تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سؤال: نعلم جيداً أننا والكائنات جميعاً خلق الله تعالى: ((ومع أننا مسلمون لله ومؤمنون به، فإن مفاتيح عيشنا وحياتنا في أيدي أعدائنا من المشركين والملحدين بالله)) فما تفسير ذلك؟

الجواب: يعتقد المسلمون أن الله تعالى خالق كل شيء، ولا يكون في الوجود إلا ما يريد، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن الله تعالى هو الذي يحيي ويميت، ويمنع ويعطي، وُيمرض ويُشفي، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وكل ما يحصل على البشر من المخاوف والمصائب فهي مُقدرة قد علمها الله وكتبها في اللوح المحفوظ، ثم إن الله تعالى يحفظ عباده المؤمنين الصالحين أهل الصدق والإخلاص، ويحميهم وينصرهم كما قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} فيمدهم بقوة، وينزل الملائكة لتقاتل معهم، ويدفع كيد الأعداء كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُوا} ويبطل حيل الكفار التي يهددون بها المسلمين، ولو كانت من القنابل الذرية والكيماوية ونحوها، فإن الجميع تحت قدرة الله وسيطرته، وإنما يتسلطون على العباد إذا عصوا وخالفوا الحق، وأشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً، وأظهروا الفسوق، وتركوا العبادات، وهجروا المساجد، وتخلفوا عن الجمع والجماعات، وأباحوا الزنا ونحوه، وشربوا الخمور والمخدرات، وأضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات، فهنالك يسلط الله عليهم الأعداء، كما سلط الله آل فرعون على بني إسرائيل يسومونهم سوء العذاب، ولما ورد في الحديث القدسي: يقول الله تعالى: ((إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني)) ففي هذه الأزمنة إنما سُلِّطوا على أناس عطلوا الأحكام الشرعية، واستبدلوها بالقوانين الوضعية، وأباحوا الكثير من المحرمات، وأخلوا بكثير من الفرائض، فلذلك سُلط عليهم الكفار، فقتلوا وسبوا ونهبوا، فمتى راجع أهل الإسلام دينهم الصحيح، فإن الله تعالى يعيد لهم الكرة ويؤيدهم بنصره وتوفيقه: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

قاله وأملاه

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

22/ 11/1423هـ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير