تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5 - بالرغم من أنني لا أملك الوقت الكافي ولا القناعة الكافية للبحث ومشاهدة مشاهد العنف ولا أملك شريك أمارس معه رغبتي الملحة إلا أنه في أوقات معينه وبدون مثيرات وقد أكون مستغرقة في عمل ما أجد نفسي بحاجة ملحة جدا وبشكل جنوني لاستعباد رجل ولا أهدأ إلا بعد أن أتخيل وربما أفتح الانترنت أبحث عن قصة أو فلم ... سؤالي هو ... هل أنا فتاة سادية؟! ... ولماذا تقفز هذه الرغبة الجامحة في قمة انشغالي؟ ... ولماذا مشهد العنف والإذلال والإهانة يثيرني جنسيا، بالرغم من أنه قد يكون ليس له علاقة بالجنس كمشهد إهانة وتعذيب الخنزير الإسرائيلي للمناضل الفلسطيني؟!

أخيرا شكرا لكم

03/ 03/2006

التعليق على المشكلة

الأخت الفاضلة ......

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك نوعان من السادية:

1 – السادية العامة: وفيها يستمتع الشخص السادي بتعذيب الآخرين أو رؤيتهم يتعذبون.

2 – السادية الجنسية: وفيها لا يصل الشخص لحالة الاستمتاع الجنسي إلا بمصاحبة عنف حقيقي أو مشاهد عنف وإيذاء وإذلال وإهانة.

وعلماء التحليل النفسي يفسرون السلوك السادي بأن منطقة الهو (في اللاشعور) تحوي غرائز جنسية وغرائز عدوانية, والمفروض مع نمو الإنسان ونضجه تنفصل هذه الغرائز عن بعضها فتخرج هذه في أوقات وتلك في أوقات أو ظروف أخرى, ولكن في بعض الأشخاص تظل هاتان الرغبتان مرتبطتين ببعضهما فلا يخرجان إلا معا, وتصبح غريزة العنف هي القاطرة لغريزة الجنس لا تتحرك الأخيرة إلا بها، وهذا التعميم الارتباطي يعتبر نوعا من البدائية النفسية وعلاجه من منظور التحليل النفسي يتم بالتداعي الحر والاستبصار على يد متخصص في التحليل النفسي.

وهناك رأى آخر يقول بأن الأشخاص المصابون بالسادية الجنسية يشعرون بالخوف والقلق والذنب تجاه رغباتهم الجنسية, ولذلك تكون أحداث أو مشاهد العنف بمثابة غطاء يسمح بخروج النزعات الجنسية دون قلق أو خوف أو إحساس بالذنب, وأن العنف في هذه الحالة يكسر حاجز الكبت الذى يحيط بالرغبات الجنسية، والعلاج بناءا على هذا التفسير يحتاج أن يتقبل الشخص السادي مشاعره الجنسية الطبيعية دون قلق أو خوف ودون حاجة لغطاء عنف درامي يسهل له خروجها.

أما علماء النفس السلوكيون فيرون أنه قد حدث ارتباط شرطي بين أحداث عنف ومشاعر اللذة الجنسية في وقت مبكر من حياة الشخص, وقد لا يذكر الشخص نفسه متى حدث ذلك , وهذا الارتباط يتعزز ويقوى مع تكرار خبرات العنف والجنس مجتمعة, ومع الوقت يحتاج الشخص أحداث أو مشاهد عنف تستدعى لديه المشاعر الجنسية المرتبطة بها، وقد تعزى السادية الجنسية إلى شيء شديد البراءة يفعله بعض الآباء وربما الأمهات وهو مداعبة الطفل الصغير (أو الطفلة الصغيرة) بطريقة فيها عنف, فينشأ الطفل ولديه ارتباط بين المشاعر السارة والعنف، والعلاج في هذه الحالة يكون بفك هذا الارتباط الشرطي من خلال تكرار حدوث أحد النشاطين (العنف أو الجنس) مع منع حدوث الآخر, ومع التكرار يحدث ما يسمى انطفاء هذا الارتباط الشرطي, وهذا أيضا يستدعى تدريب بمساعدة معالج سلوكي

أما أصحاب المدرسة المعرفية فيفسرون السادية الجنسية على أنها خطأ في البرمجة النفسية حيث يترسخ لدى الشخص السادي اعتقاد بأنه لن يستثار جنسيا إلا في وجود مشاهد عنف أو إهانة أو إذلال, ومع مرور الوقت وتكرار الخبرات يتثبت هذا المعتقد ويصبح كأنه بديهية مسلم بها لدى الجهاز النفسي, والعلاج من هذا المنظور يتم من خلال إعادة البرمجة وذلك بتصحيح ذلك الخطأ المعرفي الذى ترتب عليه منظومة سلوكية خاطئة فليس صحيحا أن الطاقة الجنسية لن تخرج إلا في وجود عنف, لأن هذه الطاقة حين تقوى وتتراكم سوف تحتاج للخروج سواء وجد العنف أم لم يوجد، قد يتأخر هذا الخروج بعض الوقت انتظارا لما تعود عليه من عنف, ولكن من المؤكد أنه في حالة استمرار غياب العنف ستضطر الطاقة الجنسية للخروج بمفردها أو بمصاحبة مؤثرات أخرى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير