تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 01 - 03, 09:00 ص]ـ

رد الحديث الأول

• أخرج مسلم (1\ 272): من طريق ابن وهب، قال: أخبرني عياض بن عبد الله عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن أم كلثوم عن عائشة زوج النبي ? قالت: إن رجلاً سأل رسول الله ? عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل، هل عليهما الغسل؟ وعائشة جالسة، فقال رسول الله ?: «إني لأفعل ذلك أنا وهذه، ثم نغتسل».

قلت: هذا الحديث أخرجه مسلم في الشواهد في آخر الباب، فلا يقال أن مسلماً قد صححه. بل هو منكَر المتن، مُعَلّ الإسناد. وهو معارضٌ صريحٌ لحديثٍ آخر في صحيح مسلم: «إن من أشرّ الناس عند الله منزلةً يوم القيامة: الرّجُل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها».

وأما إسناده ففيه عدة علل منها: أن فيه أبي جابر المدلّس المشهور، قد رواه عن جابر دون أن يصرح بالتحديث في أيٍّ من طرق الحديث. وفيه عياض بن عبد الله بن عبد الرحمن القرشي الفهري، وهو متروك. قال ابن حجر في التقريب: «فيه لين». وقال أبو حاتم: «ليس بالقوي». و قال الساجي: «روى عنه ابن وهب أحاديث فيها نظر». قلت: وهذا الحديث الباطل منها. وذكره العقيلي في ضعفائه (#1382). و قال يحيى بن معين: «ضعيف الحديث». وهذا معناه متروك باصطلاح ابن معين. وقال أبو صالح: «ثبت (!) له بالمدينة شأن كبير، في حديثه شيء». و قال البخاري: «منكر الحديث». وهذا معناه باصطلاح البخاري: متروك لا تحل الرواية عنه. وهذا كله يوجب أن هذا أقل ما فيه أنه ضعيفٌ لا يحتج به.

وهذا الحديث أخرجه الألباني في سلسلته الضعيفة (2\ 406)، وقال: «ضعيفٌ مرفوعاً». يقصد أن هذا المعنى قد أتى من وجهٍ آخر (كما سيأتي) لكن ليس بهذا اللفظ الباطل. وله شاهدٌ ضعيف بلفظ: «فعلته أنا ورسول الله ?، فاغتسلنا منه جميعاً». وقد بيّن الدارقطني في سننه (1\ 111) أن هذا الحديث باطلٌ مرفوعاً.

والمعنى الذي قصده الألباني ما قد روى مالك في الموطأ (1\ 46): عن يحيى بن عيد عن سعيد بن المسيب عن أمنا عائشة موقوفاً من قولها لأبي موسى الأشعري: «إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل». ورواه مسلم (#349) عن محمد بن المثنى عن عبد الأعلى عن هشام بن حسان عن حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبي موسى عن أمنا عائشة قالت: قال رسول الله ?: «إذا جلس بين شعبها الأربع، ومس الختان الختان، فقد وجب الغسل».

فقد اختلف الوقف والرفع. والرفع عندي أولى، والله أعلم.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 01 - 03, 09:32 ص]ـ

• أخرج مسلم في الشواهد في آخر الباب ج: 2 ص: 615 #898): وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس قال: أصابنا –ونحن مع رسول الله ?– مطر، فحسر رسول الله ? ثوبه حتى أصابه من المطر. فقلنا: «يا رسول الله. لم صنعت هذا؟». قال: «لأنه حديث عهد بربه».

هذا الحديث ضعفه الألباني في إرواء الغليل (3\ 142). وقال أبو الفضل الهروي بن عمار الشهيد كما في علل الجارودي (ص86 #15): «وهذا حديثٌ تفرَّدَ به جعفر بن سليمان من بين أصحاب ثابت، لم يروه غيره. وأخبرني الحسين بن إدريس، عن أبي حامد المخلدي، عن علي بن المديني، قال: "لم يكن عند جعفر كتاب، وعنده أشياء ليست عند غيره". وأخبرنا محمد بن أحمد بن البراء، عن علي بن المديني قال: "أما جعفر بن سليمان فأكثر عن ثابت، وكتب مراسيل، وكان فيها أحاديث مناكير".وسمعت الحسين يقول: سمعت محمد بن عثمان يقول: "جعفر ضعيف"».

قلت: جعفر بن سليمان ضعيف الحفظ لا يجوز أن يحتج به إذا تفرد، خاصة عن ثابت، لكثرة أصحاب ثابت الثقات وإلمامهم بحفظ حديثه. وكان ثابت كثير الحديث جداً عن أنس، فصار الضعفاء كلما أخطئوا في حديث جعلوه عن ثابت عن أنس. وهذا الحديث عده الذهبي من منكرات جعفر كما في الميزان (2\ 139)، وكذلك فعل ابن عدي في الكامل (2\ 149).

ـ[عبد الله]ــــــــ[29 - 01 - 03, 12:21 م]ـ

رد التعدي الثالث

3 - قال الألباني تحت حديث جابر: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس صلى ست ركعات بأربع سجدات)). رواه أحمد ومسلم وأبو داود، صحيح. لكن ذكر الست ركعات- يعني ركوعات - شاذ والصواب: ((أربع ركوعات)) كما في حديث عائشة الذي قبله، ورواية عن جابر تقدمت قبله. اهـ. إرواء

الغليل [3/ 129].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير