تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مرائيا ولا مصنّعا، ثم يحبر كتاب الله تحبيرا، يرجو من الله أجرا كثيرا، لا يريد كثرة المصلين ولا يريد شعبية وراءه ولا يريد أن تسجل قراءته، ولا يريد أن تنتشر، يتمنى أن هذه القراءة بينه وبين الله يتمنى أن تفتح لها أبواب السماوات، فإذا خرج بهذا القلب التقي النقي السوي الرضي جعل الله لقراءته الأثر والبركة والخير، وأثر فيمن يسمع قراءته، وكان مباركا على نفسه وعلى من يصلي بهم، واتقى الله عز وجل في تقدّمه على إخوانه لكي ينال بهم أعالي المراتب، فهو إمامهم وهو المقدم، وقد ائتمنوا على أعز شيء من دينهم بعد التوحيد وهو الصلاة، فيتقي الله ويستحي من الله سبحانه وتعالى ويخرج من بيته من أجل أن يزين قراءته لفلان وعلان، يستحي من الله سبحانه وتعالىأن يضيع حرمة كتابه فيتلو الكتاب للناس لا لرب الجنة والناس، يستحي من الله أن يتقعر ويتشدق في كتاب الله سبحانه وتعالى يلتمس أن يصنّع به ويقال فلان قارئ يخاف من الله سبحانه وتعالى أشد الخوف فيخشى من الله في ذلك ويسأل الله أن يعيذه من الفتن حتى إذا دخل محرابه دخل دخول الخاشعين، دخل وكأنه يرى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمامه يصلي فيقرأ كقراءته ويخشع في قراءته وركوعه وسجوده ويسجد كسجوده ويركع كركوعه، عندها يكون أعظم الناس أجرا وأكملهم طاعة لله وبرا بالتأسي بالسنة والبعد عن الرياء وعن الأمور المحدثة، وإذا جاء يقنت في دعائه ووتره حرص أولا في صلاته على التخفيف على الناس وتحبيب الناس في عبادتهم، عليه أن يستشعر من هم هؤلاء الناس الذين تركوا أعمالهم وتركوا الدنيا وجاءوا يصلون بين يدي الله سبحانه وتعالى، تستشعر أن فيهم المريض وفيهم السقيم وفيهم الكبير وفيهم الشيخ وفيهم الهرم وفيهم صاحب الحاجة فيحببهم في الطاعة لا يبغضهم فيها، ويحببهم في الصلاة ولا ينفّرهم منها، يخاف من الله يقول: يا رب لا تجعلني منفرا، اللهم اجعلني مبشرا ميسرا لا منفرا ولا معسرا، فيضرع إلى الله من الحول والقوة، ويسأل الله المدد والتوفيق، فيأتي في إمامته على أفضل وأكمل ما تكون عليه الإمام، فإذا قنت قنت صادقا من قلبه، واختار جوامع الدعاء بلا إطالة ولا تكلف ولا تشدق، وإنما التمس السنة وهدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، إذا جاء يدعو بحث في سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الصحيحة؛ لماذا كان يدعو رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ لأن هذه هي النصيحة للأمة، ونصيحة للسنة ولرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ما يأتي بشيء من عنده، يأتي إماما على أكمل ما يكون عليه الإمام، فدعا بكلمات طيبات مباركات يعلم معناها، ويستشعر دلالتها ويتأسى برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في دعائها، ثم إذا كان المسلم في قيامه حرص على اتباع هدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بتدبر القرآن، وتفهمه؛ فإن الله ما أنزل القرآن إلا للتدبر {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} فيحرص على تدبر القرآن، أعظم الناس أجرا في القرآن من تدبره، وأعظم الناس أجرا في القرآن من خشع من تلاوته، فخشع لله قلبه، وذرفت من خشية الله عيناه، فيحرص على أن يتأثر بالقرآن، إذا كنت مأموما تهيئ من نفسك أن الله يكلمك بهذا القرآن، يخاطبك بهذا القرآن، وهو كلام الله سبحانه وتعالى تستشعر أن الله يأمرك وأن الله ينهاك، وأن كلام الله موجه إليك، أنت المعني حينما يقال لك: أقم الصلاة، وأنت المعني حينما يقال لك: اتق الله وأنت المعني حينما تؤمر بحق الله في توحيده وتؤمر بحق الله في صلاته والزكاة والصوم والحج وهكذا بقية شرائع الإسلام

ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 10:34 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 11:48 م]ـ

حفظ الله الشيخ ونفع به الإسلام والمسلمين ...

ـ[بندر البليهي]ــــــــ[01 - 09 - 07, 12:40 ص]ـ

أسأل الله الكريم أن يبارك في هذا الشيخ الحبيب.

وأسأل الله الكريم أن يبلغنا رمضان وأن يوفقنا للعمل الصالح.

ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[01 - 09 - 07, 02:57 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[01 - 09 - 07, 03:50 ص]ـ

اللهم بلغنا رمضان ووفقنا للصيام حق صيام وللقيام حق قيام

ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[01 - 09 - 07, 02:38 م]ـ

بارك الله في الشيخ محمد

لكن هل هذه محاضرة مفرغة؟

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 09 - 07, 04:11 م]ـ

ياليت لو كان هذا الموضوع كان في شريط ان ينزله اي احد من الأخوان

وجزاك الله خير اخي ابو زيد

ـ[أبو أحمد السكندرى]ــــــــ[01 - 09 - 07, 05:17 م]ـ

حفظ الله الشيخ ونفع به الإسلام والمسلمين ...

ـ[نواف العلي]ــــــــ[01 - 09 - 07, 10:44 م]ـ

جزاك الله خيرا ونفع بك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير