[لكل امام وداعية: كلمات بين يدي رمضان]
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[23 - 08 - 07, 12:39 ص]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فهذه كلمات موجزة مختصرة كنت قد القيتها في العام الماضي على جماعة المسجد وهي كلمات اختصرتها من بعض المطويات وقد زدت عليها ونقصت بما رأيته مناسبا وها انا اطرحها بين يدي اخوتي الاحبة ليعم نفعها باذن الله سائلا المولى عزوجل ان ينفع بها كاتبها وقارئها وسامعها انه سميع مجيب
- تنبيه: لقد تغافلت عن كتابة الهمز والفواصل للعلم به ومشقته علي في الكتابة
- تنبيه اخر: يسعدني كثيرا ويشرفني مشاركة اخواني لي سواء كان ذلك باالتنبيه على خطأ او اضافة فائدة او كلمة 00000 والله الموفق
رمضان والتوبة
الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد
فالحمدلله الذي فضله على عباده لا يحصيه العد ولا يحده الحد ففضله سبحانه عام شامل مطلق
خلقهم فاحسن خلقهم ورزقهم واعطاهم وجعل الكون كله مسخرا لهم وامهلهم بذنوبهم ولم يعاجلهم بالعقاب بل فتح لهم باب الرجعة والتوبة والاوبة ما دامت الشمس تطلع من مشرقها ولم يغرغر العبد بالموت وهذا من رحمته سبحانه بخلقه فرحمته وسعت كل شيء وله الحمد في الاولى والاخرة
والتوبة ايها الاحبة عبادة وقربة قبل ان تكون استعتابا ورجعة بل هي من اعظم العبادات واجلها اذ بها تنال محبة الله سبحانه (ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)
وبالتوبة تغفر الذنوب وتبدل السيئات حسنات ولا فلاح الا بالتوبة (فأما من تاب وعمل صالحا فعسى ان يكون من المفلحين)
فيأيها المقصر اقصر وابصر وتب الى ربك واقبل فها هو الشهر المبارك قد اقبل والخير معه مقبل
وابواب الجنة قد فتحت وابواب النار قد صفدت فأفق ايها السادر الغافل فرمضان جدير بان تجدد فيه التوبة اذ فيه تكثر الحسنات وتقال العثرات وترفع الدرجات – واذا كان مطلوبا من العبد ان يتوب في كل وقت وحين فالتوبة في رمضان اشد طلبا وآكد لانه شهر عظيم تتنزل فيه الرحمات وتهب فيه النسمات
ياذا الذي ما كفاه الذنب في رجب 00000حنى عصى ربه في شهر شعبان
هاقد أظلك شهر الصوم بعدهما 0000000فلا تصيره ايضا شهر عصيان
ان باب التوبة مفتوح فأين التوابون؟ ليس في الاسلام يأس ولا قنوط من رحمة الله مهما عمل العبد من المعاصي والفجور بل مهما اقترف من الشرك والكفر فالتوبة تهدم ما قبلها
فهل تعلم ان الكريم المنان الرحيم الرحمن يفرح بتوبتك ايها العبد الفقير اشد فرحا منك بالنجاة من الموت
ولو قد جئت يوم الحشر فردا 00000وابصرت المنازل فيه شتى
لأعظمت الندامة فيه غبنا 0000000على ما في حياتك قد اضعت
اذا علمت هذا فقد قال شقيق البلخي رحمه الله: علامة التوبة البكاء على ما سلف والخوض من الوقوع في الذنب وهجران رفقة السوء وملازمة الاخيار
وفي الختام اسمع لما قاله بلال بن سعد رحمه الله: عباد الله اعلموا انكم تعملون في ايام قصار لايام طوال وفي دار زوال لدار مقام وفي نصب وحزن لدار نعيم وخلد
لعمرك ما الايام الا مفازة 00000فما استطعت من معروفها فتزود
اللهم اعمر اوقاتنا بذكرك وارزقنا برد عفوك وبلغنا رمضان واغفر لنا يا غفور يارحمن وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبعهم باحسان
المحرومون في رمضان
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
اذا تاملت اخي الحبيب في احوال الناس في رمضان وجدتهم على ثلاثة اقسام
قوم سبقوا فيه بالخيرات فاجتهدوا فيه وشمروا للطاعات فهؤلاء هم اهله وغنّام فضله
وقوم لم يأتوا بما ينقص صومهم الا انهم لم يجتهدوا في اغتنام الخير فهؤلاء غنمهم على قدر همتهم وقد ضيعوا على انفسهم خيرا عظيما
وقوم لم يقدروا لشهر رمضان قدره ولم يعظموا حرمته بل قارفوا فيه المنكرات واتبعوا فيه الشهوات فهؤلاء هم المحرومون 00 فما هي صفاتهم؟
1 - هم اجرأ الناس على الله سبحانه فلم يعظموه في انفسهم ولم يراقبوه في افعالهم بل نسوا ربهم وما قدروه حق قدره
2 - يجهلون فضل رمضان ولو لم يكن من فضله الا ان الله سبحانه قد تكفل بثوابه لكفى (الا الصوم فانه لي وانا اجزي به) قال القرطبي رحمه الله: أي يثيب عليه بغير تقدير – وقال ابن رجب: (وتسبيحة فيه افضل من الف تسبيحة في غيره) وفيه اغلى الغنائم وانفس النفائس ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر: تشهدها الملائكة حتى لأنها في تلك الليلة اكثر في الارض من عدد الحصى
3 - ومن صفاتهم انهم تصوم بطونهم ولا تصوم جوارحهم فالغيبة والشتيمة تجري بها السنتهم , والنظر الى المحرمات , والسهر على الافلام والمسلسلات صار عشق اعينهم , فهؤلاء حظهم من صيامهم الجوع والعطش ومن قيامهم - ان كانوا يقومون - التعب والسهر
قال جابر رضي الله عنه اذا صمت فليصم منك سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم , ودع عنك اذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا يكن صومك وفطرك سواء
واما حالهم مع القران فلا يتلونه ولا هم يسمعونه بل هم له هاجرون وعن اياته واحكامه معرضون
واما حالهم مع الصلاة فهم عنها نائمون وان اتوها لا ياتونها الا وهم كسالى فعسى ان يدركوا التشهد الاخير ثم يتمونها كنقر الغراب وليس للمرء من صلاته الا ماعقل
وحالهم في الجملة: نوم في النهار فلا صلاة ولا تلاوة ولا عبادة قد فاتهم شهود الخير , وفي الليل سهر على الكرة والفضائيات والقيل والقال , باعوا رمضان وسلموا انفسهم للشيطان
قال عبدالعزيز بن مروان: كان المسلمون يقولون اذا قرب رمضان – وبه ندعو ونختم – اللهم قد اظلنا شهر رمضان وحضر فسلمه لنا وسلمنا له وارزقنا صيامه وقيامه وارزقنا الجد فيه والاجتهاد والقوة والنشاط واعذنا فيه من الفتن) ولا تجعلنا من المحرومين ياارحم الراحمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
والبقية تتبع ان شاء الله