لم أترخص لك في إرسال اللسان بالرفث على أن تجعله هِِجّيراك [يعني: عادتك] على كل حال، وديدنك في كل مقال، بل الترخص مني فيه عند حكاية تحكيها، أو رواية ترويها تنقصها الكناية، ويذهب بحلاوتها التعريض.
" عيون الأخبار " (1 / المقدمة صفحة م).
وهذه الإباحة بين الزوجين في الكلام عند الجماع لا ينبغي أن تتحول إلى سب وقذف بالمحرم والفحش، حتى ولو لم يكن يريد حقيقة السب، وإنما يريد التصريح بذلك الكلام، فليس من عادة المؤمن أن يعود لسانه السب والقذف.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَعَّانِ وَلَا الَلَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلاَ الْبَذِيءِ).
رواه الترمذي (1977) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".
وفي هذه الأفعال مشابهة لأهل الفساد من الزواني والزانيات، ولا يليق بالمسلم أن يجعل فراش الزوجية الطاهر كحال ما يحدث في بيوت الدعارة بين الساقطين والساقطات، فهم أحق بتلك الألفاظ، وأهل لها، لا امرأته العفيفة الطاهرة.
ثم إنه يُخشى من اعتياد الزوجين على هذه الكلمات، فتصبح علاقتهما من غيرها باردة، وجافة، أو تصبح عادة لهما في حياتهما في غير وقت الجماع، خاصة إذا حدث شجار، أو تقلبت النفوس والقلوب؛ وفي ذلك من المفاسد ما لا يخفى على متأمل.
على أن الذي أفزعنا في سؤالك حقا، يا عبد الله، هو حديثك مع خطيبتك في هذه الأمور، وبهذه الصراحة، وهي جرأة منكما لا تحمدان عليها، بل تذمان بها كل الذم؛ فكيف تسمح لنفسك بالكلام في ذلك مع خطيبتك، وهي امرأة أجنبية عنك، وكيف تسمح ـ هي أيضا ـ بالكلام في ذلك، وبكل هذه الصراحة معك، وأنت رجل أجنبي عنها، ثم كيف تتاح لكما فرصة الخلوة التي تتمكنان فيها من هذا الحديث الذي يستحيل أن يذكر، ولو بالتلميح أمام غيركما.
إن هذا السؤال يدل على أنكما تساهلتما كثيرا في طبيعة العلاقة بينكما، وتعديتما حدود الله تعالى فيما بينكما، فألقى الشيطان في قلوبكما من جمار الشهوة ما تظنان أنها لا يطفئها شيء مما اعتاد الناس، فرحتما تبحثان عن كل غريب، ولو شاذا!!
فالواجب عليكما أن تضعا حدا لهذه المخالفات، وتتوبا إلى الله عز وجل من ذلك التعدي الذي وقعتما فيه؛ ولتعلما أن ما بقي أمامكما شيء يسير، فاصبرا حتى يجمع الله بينكما على ما يحب ويرضى من الحلال الطيب، وساعتها سوف تعلمان أن أمر العفة لا وقضاء الوطر الحلال، لا يحتاج إلى كل ذلك: " وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ ".
وانظر حول العلاقة بالمخطوبة جواب السؤال رقم (2572 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=2572&ln=ara)) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=103847&ln=ara (http://www.islam-qa.com/index.php?ref=103847&ln=ara)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 09 - 07, 02:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هذه يسمونها السادية الجنسية
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[08 - 09 - 07, 03:12 م]ـ
على أن الذي أفزعنا في سؤالك حقا، يا عبد الله، هو حديثك مع خطيبتك في هذه الأمور، وبهذه الصراحة، وهي جرأة منكما لا تحمدان عليها، بل تذمان بها كل الذم؛ فكيف تسمح لنفسك بالكلام في ذلك مع خطيبتك، وهي امرأة أجنبية عنك، وكيف تسمح ـ هي أيضا ـ بالكلام في ذلك، وبكل هذه الصراحة معك، وأنت رجل أجنبي عنها، ثم كيف تتاح لكما فرصة الخلوة التي تتمكنان فيها من هذا الحديث الذي يستحيل أن يذكر، ولو بالتلميح أمام غيركما.
إن هذا السؤال يدل على أنكما تساهلتما كثيرا في طبيعة العلاقة بينكما، وتعديتما حدود الله تعالى فيما بينكما، فألقى الشيطان في قلوبكما من جمار الشهوة ما تظنان أنها لا يطفئها شيء مما اعتاد الناس، فرحتما تبحثان عن كل غريب، ولو شاذا!!
فالواجب عليكما أن تضعا حدا لهذه المخالفات، وتتوبا إلى الله عز وجل من ذلك التعدي الذي وقعتما فيه؛ ولتعلما أن ما بقي أمامكما شيء يسير، فاصبرا حتى يجمع الله بينكما على ما يحب ويرضى من الحلال الطيب، وساعتها سوف تعلمان أن أمر العفة لا وقضاء الوطر الحلال، لا يحتاج إلى كل ذلك: " وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ ".
وانظر حول العلاقة بالمخطوبة جواب السؤال رقم ([/ SIZE]2572 (http://www.islam-qa.com/index.php?ref=2572&ln=ara)) .
والله أعلم
على ما اعتقد انه يقصد بخطيبته المعقود عليها غير المدخول بها وليس الخطيبة هنا بدون العقد
فهي زوجته شرعا لا عرفا وعندنا يجلس العاقد مع المعقود عليها ويختليان خلوة لا توفر لهما الجماع وانما توفر لهما الحديث والتعارف والانفتاح على بعضهما فيما دون الجماع
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 03:22 م]ـ
جزاكما الله خيرا ونفع بكما
نعم، الظاهر أنها معقود عليها، وليس من المعقول أنه جاء لينظر إليها ثم تناقشا في الضرب والشتم!!!
قال الشيخ محمد العبدري - ابن الحاج - رحمه الله -:
وينبغي له أن يتجنب ما يفعله بعض الناس، وقد سئل مالك رحمه الله عنه فأنكره وعابه، هو النَّخير، والكلام السَّقْط.
قال ابن رشد رحمه الله: وإنما أنكر مالك رحمه الله ذلك؛ لأنه لم يكن من عمل السلف.
" المدخل " (2/ 188).
¥