تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلى أي حال سأعتبر أن المصدر سماعي لأن هذا هو الأغلب على الأقل في مجتمعاتنا العربية فهذا أمرٌ لا يدرس علميا في بلادنا، وأقول لك (متحدثا عن"بعض" النساء، ولا أدري كم نسبة ذلك البعض الذي تتحدثين عنه)، ومصدري سماعي أيضًا عند الحديث عن مجتمعاتنا لأنني سمعتُ من تشكو من عنف زوجها معها، وسمعت من بعض المريضات شكاوى جعلتني أفترضُ السادية بدرجات متفاوتة الشدة في أزواجهن، والسادية تعني استعذاب إحداث الألم في الطرف الآخر خاصةً عند ربط ذلك بالمتعة الجنسية، وأنا هنا كما ترين أتحدثُ عن نساءٍ يرفضن ويشتكين ويضطربن نفسيا بسبب عنف أزواجهن معهن أي أنني أتحدثُ عن بعضٍ غير البعض الذي تسألين عنه من النساء!

وأنا أعرفُ أن بعض النساء يشعرنَ بلذةٍ في أن يُكْرَهْنَ على ممارسة الجنس، ويشعرن بلذةٍ في ذلك، ولكن هل يمثلُ ذلك مشكلةً كبيرةً بين زوجين مسلمين؟ أنا لا أظن ذلك في واقع الأمر إلا في حالات نادرة لأن المسألة ستكونُ سهلة فهي ستتمنع وهو سيستخدم حقه كزوج، وتصبحُ هي كانت متمنعةً ثم رغبت، أو ربما يكونُ الأدق هو التعبير العربي القديم عنها بأنها واحدة من اللواتي يتمنعن وهن راغبات!، وسنعتبرُ هنا أن الاغتصاب المقصود في كلماتك هو ما أعنيه أنا في هذا المثال بالضبط! لأن اختيارك للكلمة لم يكن موفقا، فالاغتصاب كلمةٌ تتعلق بالعدوانية أكثر مما تتعلق بالجنس، ولن تكونَ التي تشعرُ بلذةٍ في الاغتصاب مغتصبةً من زوجها وفي بيتها في الأحوال الطبيعية، أليس كذلك؟

معنى هذا أن الأمر لا يمثل مشكلةً في العادة، ولكنك تسألين عن تفسيره، وأنا سأحاول تقديم هذا التفسير، فقد يكونُ من الممكن افتراضُ أن العملية الجنسية الطبيعية فيها جانبٌ من السادية من قبل الذكر، وجانبٌ من المازوخية (وتعني استعذاب تلقي الألم من الطرف الآخر خاصةً عند ربط ذلك بالمتعة الجنسية) من قبل الأنثى، ولدي من خبرتي مع مرضاي من ذوي اضطرابات التفضيل الجنسي، بعضًا من الافتراضات والاستنتاجات ما تزال تلح عليَّ لأكتبها، وقد تكونُ استشارتك هذه هي الحافز لكتابتها فها هي:

-1 - أفترضُ أن رابطًا (لا واعيا أو لا شعوريا) ما يوجدُ بين الجنس وبين الألم (المادي أو المعنوي) في الغيب النفسي للنفس البشرية (ذكرا كانت أو أنثى)، وأن ذلك الرابط كمنَ بشكل أو بآخر عند أغلبية بني البشر.

-2 - من الممكن أن يجد ذلك الرابط طريقه إلى الظهور في تخيلات أو سلوكيات النفس الجنسية، وقد يحدثُ ذلك تحت ظروف نفسية معينة، أحيانا تتمثل في التعرض للخوف المبهم (أو التحذير دون تبرير مفهوم) فيما يتعلق بالأعضاء الجنسية (مثلما ترين في تاريخ صاحبة حالة هل أنا طبيعية أم مازوخية؟ عندما حذرتها أمها من لمس أعضائها التناسلية لأن فيها ضياع مستقبل البنت، وهي في سن لا تستطيع فيه أن تفهم لا معنى النهاية المعنوية ولا معنى المستقبل، فكانت النتيجة أنها راحت تفكر في هذه المنطقة المرتبطة بعدم الفهم المصحوب بالخوف وبالأفكار الجنسية المبهمة الطعم والمعنى أيضًا في ذلك السن، ثم ارتبط كل ذلك بمناظر التعذيب وصوره على وسائل الإعلام.

ومن الرجال من تتمثل تلك الظروف النفسية لديهم في الحرمان الشديد من الجنس -وفي ظل وجود رغبة عارمة في ممارسته-، بما يدفع النفس إلى اعتبار الأنثى كائنا فوقيا يستحق أن يذل الشخص نفسه للوصول إليه!، وهذا ما نسمعه من بعض الشباب الذكور الملتزمين والمحرومين من حقهم في الجنس الحلال، فبعضهم في لحظات انفعاله يشتكي من تخيلات جنسية مازوخية يكتشفُ فجأة أنها تثيره وبعضهم تمرُّ عليه مثل تلك التخيلات مرورًا عابرا وبعضهم لأسباب لا نعلمها يقعون في فخ المازوخية كاضطراب تفضيل جنسي (لكنني أستطيع تخمين وجود استعداد بنيوي للوسوسة Obsessiveness أو للاندفاعية Impulsiveness لدى معظمهم).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير