تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - أن أبا أيوب الأنصاري حدَّث أنه كانت له عكة فيها تمر، وكانت تجيء الغيلان من الجن -ومنه قول الصحابي: [إذا تغولت الغيلان فعليكم بالأذان] إذا تراءت الغيلان أمامكم وظهرت فعليكم بالأذان؛ لأن الأذان يطردها- وتأخذ منه، وفي الرواية: أنها علمته آية الكرسي، وأنه لا يقربه شيطان، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صدقك وهو كذوب).

2 - كذلك قصة أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه: أن أباه كعباً أخبره أنه كان له جرين فيه تمر -والجرين: هو البيدر الذي يجمع فيه الطعام- وكان يتعاهده، وكلما جاء يتعاهد هذا البيدر وجده قد نقص، فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابةٍ كهيئة الغلام المحتلم، قال: فسلم فرد السلام، فقال: ما أنت جنٌ أم إنس؟ قال: جنٌ، فقلت: ناولني يدك، فإذا هي يد كلب وعليها شعر كلب، فقلت أهذا خلق الجن؟ قال: لقد علمت الجن أن فيهم من هو أشد مني، فقلت: ما يحملك على ما صنعت؟ قال: بلغني أنك تحب الصدقة فأحببت أن أصيب من طعامك. فقلت: ما الذي يحرزنا منكم؟ قال: هذه الآية -آية الكرسي- فتركته ثم غديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته قال: صدق الخبيث. رواه ابن حبان في صحيحه.

3 - وحدثت كذلك حادثة أخرى رواها عبد الله بن مسعود قال: لقي رجلٌ من أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم رجلاً من الجن فصارعه فصرعه الإنسي، فقال له الإنسي: إني لأراك ضئيلاً شخيتاً كأن ذريعتيك ذريعتا كلب -تصغير ذراع- فكذلك أنتم معشر الجن أم أنت من بينهم كذلك؟ قال: لا والله. إني منهم لضليع. يقول الإنسي: أنا أراك ضئيلاًً -أي: دقيق الجسم- شخيتاً -أي: مهزولاً- فهل أنتم الجن هكذا أم أنك أنت ضعيف من بينهم؟ قال: لا والله إني من بينهم لضليع- أي: جيد الأضلاع، ولكن عاودني الثانية فإن صرعتني علمتك شيئاً ينفعك، قال: نعم. فصارعه فصرعه قال: تقرأ: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم [البقرة:255] فإنك لا تقرأها في بيتٍ إلا خرج منه الشيطان له خبجٌ -أي: ريحٌ- كخبج الحمار، ثم لا يدخله حتى يصبح. وهذه الروايات في بعض أسانيدها ضعف، لكن ثبت أن عمر رضي الله عنه صارع جنياً فصرعه، وهذا من قوة عمر رضي الله عنه، وعاوده فصارعه فصرعه.

4 - وجاء في بعض الروايات كذلك: أن أبا هريرة رضي الله عنه عندما كان يحرس تمر الصدقة اشتكى لما رأى ذلك الرجل يأخذ منه، قال: فأخذته فالتفت يدي على وسطه فقلت: يا عدو الله! وثبت إلى تمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك، لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفضحك، وفي رواية قال: ما أدخلك بيتي تأكل التمر؟ قال: أنا شيخ كبير فقير ذو عيال، وما أتيتك إلا من حاجة، ولو أصبت شيئاً دونك ما أتيتك، ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بُعث صاحبكم، فلما نزلت عليه آيتان تفرقنا منها، فإن خليت سبيلي علمتكهما، قلت: نعم. قال: آية الكرسي، وآخر سورة البقرة من قوله: آمَنَ الرَّسُولُ .. [البقرة:285] إلى آخرها.

هذا ما دونته على عجل من امري فاسال الله الصواب و السداد و العفو و الغفران عند الزلل ....


ذهب البعض ممن تطوع بالرد على رسالتنا حيث كانت العجلة احدى عيوبها ليس من جهة التدقيق و التحقيق و انما من جهة تكثيف الادلة و البراهين ...
فزعم ان الجن ملة واحدة و جميع الاحاديث التي استندنا اليها كان فيها ذكر الشيطان و الشياطين ... ففرّق بينهما من دون دليل غير ما دوناه عنه قبل اسطر ...
فعاونا النظر الى سورة الجن فرأينا عجبا فآمنا به ...
فرأينا بين طيات سورتنا البراهين الساطة و الادلة القاطعة تؤيد ما ذهبنا اليه فدوناها خشية الالتباس فقلنا:
سورة الجن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1)

اي قل يا محمد انه استمع نفر من الجن للقرآن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا ....
و اداة الجر هنا و التي هي حرف (من) هي للتبعيض و هذا واضح من كلمة النفر ...
اي بعض الجن استمع الى القرآن و هذا البعض قليل بالنسبة للكل حيث كانوا نفرا ليس اكثر ...
و لولا كان الجن عن بكرة ابيهم مؤمنون و يختلفون عن الشياطين في الايمان لما كان لهؤلاء النفر ميزة عن غيرهم حيث آمنوا بالقرآن فكان عجبا ...

يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)
ثم هؤلاء النفر امنوا حيث لم يكونوا مؤمنين و الا لما اعلنوا ايمانهم و تبرؤوا من الشرك حيث كانوا عليه و ما زالت البقية خارج النفر على ما هم عليه ....

وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)
ثم اعلنوا لربهم في علاه التنزيه عن الصاحبة و الولد, و لولا ادّعاء قومهم لرب العزة العيب و النقص لما نزّهوه عنه واعلنوا التبرئة التامة ....

وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4)
ثم كان التوضيح منهم ان سفيههم كان يقول على الله شططا ... اي هذا السفيه كان جنا!!!!

وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)
و اكدوا انهم سمعوا الكذب من ذويهم من الجن حيث كان الكذب على الله و هذا هو الكفر بعينه ... اذا اتّضح ان الجن منهم المؤمنون و منهم الطغاة ...
و اخطأ من زعم انهم ملة واحدة تقابلهم ملة الشيطانين!!!!

وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)
ثم قصّوا ما كانت تفعله الانس مع اجناسهم من الجن فما زاد هذا الاخير الا اضلال الاول و ضياعه و ارهاقه!!!

وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7)
ثم اكدوا كفر قومهم الكفر الصريح حيث كان معتقدهم ينكر البعث و النشور!!!!

الى آخر السورة حيث اغلب الايات تشير الى ما ذهبنا اليه ...
هذا و الله اعلم و احكم ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير