فَاعِلُهُ، وَإِنْ كَانَ الْمَشْرُوبُ مُبَاحًا فِي نَفْسِهِ، فَلَوْ اجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ، وَرَتَّبُوا مَجْلِسًا، وَأَحْضَرُوا آلَاتِ الشَّرَابِ وَأَقْدَاحَهُ، وَصَبُّوا فِيهَا السَّكَنْجَبِينَ وَنَحْوَهُ، وَنَصَّبُوا سَاقِيًّا يَدُورُ عَلَيْهِمْ وَيَسْقِيهِمْ، فَيَأْخُذُونَ مِنْ السَّاقِي وَيَشْرَبُونَ، وَيُحَيِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِكَلِمَاتِهِمْ الْمُعْتَادَةِ بَيْنَهُمْ؛ حَرُمَ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ الْمَشْرُوبُ مُبَاحًا فِي نَفْسِهِ - لِأَنَّ فِي ذَلِكَ تَشْبِيهًا بِأَهْلِ الْفَسَادِ. (ج18 - ص216 الشاملة)

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير