تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[27 - 08 - 07, 11:31 ص]ـ

جزاك الله خيرا

هذه كلمات كتبتها في أحد المواقع الخاصة ببلدتنا

======

موضوع مشاركة المرأة للرِّجال في المنتديات الحوارية موضوع كبير، وله جوانب عديدة، وهذه مشاركة أحببت أن أساهم بها.

الحقيقة أن المواقع الانترنتيَّةِ ليست جميعا على مستوى واحد من الاحترام والمحافظة على ضبط العلاقات بين المشاركين سواء كانوا رجالا أو نساء ورجالا، والمسؤولية حقيقة تعود في المقام الأَّول على صاحب المنتدى، فعندما يضع شروطا يُجبر من يكتب عنده أن يلتزم بها، فإنه قد وضع رجله على الدرجة الأولى من درجات الصعود للتفوق، ولا بأس أن يشاور الأعضاء في تلك الشروط، أو يستفيد ممن لديه خبرة سابقة في الإشراف على المواقع الحوارية

والمشاركات من النِّساء على أقسام، كما أن الرِّجال مثلهم، وليست الكتابة في الانترنت مقياسا صحيحا في الحكم على المرأة أو الرَّجل، إلاَّ أن الإكثار من الدُّعابة والردود السَّمِجَةِ من بعض الفتيات والنِّساء يجعلهنَّ محلَّ نظر عند كل رجل عاقل محافظ على القيم والأخلاق، أو عند من يريد الاقتران بتلك الفتاة، كلُّ ذلك بعيدا عن الشباب الطَّائش الَّذِيْ لا يقدِّر مسؤولية ولا ينظر للأمور بمنظور العقلاء، لأنَّهم يظنون هَذَا من الحرِّيَّات الشَّخصيَّة للفرد، ويزعمون أنَّ ذلك مجرَّد كلام على الانترنت من كتَّاب مجهولين لا يُدْري من هم، ونسوا أن العلاقات الخاطئة الَّتِيْ تحصل بسبب المغازلات تبدأ بكلام شاب مجهول لشابَّة مجهولة ما يلبث أن يصل إلى ما لا تحمد عقباه، ونحن جميعا نعلم أنَّ المرأة عاطفيَّة بفطرتها، والكلمات العاطفيَّة تورث عندها ميلا لصاحبها، وهذه أمور قد تحصل عند بعض الرِّجال، لكنها سائدة عند النِّساء.

ولو اتصل أحدنا على بيت أحد زملائه، ثم ردَّت أخت صاحبه أو زوجته بتغنُّجٍ وكلام معسول يصحبه بعض الضحك، فإنَّه سيأخذ عنها فكرة غير جيدة وإن كنت شريفة عفيفة في الحقيقة، وهكذا الحال في الانترنت، فمن يرى من بعض المُشَارِكَاتِ الرُّدُوْدَ المصحوبة بالضحكات والمبالغة في المدح والثناء بأسلوب متميِّع وغيره من الكلام الذي قد لا تقوله الواحدة منهن لأخيها أو أبيها أو زوجها في البيت، وما يصاحب تلك الردود من الوجوه التعبيريِّة، (كالوجه المبتسم، والوجه الذي يغمز بعين واحدة، أو غيرها من الوجوه التي لها مدلولات معينة معروفة عند الجميع) فإنَّه يظُنُّ بتلك الكاتبة ظنّاً سيئا، ولا يلام على ذلك، لأنها هي التي وضعت نفسها موضع الرِّيبة.

والانترنت تستطيع المرأة العاقلة المثقَّفة الواعية أن تبثَّ من خلاله العلم والخير وغيره للآخرين، وتستطيع أن تشارك غيرها في تنمية أخلاقها وتفكيرها بمشاركات منضبطة بعيدة عن السفه وغيره مما نراه في مشاركات كثير من شبابنا في الانترنت، ولا فرق عند العقلاء بين المرأة الَّتِيْ تؤلِّفُ الكتاب أو الَّتِيْ تكتب مشاركة في الانترنت، إِلاَّ أن الانترنت تصحبه بعض المشاكل الَّتِيْ لا بد أن تتنبه المرأة في كتاباتها وردودها منها:

1 - أن المرأة مأمورة بعدم الخضوع في القول عند مخاطبة الرجال سواء في كلامها أو كتاباتها.

قَالَ الله تَعَالَى لنساء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهنَّ أشرفُ النِّساءِ وأفضلُهُنَّ {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}، فما بالك بمن دونهنَّ من النِّساء.

2 - أنَّ المرأة مأمورة بمراعاة المصالح والمفاسد عند كتابتها في الانترنت

فإن رأت المرأة أن هذه المشاركات ستجرها إلى عكس الهدف الَّذِيْ شاركت من أجله في هذه المنتديات فإن عليها ترك الانترنت والانخراط فيما يفيدها في دينها ودنياها، والانترنت هو أحد وسائل الاتصال المعاصرة الَّتِيْ يستطيع المرء من خلاله أن يكتسب معلومات جديدة وأخلاق حميدة، وصداقات جديدة، وفيه خروج من البيئة الَّتِيْ يتقوقع كثير من النَّاس فيها، لأنَّها تخرجه من نطاق القرية والمدينة والدَّولة إلى النِّطاق العالمي، ولا يظنُّ المرء وهو يكتب حتى في أحد المنتديات الخاصَّة أنه بعيد عن أعين الآخرين، فبمجرد ضغطة زِرٍّ في محركات البحث تستطيع أن تتعرف على أفكار كثير من أبناء الدَّول والمدن داخل تلك الدُّول، بل حتَّى القرى.

فلو أراد أحد أن يتعرف على أفكار ورؤى أبناء بلجرشي فإنَّه سيقرأ في هَذَا المنتدى وغيره من المنتديات الَّتِيْ يجد فيها الكلام عن مدينتنا، وسيتعرف على عقولنا من خلال كتاباتنا، فلنكن سفراء خير لبلدتنا، بدل كثير من المشاركات التَّافهة الَّتِيْ لا تسمن ولا تغني من جوع، وعلى الصِّغار أن يتعلَّموا من الكبار، آداب الكتابة، والاحترام لرأي من يخالفنا ومجادلته بالحسنى.

فإن رأت الأخت أنَّها لن تستفيد شيئا من مشاركتها في الانترنت سواء في سمو خلقها أو زيادة ثقافتها أو صقل مواهبها كل ذلك في حدود ضوابط الشَّرع فلتترك الكتابة لأنَّها ستكون وبالا عليها.

3 - لتعلم المرأة أنَّها مستهدفة من كثير من ضعاف النُّفوس

فكثير من الشَّباب الطَّائش وغيرهم من ضعاف النُّفوس بمجرد أن يرى معرِّفاً لاسم امرأة تراه يبحث عن ألف وسيلة لجلب انتباهها ومحاولة كسب ودِّها، وهذا لا ينكره إلا مكابر، ولا يمنعنَّك أختاه فعل هؤلاء الحثالة من الكتابة في الانترنت، فإنَّهم إن رأوا منك الجدِّيَّة وعدم إتاحة الفرصة لهم لبث سفاهاتهم سيذهبون خاسئين كالكلاب المطرودة، وليست مخاطبة الرِّجال أو التَّناقش معهم محرَّمة إن لم يصاحبها شيء من الشبهات، فقد كان لبعض علماء السَّلف شيخات يتعلَّمون على أيديهنَّ، ولنا في أمِّنا أمِّ المؤمنين عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْها المعلِّمة الأولى وغيرها من العالمات قدوة حسنة، فقد كانت عالمة بالأنساب وغيرها، وكانت ترد على بعض الصَّحابة في فتاويهم.

وهنَّاك غيرها من النّقاط لعلَّ الله ييسر الحديث حولها

أبو عبد الرحمن

خالد بن عمر الفقيه الغامدي

8 محرَّم 1428

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير