ففى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا، أو تقضي عنه دينا، أو تطعمه خبزا " ..... أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة وابن عدي في الكامل عن ابن عمر , وقال الألبانى فى صحيح الجامع حسن ,برقم: 1096، وقال أيضا:" من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن: تقضي عنه دينا، تقضي له حاجة، تنفس له كربة". أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن المنكدر مرسلا, وفى صحيح الجامع برقم.: 5897 ,صحيح.
أرأيت أخى كيف أن ادخال السرور على أخيك من أفضل الأعمال وهذا الفضل يزداد أذا كان جارا ففى الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ليس المؤمن الذي لا يأمن جاره بوائقه " ... أخرجه الطبراني في الكبير عن طلق بن علي, وفى صحيح الجامع برقم: 5380 ,صحيح.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم:" ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه " ..... أخرجه البخاري في الأدب والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن عن ابن عباس.,وفى صحيح الجامع برقم: 5382 ,صحيح.
فياليتنا نخرج من سوء نفوسنا ونستقبل هذا الضيف العزيز بادخال السرور على الأهل والجيران والأصحاب ونجعل من رمضان ملتقى الأحبة فى الله نطعمهم ونخفف عنهم ونشاركهم فى قضاء حوائجهم ولو بالدعاء ممن لم يجد ولنتذكر فى هذا المقام قول الهادى البشير عليه الصلاة والسلام وهو يقول:" {ترى المؤمنين: في تراحمهم، وتوادهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضواً، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى}. البخارى ومسلم ..... وبناءً على هذا فلنستقبل رمضان من منطلق تحولنا عن الاساءة لأخواننا الى التواد والتعاطف والتراحم , لنستقبل هذه الأيام الفضيلة ونحن جسد واحد , جسد الاسلام والمسلمين هذا ثالثا ...
ورابعا: ... حسن الخلق ولين الجانب والألفة:
فلنجعل من رمضان نقطة تحول من سوء الخلق والفظاظة الأحقاد والغل وسوء الطوية وسوء معاشرة الأزواج والاساءة لهن , والنشوز على الأزواج وعدم طاعتهم , والخروج من كبر النفس , والتعالى بعضنا على بعض , وتقطيع الأرحام والسعى فى الأرض فسادا , وفحش اللسان والكذب والخيانة والغيبة والنميمة ... وغير ذلك .. من السوء فلنتحول من ذلك كله ومن كل خلق سئ , نجعل من أيام هذا الشهر معسكرا تربويا , نقيم أنفسنا فيه على الأخلاق الحسنة وهى فرصة عظيمة لتحصيل ذلك الخير الكثير ففى الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم:" إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة القائم الصائم" ...... أبو داود وابن حبان في صحيحه عن عائشة. وقال الألبانى رحمه الله فى صحيح الجامع برقم: 1932 صحيح.
وعنه أيضا صلى الله عليه وسلم:"أثقل شيء في ميزان المؤمن خلق حسن إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذيء" ...... البيهقى. عن أبي الدرداء, وقال فى صحيح الجامع برقم: 135 ,صحيح.
ويكفى أن تعرف أن النبى صلى الله عليه وسلم سمى ووصف البر بأنه حسن الخلق كما فى الحديث: " البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس".أخرجه البخاري في الأدب وصحيح مسلم والترمذي عن النواس بن سمعان
* أن يأمنك الناس وتهجر المعاصى فذلك ثمرة حسن الخلق:
وفى الحديث:"المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب". ابن ماجة عن فضالة بن عبيد, وقال الألبانى فى صحيح الجامع برقم: 6658 ,صحيح.
* واعلم أن الألفة من شيم المؤمنين:
ففى الحديث:" المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس" .... أخرجه الدارقطني في الأفراد والضياء عن جابر, وفى صحيح الجامع برقم: 6662 ,وقال حسن.
وفى الحديث أيضا: " المؤمن يألف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف" ..... أخرجه أحمد في مسنده عن سهل بن سعد, وفى صحيح الجامع برقم: 6661 ,وقال صحيح.
وفى الحديث: " المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم" ..... أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة. وفى صحيح الجامع برقم: 6653 ,وقال حسن.
قال فى لسان العرب:
وفي الحديث: المؤمِنُ غِرٌّ كريم أَي ليس بذي نُكْر، فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه، وهو ضد الخَبّ.
¥