تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قراءة "أبي جعفر" بالتاء (المثناة الفوقية) هي لكل من يصح خطابه ولا سيما من كان أمة الإجابة وعلى رأسها المخاطب بصدر الآية سيدنا محمد _صلى الله عليه وسلم_. وقراءة الجماعة بالياء (المثناة التحتية) لم تعين مرجع (الواو) كمثل ما جاء التعيين في (ليَتذَكّر) إذ جعله من أولي الألباب "وَلِيَتَذَكّرَ أُولُو الألْبَاب"، إشارة إلى أنَّ التَّذكُّرَ منزلةٌ مُتَرَتِّبَةٌ على حسن التدبر، فمن قام بشيءٍ من حق التَّدبُّر كان له من التذكر نصيب على قدر لبّه، وكثيرًا ما يقرِنُ التذكر بأولي الألباب: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ" (البقرة:269) واللب هو خالص القلب الذي به يكون التعقل والتفكر والتذكر، والله _عز وجل_ قدْ حَثَّ عبادَه على تدبُّره مقررًا اتِّساقه قائلا_سبحانه وتعالى_: "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً" (النساء:82)

فقرر أنَّ ما يكون من عند غير الله _سبحانه وتعالى_ فيه الاختلاف الكثير، أمَّا ما كان من عنده _جل جلاله_ فلا اختلاف فيه البتة، ولكنْ فيه تصريفُ البيان عن المعاني المحقق لبيان المراد كماله

وفي هذا دعوة ربانية وإغراء كريم بالعكوف على تدبُّر البيان القرآنيّ والوقوف على اتساقه وتناسبه، فإنه لن يؤمن المرء بأن القرآن الكريم من عند الله _عز وجل_ إيماناً مؤسساً على علم وعرفان إلا إذا استفرغ جهده في هذا التدبّر، فهو من جليل العبادات" (1).

فهلا استجبنا إخوة الإسلام لأمر ربنا، وعملنا على تدبر كتابه لنيل رحماته؟ ولعل ذلك لا يكون إلاّ بتدبر ما ذكر هنا من آيات.

أسأل الله أن ييسر لي ولكم أسباب الاستجابة إلى أوامره، وأن يجعلنا من المتدبرين لآياته.


(1) من كلام الدكتور محمد توفيق في كتابه العزف على أنوار الذكر.

http://www.almoslim.net/admin_prod/show_article_main.cfm?id=1133

ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 09 - 07, 02:21 م]ـ
لماذا نتدبر القرآن (3 - 6)

أ. د.ناصر بن سليمان العمر

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على المبعوث بالهدى والخير العميم، وبعد:
إن من أسباب تدبر القرآن والوقوف مع آياته وتأملها ... استجلاب طمأنينة القلب في خضم هذا العالم المضطرب "الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" .. وأي ذكر أعظم من كلام الله، إن القلوب إذا فقهت مراد الله من آياته سار أصحابها إليه باطمئنان وثبات لا تزعزه بدع المحدثين ولا تأويلات الجاهلين ولافتن المضلين، فتأمل المرء للآيات كما قال ابن القيم: "يصده عن اقتحام طرق البدع والأضاليل، وتبعثه على الازدياد من النعم بشكر ربه الجليل، وتبصره بحدود الحلال والحرام وتوقفه عليها لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل، وتثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق والتحويل، وتسهل عليه الأمور الصعاب والعقبات الشاقة غاية التسهيل، وتناديه كلما فترت عزماته وونى في سيره: تَقَدَّم الركب وفاتك الدليل، فاللحاق اللحاق والرحيل الرحيل، وتحدو به وتسير أمامه سير الدليل، وكلما خرج عليه كمين من كمائن العدو أو قاطع من قطاع الطريق نادته: الحذر! الحذر! فاعتصم بالله واستعن به وقل: حسبي الله ونعم الوكيل".

نزه فؤادك عن سوى روضاته ... فر ياضه حِلٌ لكل منزه

والفهمُ طِلِّسْمٌ لكنز علومه ... فاقصد إلى الطِلِّسْمِ تحظَ بكنزه

لا تخش من بدع لهم وحوادث ... مادمت في كَنَف الكتاب وحِرزه

من كان حارسُه الكتاب ودرعه ... لم يخش من طعن العدو ووخذه

لا تخش من شبهاتهم واحمل ... إذا ما قابلتك بنصره وبعزه

والله ما هاب امرؤٌ شبهاتهم إلاّ ... لضعف القلب منه وعجزه

ياويح تيس ظالع يبغي مسا ... بقة الهزبر بعدوه وبجمزه

ودخان زبل يرتقي للشمس يسـ ... تر عينها لما سرى في أزه

وجبان قلبٍ أعزل ٍقَدْ رام يأ ... سر فارساً شاكي السلاح بهزه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير