[ذكر ما يدل على وجود مرض السكري في عهد الصحابة]
ـ[السدوسي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 03:22 م]ـ
أقول هذا استنباطا مني عند قراءتي لحديث أورده الطبري رحمه الله في تفسيره عند قول الله تعالى (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) فقال:
تفسير الطبري [جزء 12 - صفحة 3]
حدثنا أبو كريب قال: ثنا عبيد الله بن موسى عن أبي حمزة عن عكرمة [عن ابن عباس قال: كان الرجل إذا قال لامرأته في الجاهلية: أنت علي كظهر أمي حرمت في الإسلام فكان أول من ظاهر في الإسلام أوس بن الصامت وكانت تحته ابنة عم له يقال لها خويلة بنت خويلد وظاهر منها فأسقط في يديه وقال: ما أراك إلا قد حرمت علي وقالت له مثل ذلك قال: فانطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت عنده ماشطة تمشط رأسه فأخبرته فقال: يا خويلة ما أمرنا في أمرك بشيء فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فقال يا خويلة أبشري قالت: خيرا قال: فقرأ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله} إلى قوله {فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا} [المجادلة: 3] قالت: وأي رقبة لنا؟ والله ما يجد رقبة غيري قال {فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين} [المجادلة: 4] قالت: والله لولا أنه يذهب يشرب في اليوم ثلاث مرات لذهب بصره قال: {فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا} [المجادلة: 4] قال: من أين؟ ما هي إلا أكلة إلى مثلها قال: فرعاه بشطر وسق ثلاثين صاعا والوسق ستون صاعا فقال: ليطعم ستين مسكينا وليراجعك.
وجاء في رواية أخرى أوردها الطبري أيضا في تفسيره [جزء 12 - صفحة 3]
أن أوسا 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: لا والله لولا أني آكل في اليوم ثلاث مرات لكل بصري.
أقول: من المعلوم أن من أدق الأمارات التي يستدل بها على أن الشخص مصاب بمرض السكري هو شربه للماء بكثرة عند ارتفاعه وطلبه للأكل عند انخفاضه ولو لم يفعل لضعف بصره جدا وهذا ماأفاده حديث أوس في الظهار واسناد الحديث الأول فيه أبو حمزة الثمالي وهو ضعيف ومن ضعفه تسميته للمرأة خويلة بنت ثعلبة والثابت أنها بنت ثعلبة لكن يذكر في الشواهد وفي الرواية الأخرى أيضا شيخ الطبري محمد بن سعد ضعيف وشيخه أبوه وهو أشد ضعفا منه والمقصود أن مجموع روايات الحديث تدل على أن المظاهر أوسا 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كان لايصبر عن الأكل والشرب وأن بصره يضعف لو لم يأكل ويشرب.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 06:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاك الله خيرًا على استباطك أخي الكريم، لكن ما ذكرته ليس هو من أعراض مرض السكري والمرء لو كان يشرب ثلاث مرات في اليوم في بلد حارة كالحجاز فهو طبيعي، بل أقل من الطبيعي!
وضعف البصر فعلاً من المضاعفات المتقدمة لمرض السكري، لكنه لا يكون متأرجحًا (أي: يذهب ويغيب) حسب شرب الماء بل يكون تدريجيًا وببطء شديد جدًا.
اما زيادة الحاجة للماء، وكذلك الطعام -بدرجة أقل-، في مريض السكري فهي من أعراض المرض وليس لشرب الماء أو تناول الطعام علاقة بتحسن الحالة المرضية، بل هي فقط من أعراض المرض .. فمريض احتقان البروستاتا -مثلاً- يتكرر دخوله لدورة المياه كل عدة دقائق، ولا يعني هذا أنه لو لم يتبول لانفجرت مثانته! بل هي فقط الأعراض التي تدل على المرض ولا علاقة لها بتحسن الحالة.
وهذا بخلاف الشخص الطبيعي الذي يأكل ليتقوى ويشرب ليرتوي وتتحسن صحته وتزداد طاقته بالطعام والشراب، والذي يتبول ليفرغ مثانته الممتلئة ولو لم يفعل لانتفخت وضغطت على الأحشاء وهكذا.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[السدوسي]ــــــــ[10 - 09 - 07, 12:07 ص]ـ
شكر الله لك د. هشام عزمي وقد قيل:
فقُلِّدَ السّيْفَ يومَ الرّوعِ طابِعُهُ وأعْطيَ القَوْسَ عندَ الرّمْيِ باريها
ولعلك تعلم أن الاستنباط يكون لأشياء محتملة وهذا منها.
تنبيه:
ذكرت أن مما يدل على ضعف الراوي أبي حمزة الثمالي تسميته للمرأة خويلة بنت ثعلبة والصواب بنت خويلد.