تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التفكر في الصلاة في أمر لا يتعلق بها لا يفسدها ولا ينقص من كمالها]

ـ[د. هشام سعد]ــــــــ[21 - 08 - 07, 06:24 م]ـ

قال الإمام البخاري رحمه الله تعالي:

حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد قال أخبرني ابن أبي مليكة عن عقبة قال صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعا فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم فرأى أنهم عجبوا من سرعته فقال (ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت أن يحبسني ففأمرت بقسمته)

قال البدر العيني في كتابه

عمدة القاري شرح صحيح البخاري:

"

ذكر ما يستفاد منه فيه إباحة التخطي رقاب الناس من أجل الضرورة التي لا غنى للناس عنها كرعاف وحرقة بول أو غائط وما أشبه ذلك وفيه السرعة للحاجة المهمة وفيه أن التفكر في الصلاة في أمر لا يتعلق بها لا يفسدها ولا ينقص من كمالها وفيه جواز الاستنابة مع القدرة على المباشرة وفيه أن من حبس صدقة المسلمين من وصية أو زكاة أو شبههما يخاف عليه أن يحبس في القيامة لقوله فكرهت أن يحبسني يعني في الآخرة ومنه قال ابن بطال إن تأخير الصدقة يحبس صاحبها يوم القيامة وفيه أنه كان لا يملك شيئا من الأموال غير الرباع قاله الداودي"

ما رأيكم يا أهل الحديث؟؟

وهل من توجيه آخر لقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "ذكرت شيئا من تبر"

غير أنه ذكره في الصلاة ولم يضر بالخشوع؟؟

ـ[توبة]ــــــــ[21 - 08 - 07, 07:46 م]ـ

صحيح أنه لا يفسد من الصلاة و لكن أن لا ينتقص ذلك من كمال الصلاة،ففي هذا نظر و الأدلة كثيرة تقول بعكس ذلك /

قد ثبت عن السلف فيما معناه أنهم كانوا يقولون الحمد لله الذي قال "الذين هم عن صلاتهم ساهون" ولم يقل في صلاتهم و إلا هلكنا.

و قد امتدح الله عباده الذين يخشعون في الصلاة في أكثر من موضع و منها قوله عز وجل" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ "،و كذلك ما ورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم الذي أمر الرجل الذي لم يحسن صلاته بإعادتها، و تأمل جيدا ما قاله له،عليه الصلاة و السلام "ارجع فصل فإنك لم تصل"

بل نحن مأمورون بتحصيل الخشوع و المجاهدة في دفع أحاديث النفس و كل ما يشغلنا عن الصلاة قال تعالى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].

ومن أحسن ما استُدرِك به على هذا الحديث شرح الشيخ العثيمين على رياض الصالحين،حيث ذكر توجيها آخر لما ذكرتم،أنقل منه للفائدة:

وفي هذا الحديث أيضاً دليل على شدة الأمانة وعظمها، وأن الإنسان إذا لم يبادر بأدائها فإنها قد تحبسه، ولهذا قال: (فكرهت أن يحبسني)، وإذا كان هذا في الأمانة، فكذلك أيضاً في الدين؛ يجب على الإنسان أن يبادر بقضاء دينه إذا كان حالاً، إلا أن يسمح له صاحب الدين فلا بأس أن يؤخر، أما إذا كان لم يسمح له؛ فإنه يجب عليه المبادرة لأدائه حتى إن العلماء ـ رحمهم الله ـ قالوا: إن فريضة الحج تسقط على من عليه الدين؛ حتى يؤديه؛ لأن الدين أمره عظيم، كان النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قبل أن يفتح الله عليه الفتوح؛ إذا جئ إليه بالرجل سال: (هل عليه دين؟) فإن قالوا: لا، تقدم وصلى عليه، وإن قالوا نعم، سأل: (هل له وفاء؟) فإن قالوا: نعم، تقدم وصلى، وإن قالوا: لا، تأخر ولم يصل. يترك الصلاة على الميت إذا كان عليه دين. فقدم إليه ذات يوم رجل من الأنصار، ليصلي عليه، فخطا خطوات، ثم قال: (هل عليه دين؟) قالوا: نعم يا رسول الله: ثلاثة دنانير وليس لها وفاء، فتأخر وقال: (صلوا على صاحبكم) فعرف ذلك في وجوه القوم، تغيرت وجوههم، كيف لم يصل عليه النبي عليه الصلاة والسلام؟! فتقدم أبو قتادة رضي الله عنه، وقال يا رسول الله، علي دينه، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه (25).

والله أعلم

ـ[د. هشام سعد]ــــــــ[21 - 08 - 07, 09:51 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ولكن أين التوجيه في كلام الشيخ العثيمين؟؟

ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 09:53 م]ـ

ليس الأمر بهذا الإطلاق بل لعل المراد التفكر في عبادة أخرى كما كان عمر يجهز الجيش وهو في الصلاة أو في مصلحة عامة للمسلمين.

أما التفكر في أمور الدنيا فينقص الأجر ومن الأدلة الظاهرة على ذلك"إن الرجل لينصرف من صلاته وما كتب له إلا نصفها ... "إلى "عشرها".

وفي اشتراط الخشوع لصحة الصلاة قولان لهل العلم وعامة العلماء على صحة الصلاة بدون خشوع اي سقوط الطلب بها لاحصول الأجر الكامل.

ـ[توبة]ــــــــ[22 - 08 - 07, 01:26 ص]ـ

أخي الفاضل سؤالك كان هكذا

وهل من توجيه آخر لقول النبي: "ذكرت شيئا من تبر"

غير أنه ذكره في الصلاة ولم يضر بالخشوع؟؟

الرسول صلى الله عليه و سلم لم يتذكر شيئا لتفكره بأمر من أمور الدنيا،فهو سيد الخاشعين و القانتين،وحتى لو كان ما خطر له أثناء الصلاة شيئا من ذلك لدفعه و لكن ما تذكره كان أمرا عظيما لا يحتمل التأجيل و الدليل على ذلك قوله عليه الصلاة و السلام "فكرهت أن يحبسني "وقد عقب الشيخ العثيمين رحمه الله على هذا القول و أفاد.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير