ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[27 - 08 - 07, 06:09 ص]ـ
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الفقيه, حفظكم الله وجزاكم الله خيراً وزادكم علماً وعملاً.
لا يخفى عليكم الخلاف بين أهل العلم في المسألة. والخلاف مبني على الخلاف في تصحيح الأحاديث وعلى حكم العمل بها, وعلى أمور أخرى لا تخفى عليكم. فإن كانت نتيجة اجتهادكم هي ضعف الأحاديث وعدم مشروعية العمل بها, فلا ينبغي أن تحملوا الناس على مذهبكم, وتُحذروا من مخالفته, اللهم إلا إن كنتم لا تسوغون الخلاف وتقطعون ببطلان قول مخالفكم قطعاً لا يرد عليه شك, ولا أظنكم تقولون بهذا, والله أعلم. فإن لم تكونوا كذلك, فمن الإنصاف الإشارة إلى أن هذه هي خلاصة اجتهادكم وأن في المسألة خلاف بين أهل العلم حتى لا يقع العوام في الإنكار على من عمل بخلاف قولكم, وخاصة أن المنتدى -بفضل الله- يدخله ما لا يحصيه إلا الله من شتى أصناف الناس.
وجزاكم الله خيراً وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 08:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا،يا شيخنا عبد الرحمن الفقيه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 08 - 07, 11:55 ص]ـ
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الفقيه, حفظكم الله وجزاكم الله خيراً وزادكم علماً وعملاً.
لا يخفى عليكم الخلاف بين أهل العلم في المسألة. والخلاف مبني على الخلاف في تصحيح الأحاديث وعلى حكم العمل بها, وعلى أمور أخرى لا تخفى عليكم. فإن كانت نتيجة اجتهادكم هي ضعف الأحاديث وعدم مشروعية العمل بها, فلا ينبغي أن تحملوا الناس على مذهبكم, وتُحذروا من مخالفته, اللهم إلا إن كنتم لا تسوغون الخلاف وتقطعون ببطلان قول مخالفكم قطعاً لا يرد عليه شك, ولا أظنكم تقولون بهذا, والله أعلم. فإن لم تكونوا كذلك, فمن الإنصاف الإشارة إلى أن هذه هي خلاصة اجتهادكم وأن في المسألة خلاف بين أهل العلم حتى لا يقع العوام في الإنكار على من عمل بخلاف قولكم, وخاصة أن المنتدى -بفضل الله- يدخله ما لا يحصيه إلا الله من شتى أصناف الناس.
وجزاكم الله خيراً وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
جزاك الله خيرا
ذكرت فيما سبق أن هناك خلاف في تصحيح الحديث وأن هناك قليل من أهل العلم صححوه فجانبوا الصواب، وفي النقل السابق بيان أن هناك من عمل به وأنكر عليه آخرون،فكل ما ذكرته في طلبك موجود في كلامي سابقا، والأقوال الضعيفة الشاذة يحذر منها ويبين ضعفها حتى لايغتر الناس بها.
فما دام أن الحديث ضعفه جهابذة مثل ابن المبارك والعقيلي وغيرهم وأنكر العمل به علماء أجلاء من السلف كما في النقول السابقة فتكون المسألة واضحة، وهي بيان خطأ من صححه أو عمل به.
وهذه إعادة للنقل السابق للتأمل
وقال ابن رجب: " وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختُلف فيها، فضعّفها الأكثرون، وصحّح ابن حبان بعضها ". (لطائف المعارف: 261)
بل صحّ عن جمع من السلف إنكار فضلها.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (وهو من أتباع التابعين من أهل المدينة): " لم أدرك أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان، ولم ندرك أحداً منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضلاً على سواها من الليالي "، أخرجه ابن وضاح بإسناد صحيح في ما جاء في البدع (رقم 119)،
وقال ابن أبي مُليكة (وهو من جِلّة التابعين وفقهائهم بالمدينة)، وقيل له: إن زياداً النميري يقول: إن ليلة النصف من شعبان أجْرُها كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعته يقول ذلك وفي يدي عصاً لضربته بها " أخرجه عبد الرزاق في المصنف (رقم 7928)، وابن وضاح في ما جاء في البدع (رقم 120) بإسناد صحيح.
ولما سئل عبد الله بن المبارك عن النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان قال للسائل: " يا ضعيف! ليلة النصف؟! ينزل في كل ليلة " أخرجه أبو عثمان الصابوني في اعتقاد أهل السنة (رقم 92).
وقال ابن رجب في لطائف المعارف (263): " وليلةُ النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام، كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم يُعظّمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم يأخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك، فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عُبّاد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مُليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كلّه بدعة ".
وأما قول ابن رجب من أن مرجع تعظيم هذه الليلة إلى الإسرائليات فقد وجدُت ما يشهد له، من أن مكحولاً الشامي (وهو مرجع أكثر طرق الحديث كما سبق) قد رُوي هذا الحديث عنه في بعض الوجوه عن كعب الأحبار!! كما تراه في كتاب النزول للدارقطني (162 - 164، 168 رقم 88)، وانظر لطائف المعارف أيضاً (264).
ومما نقله ابن رجب في لطائف المعارف (264) ويخالف ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وهو قول ابن رجب:" ولا يُعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان ".
وأما تعظيم أهل الشام لهذه الليلة، فقد خالفهم في ذلك فقيه الشام الإمام الأوزاعي، فيما ذكره السبكي، ونقله عنه الزبيدي في تخريج إحياء علوم الدين (1/ 521)، وفيما ذكره ابن رجب أيضاً في لطائف المعارف (263).
¥