تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

-3 - نبدأ بعد ذلك في الحديث عن النفس الذكر، ماذا يكونُ يا ترى تأثير ارتباط الألم باللذة الجنسية؟ في ظروف المجتمع البشري الذي نعيش فيه والذي يسود الرجل فيه في علاقته بالمرأة على الأقل داخل الأسرة الطبيعية، ألا ترين أن وضع الذكر كمتلق للألم أثناء الجنس لا يبدو مستساغًا ولهذا السبب تصبح المازوخية كشكوى أكثر ظهورا في الرجال، بل إن ارتباط المازوخية بالسادية أوصل بعض المفكرين في الإمراضية النفسية Psychopathology ، إلى اعتبار الشخص السادي مازوخيا ينفي تهمة المازوخية عن نفسه (لا شعوريا) من خلال اتخاذ موقف السادي المتطرف في ساديته، وبنفس هذا الفهم أقول لك أنني لم أسمع من يشتكي من ساديته في الجنس من قبل، لكنني سمعت كثيرين من الذكور يشتكون ويتألمون من مازوخيهتم، وهذا واضح على صفحتنا استشارات مجانين، كما تجدين تحت العناوين التالية:

يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته / يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته متابعة / يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته متابعة ثانية / عقدة الأقدام أم عشقها المازوخي /

عقدة الأقدام أم عشقها المازوخي متابعة / عقدة الأقدام أم عشقها المازوخي متابعة ثانية / السادية والمازوخية وحكم الشرع

وفي المقابل تعتبر الحالة التي أحلتك إليها في بداية ردي عليك هل أنا طبيعية أم مازوخية؟، استثناء في الأساس، فمعظم من يشتكونَ من المازوخية ومن اضطرابات التفضيل الجنسي ذكور، فيما عدا اضطرابات المازوخية والسادية، والتي قد تشتكي منها بعض الإناث في الحالات المتطرفة، ولعل صاحبة الحالة تشتكي بدافعٍ من القلق، وربما لاعتقادها بأنها تعاني انحرافا ما في ميولها الجنسية، وهو لم نستطع التأكد منه لأننا ليست لدينا معلومات كافية عن شدة الحالة.

-4 - فإذا وصلنا إلى النفس الأنثى ونحن نناقش ارتباط الجنس بالألم ماذا يا ترى سيكونُ موقفنا؟ هل سنعتبر بعض المازوخية من جانبها أمرًا طبيعيا؟ ألا نتأثرُ بما جاء في سفر التكوين في التوراة: "وقال للمرأة تكثيرا أكثر أتعاب حبلك. بالوجع تلدين أولادا. وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك" الإصحاح الثالث 16، أليست الأنثى في العملية الجنسية مختلفةً عن الرجل؟ أليست طرفا متلقيا؟ هل تستطيعين اعتبار أن الذكر والأنثى طرفان متساويان أثناء الممارسة الجنسية؟ أليس هناك فرق؟!

لعل في ذكرناه ونحن نحاول بيان الفرق بين الإرجاز الاسترجازي والإرجاز الطبيعي في رد سابق لنا على صفحتنا استشارات مجانين بعنوان: الاسترجاز وأصل الشعور بالذنب بعده! متابعة، مل يبينُ لك كيف أن علاقة الأنثى بالعملية الجنسية، ومسؤوليتها الجسدية عن ممارسة الجنس تختلف عن الذكر، لأن هذه هي طبيعة الأشياء، هكذا فطرها الله إذن، فهل يمكن في هذا الإطار أن نستنجَ إجابة سؤالك الثاني: لماذا يحب بعض الرجال أن تتمنع عنهن زوجاتهن حتى يغتصبونهن؟، إضافةً طبعا إلى كل ما يمكنُ أن يقال عن الشوق وإثارة التخيلات بعد فترةٍ من البعد، وهل يمكن أن نكونَ قد بررنا تعليقك الأول: (المرأة هنا تحب أن يقيدها زوجها ولا تستطيع أن تهرب منه, وهو يحب أن يفعل ذلك بها, وان لم يكن يحتاج إلى ذلك, أي وإن كانت تسلم له نفسها بكل بساطة).

فهل ما زلت ترين تعليقك الثاني: (هناك خطأ ما في تركيبتهما النفسية ..... لماذا يحب أن يغتصب ولماذا تحب أن تكون مغتصبة) مناسبا؟ هل ما زلت ترين أن خطأ ما يوجد في تركيبتهما النفسية؟!، وكي ألخص لك ما قلته إجمالا، فإنني سأقول أنه إذا صح افتراضنا الأول بوجود ارتباط غيبي ما بين المتعة الجنسية والألم، فإن الأنثى الطبيعية ستكونُ هي الطرف المتلقي لذلك الألم أو ستكونُ أكثر وعيا بعبئه على الأقل، بينما الذكر الطبيعي سيكون إما محدثا لذلك الألم بشكل أو بآخر أو غير واع بعبئه، بينما الذكر المضطرب قد يكون متلقيا للألم وطالبا له، أو منكرًا لمازوخيته باللجوء غير الواعي إلى السادية، ولكن ربط الألم النفسي أو الجسدي بالجنس لا يكونُ علامة على انحراف أو خطأ إلا في الحالات المتطرفة.

وفي النهاية أشكرك على أسئلتك الصعبة الدسمة، وأتمنى أن أكونَ قد وفقت في الإجابة عليك، وأهلا وسهلا بك دائما على صفحتنا استشارات مجانين.

http://www.maganin.com/queries/queriesview.asp?key=672

ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 09 - 07, 08:02 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير