فهذه من المسائل التي ينبغي البحث فيها عن الدليل الشرعي الصحيح دون متابعة لغير المعصومين، ولذلك أنكر كثير من علماء السلف تخصيص هذه الليلة بعبادة وقولهم أقرب للسنة والدليل.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (وهو من أتباع التابعين من أهل المدينة): " لم أدرك أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان، ولم ندرك أحداً منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضلاً على سواها من الليالي "، أخرجه ابن وضاح بإسناد صحيح في ما جاء في البدع (رقم 119)،
فهذا نص مهم عن علماء المدينة في إنكار تخصيصها بعبادة.
قال الحافظ ابن رجب:
وأنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مُليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كلّه بدعة "
فعلماء المدينة اعتبروا هذا الأمر بدعة محدثة.
وأما تعظيم أهل الشام لهذه الليلة، فقد خالفهم في ذلك فقيه الشام الإمام الأوزاعي، فيما ذكره السبكي، ونقله عنه الزبيدي في تخريج إحياء علوم الدين (1/ 521)، وفيما ذكره ابن رجب أيضاً في لطائف المعارف (263).
ولما سئل عبد الله بن المبارك عن النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان قال للسائل: " يا ضعيف! ليلة النصف؟! ينزل في كل ليلة " أخرجه أبو عثمان الصابوني في اعتقاد أهل السنة (رقم 92).
قال الحافظ ابن دحية: (قال أهل التعديل والتجريح: ليس في حديث النصف من شعبان حديثٌ يصح، فتحفّظوا عباد الله من مُفترٍ يروي لكم حديثًا يسوقه في معرض الخير، فاستعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعًا من الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا صح ّ أنه كذب خرج من المشروعية، وكان مستعمله من خدم الشيطان لاستعماله حديثًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُنزل الله به من سلطان) أهـ الباعث على انكار البدع والحوادث لأبي شامة المقدسي 127
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان؟؟
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان؟ وهل لها صلاة خاصة؟
فأجاب:ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح .. كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها وهي ليلة ليس لها خصوصية، لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة .. وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف فلا يجوز أن تخص بشيء .. هذا هو الصواب وبالله التوفيق.
فإذا تبين أن مرجع عبادتهم في هذه الليلة هي بعض الآثار الإسرائيلية وتابع بعضهم بعضعا في هذا ثم أنكر عليهم العلماء وبينوا أن فعلهم بدعة فلا ينبغي لنا أن نسوغ لأحد أن يخص هذه الليلة بعبادة خاصة اتباعا لآثار إسرائيلية ومخالفة للسنة النبوية.
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يصيب ويخطىء ولاينبعي متابعته على ما ذكره دون دليل مع محبتنا له ومعرفة علمه وفضله.
ـ[الموحد أبوبلال]ــــــــ[29 - 08 - 07, 07:47 ص]ـ
جزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[29 - 08 - 07, 08:29 ص]ـ
جزى الله خيرا الشيخ عبد الرحمن الفقيه ونفع بعلمه فان لم يكن للعباده أصل ودليل صحيح صريح فما هى البدعة اذا؟؟؟
ـ[ابن قريش]ــــــــ[31 - 08 - 07, 11:19 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[01 - 09 - 07, 12:53 م]ـ
جزيتم خيراً ..
ويمكن التنبيه فوق ما ذكر أعلاه إلى أن فضل الليلة شيء وتخصيصها بعبادة شيء آخر ..
ولهذا نظائر ..
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - 08 - 08, 08:22 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن الفقيه .. لقد أجدت و أفدت، غير أني كنت أظنك ستورد الأحاديث الواردة في الباب و تبين ضعفها بدراسة علمية منهجية.
لقد اقتصرت على نقل تضعيف بعض الأئمة لأحاديث النصف من شعبان، و حكايتهم ذلك عن أكثر العلماء، غير أن ذلك وحده غير كاف في إثبات ضعفها، لأن القلة و الكثرة ليست مما يحتج به، وغاية أمرها الاستئناس بالكثرة.
لا يخفاك أن الشيخ الألباني صحح في سلسلته الصحيحة حديثا في فضل ليلة النصف من شعبان، ألا وهو حديث اطلاع الله فيها على عباده و مغفرته لهم إلا لمشرك أو مشاحن.
هل لكم أن تعقبوا على هذا الحديث ببيان ضعفه من الناحية الحديثية إن كنتم ترون ضعفه؟
¥