[مقال هام جدا لطلبة العلم أخطر آليات تحقيق الأماني الراندية للشيخ د. سعد بن مطرالعتيبي]
ـ[النذير1]ــــــــ[20 - 08 - 07, 02:35 ص]ـ
أخطر آليات تحقيق الأماني الراندية
(محاولة استشرافية حاذرة)
د. سعد بن مطر العتيبي
(1/ 2)
مما لا ينبغي الاختلاف فيه أن من واجبنا الإسلامي الوطني أن نعرف ما يُراد لنا، وما يقال عنَّا، وما يُفترى علينا، لنشكر المنصِف ونُفنِّد افتراء المفتري، بيانا للحق وزيادة توضيح له، ونأخذ الحذر قبل وقوع الخطر امتثالا لقول الباري جل وعلا (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم).
وقبل الدخول في هذه المحاولة الاستشرافية الحاذرة أُنبِّه إلى مقولة لتشالز يوست ( Charles yost) جاء فيه: " الدرس الذي تعلمناه من حرب فيتنام: أن مقدرة الدول الكبرى على التدخل في الدول الأخرى بشكل فعّال قد تناقص وتضاءل في الزمان والمكان والتاريخ.ويمكن أن يتم تدخل دولة كبرى في حرب مع دولة أخرى عن طريق دولة حليفها لها، وحتى إن فعلت ذلك ستكتشف لاحقاً أن ثمن التدخل يزيد كثيراً عن الفائدة المتوخاة ... ".
ولكن يبدو أن اليمينيين الذين يحكمون أمريكا حاليا يحتاجون إلى فيتنام أخرى ليتعلموا الدرس مرّة أخرى، وهذا ما ظهرت بوادره في حروبهم التي أعلنوها بنشوة، وسخّروا مؤسساتهم البحثية في مجاراتها مهما كانت النتائج، وقد صرخ الأمريكان أنفسهم: لقد تحول العراق إلى فيتنام جديدة!!
1) ودخولاً في المراد: يُعدّ استبعاد البعد الديني - في الدراسة المستقبلية لعالمنا العربي والإسلامي، مظهراً من مظاهر الدراسات الاستشراقية الحديثة أو ما يُعبّر عنه بمدرسة المستشرقين الجدد، وقد أنصتُّ ليلةً لمحاضرةٍ كاملة من أحد هؤلاء المستشرقين، صرّح في بدايتها بأنَّه استبعد (البعد الديني) من دراسته لما يعرف بالإسلام السياسي؟! وهو موضوع محاضرته؛ فأي موضوعية يمكن أن يقنعنا بها هذا المستشرق! وقد بيّنت له في مداخلتي عليه، بأن تصريحه إفصاح عن خطأ منهجي، كشف لنا فيما بعد سرّ امتلاء محاضرته بالخلط والخبط! الذي كان محلّ تندّر الحضور بعد ذلك، وتتالت عليه المداخلات من عددٍ من الإخوة والأخوات تنتقد هذا الاستبعاد المستهجن للبعد الديني في دراسة الموضوعات والظواهر الإسلامية.
ويبدو أن (الرانديين)، لا يوافقون المستشرقين الجدد في نظرتهم هذه، ولاسيما أنهم يخدمون ما يُعرف بالمحافظين الجدد .. ولكنَّهم فكّروا وقدّروا، مستبطنين رؤية صمويل هنتجتون في صدام الحضارات! وأظنّ تقارير راند الأخيرة تشهد لما أقول، فإنَّها حملت على عاتقها محاولة إبعاد الدين لا استبعاد البعد الديني .. ويكفينا لتبيّن خطورة تقاريرها التي تتبنى هذه السياسة ما نعلمه من أنها إحدى المؤسسات المعنية بالدراسات المستقبلية والخطط الاستراتيجية الأمريكية، ومع أنَّ مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنَّ لها مكتبا فاعلاً في دولة عربية مجاورة.
ويتجلى خطرها أكثر وأكثر في استهداف تقريرها السابق تغيير الإسلام ذاته، إذ كان عنوان ذلك التقرير: (الإسلام الديمقراطي المدني: الشركاء والمصادر والاستراتيجياّت)، وقالت المشرفة على التقرير شاريل بينارد ( Cheryl Benard زوجة خليل زلماي)! مُلمِحَة إلى صعوبة المهمّة: "إنَّ تحويل ديانة عَالَم بكامله ليس بالأمر السهل. إذا كانت عملية بناء أمّة مهمّة خطيرة، فإنَّ بناء الدِّين مسألة أكثر خطورة وتعقيداً منها "
2) وعوداً على بدء، فإنَّ من المهم في علم الدراسات المستقبلية: الاهتمام بالمعلومة المؤثِّرة، حتى كان من قواعد هذا العلم قول بعض المختصين: (اصدقني في المعلومة أصدقك في التنبؤ).
ولمَّا كانت معلومات راند حديث نفس عدائي في حرف مكتوب، صادر ممن يعلن عداوتنا، ويكشف سوء رؤيته لنا، فينبغي أن نقرأ التقرير قراءة استشرافية جادة، لا تَغفل عن المنطلق الأيديلوجي والبعد الثقافي والإسقاط التاريخي الذي ينتهجه الرانديون في وضع استراتيجيتهم ضدنا. وبالعودة لتقرير راند السابق (الإسلام الديمقراطي المدني) نجد الآلية الأخطر لتحقيق مرامي التقرير مُعلنة في العنوان كما نجد تفاصيلها في صفحاته؛ وفي مقابلة أجراها معها موقع Muslim Wakeup أكَّدت شاريل بينارد ذاتها: ضرورة دعم الحداثيين والمفكرين الذين يخدمون
¥