تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما ضابط إطلاق لفظة (إمام)؟]

ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[22 - 08 - 07, 07:49 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخواني الكرام!

[ما ضابط إطلاق لفظة (إمام)؟]

هل تُطلق على كل عالم؛ بمعنى أنَّ كلَّ عالمٍ إمامٌ، أو كل إمامٍ عالمٌ، أو غير ذلك؟

كنتُ سمعتُ ذات مرة لأحد طلبة العلم الكبار وكان يشرح كتابًا من كتب السنة القديمة؛ فقال - عندما ترجم للمؤلِّف -: وهو الإمام ... فذكره، ثم قال: ليس كل عالمٍ إمامًا، وإنَّما الإمام الذي يكون سليم المعتقد؛ أما الذي زلَّ في الاعتقاد؛ فليس بإمام، وإنَّما هو من جُلَّة العلماء!!

فعلى هذا؛ ابن حجر، والنووي، ومن قبلهما ابن حزم ... وغيرهم - رحمهم الله - ليسوا بأئمة.

فهل هذا الصحيح، وإن لا فما الصحيح؟

جزاكم الله خيرًا.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 08:42 ص]ـ

قد يكون لكلامه وجه من الصحة إن كان يقصد بهذا الإطلاق أهل السنة خاصة، فأما إن أراد بيان الاصطلاح المستعمل عند أهل العلم فكلامه خطأ واضح.

فالإمام يطلق في الاصطلاح على من كان له منهج اتبعه فيه أتباع؛

فمالك إمام لأن له منهجا صار له فيه أتباع في المذهب.

وسيبويه إمام لأن كل من جاء بعده من النحويين إنما أخذ عنه، وكتابه مرجع أهل الفن جميعا.

والبخاري إمام لأن مرجع أهل الصنعة في وقته وبعد وقته إليه وإلى صحيحه.

وجمال الدين ابن مالك إمام لأن ألفيته الخلاصة صارت مرجعا لأكثر من جاء بعده في النحو.

وأبو عبد الله الرازي إمام في مذهب الأشاعرة لأن كل من جاء بعده صار يتلقى عنه المذهب.

وابن تيمية إمام في مذهب أهل السنة لأن كل من جاء بعده صار يأخذ عنه تفاصيل هذا المذهب.

وهكذا.

ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[22 - 08 - 07, 08:49 ص]ـ

جزاكم الله خيرًا شيخنا الكريم / أبا مالك.

وقد ذكَّرتني بشيءٍ نسيتُه؛ وهو: أنَّه قد ذكر قيدَ: أن يتبعه أتباع؛ فذاك - إذًا - يكون إمامًا ... إلخ قوله.

فعلى هذا؛ يكون كلامه صحيحًا؟ ولا يكون قيد الإمام بأن يكون من أهل السنة خاصةً، بشرط أن يتبعه أتباع؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 09:01 ص]ـ

نعم يا أخي الفاضل، هذا هو الاصطلاح المستعمل في كلام أهل العلم.

ولذلك لا تكاد تسمع من يقول: الإمام أبو هريرة، أو الإمام ابن ماجه، أو الإمام ابن منظور، أو نحو ذلك

مع أن بعض من لا يلقب بالإمام قد يكون أفضل ممن يلقب به؛ فالألقاب هذه أمور اصطلاحية.

ولذلك تجدهم مثلا يقولون: (الشيخ الرئيس ابن سينا) و (المعلم الثاني الفارابي) و (الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني) و (إمام الأئمة ابن خزيمة) وهكذا.

فهذه اصطلاحات جارية عند أهل العلم لا تدل على أن ابن سينا كان من أهل السنة، ولا تدل على أن غير ابن خزيمة أقل درجة منه.

ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[22 - 08 - 07, 09:06 ص]ـ

جزاكم الله خيرًا.

ـ[العسكري]ــــــــ[22 - 08 - 07, 09:19 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين

ـ[العسكري]ــــــــ[22 - 08 - 07, 09:28 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الموضوع قد أهمني كثيرا قبل ست سنوات وأكثر

حيث طرح في مكان ما بشكل موجز وأهانني أحدهم وحقرني ورفع صوته علي

وتلطفت معه وأخبرته بحقيقة ما كان في قلبي وأنني

اضطررت أن أذكر أن فلانا وفلانا وغيرهم لايطلق عليهم هذا اللقب

ولم يكن لي والله في هذا الطرح حظ من الهوى والتقليل

فقام واعتذر ولو كنت أمامه لقبل رأسي كما قال سامحه الله

وأصبحت القضية والعياذ بالله تعديا على السنة بإنزال الناس غير منازلهم

حتى أنني درأ للفتنه ولجهل ذاك سكت ولم أذكر الا الذي سأقوله الآن وهو

ما اعتمدت عليه في الحكم

وقد ذكر السيوطي رحمه الله في التدريب

أو النووي في التقريب أن من يحفظ مئة ألف حديث فذاك الإمام

فكما قلت من قبل كتبي ليست عندي الآن لأحيلكم بالضبط على أيهما والصفحة

ولكن الخير في الفضلاء من المشايخ في تسديد هذا الأمر وبيانه

لأنني علم الله أريد أن أعلم حقيقة هذا الأمر أخذا بالسنة

من حديث عائشة رضي الله عنها

قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم

وتعلمون حفظكم الله أن هذا الحديث له حكم المرفوع كما هو معلوم في علوم الحديث

ولولا خشيتي من فتح باب فتنة لأسهبت في التوضيح

ولكني أسأل الله عز وجل أن يقيض لهذه المسألة

من يخاف الله ويتقه ويكون له من سلطان الكلمة والحق

في أن يرد الأمر الى أصله ويحفظ منازل الناس وأقدارهم

الحمد لله رب العالمين

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 02:32 م]ـ

قال الله تعالى في دعاء أهل الإيمان"واجعلنا للمتقين إماما"

وقال "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون"

فالأمر واسع .. ونسبي ..

ولا ينبغي التثريب في هذا المقام

وقد يكون الرجل إماما في فنّ دون آخر ..

فالغزالي إمام في الفقه والأصول .. وليس كذلك في الحديث

وهكذا ..

ورأيي أن كل من كان عالما متَّبَعا ربانيا مجاهدا لا يخاف في الله لومة لائم .. تأثر به الناس وانتفع به خلائق .. فهو إمام ..

وهذا هو المستفاد من شرط الإمامة في الدين كما نصت عليه الآية

والله أعلم

والله علم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير