تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خطر الإعجاب بين الجنسين، وعلاجه، وكيفية تصرف المعجَب فيه

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 04:32 م]ـ

خطر الإعجاب بين الجنسين، وعلاجه، وكيفية تصرف المعجَب فيه

سؤال:

عندما يُعجب شخص في شخصيتك، وينجذب لها، ثم يتعدى الحد المعقول (مثل الإعجاب بين الفتيات) في هذه الحالة ماذا علينا أن نعمل؟ وما هي الأساليب لعلاج هذا الشخص بدون ضرر لك وله؟ علما أن الإنسان لا يأمن نفسه من الفتنه، وبماذا تنصحون هذا الشخص المصاب بهذه الحالة (من ناحية الدين والدنيا)؟. أثابكم الله الموضوع جدّاً مهم، رزقكم الله الفردوس الأعلى

الجواب:

الحمد لله

أولاً:

إن الميل الفطري الطبيعي هو ميل الرجل للمرأة، وميل المرأة للرجل، وأما ميل الشخص لواحد من بني جنسه فهو مخالف للفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولا تجده حتى عند البهائم، فهو ـ بالإضافة إلى انتكاس فطرته ـ متردٍّ إلى ما هو أسوأ حالا من البهيمية.

وقد هذَّب الإسلام الميل الفطري وجعل له نهاية شرعية وهي الزواج، ومن لم يرض هذه النهاية الشرعية فإنه يكون مختاراً لفاحشة الزنا، وأما العلاقة المنحرفة من ميل الفتاة لمثيلتها، والرجل للرجل: فهو شذوذ، وانحراف عن الفطرة السليمة الصحيحة، وتنتهي تلك العلاقات الآثمة بما هو أقبح من الزنا وهو اللواط بين الذكور، وتنتهي علاقات النساء غير السوية بالسحاق، وهو من المحرمات أيضاً.

وتبدأ العلاقة الآثمة بين أفراد الجنسين بما يسمَّى " الإعجاب "، وهو مرض خطير تفشى في المجتمعات؛ نتيجة للفراغ الإيماني، والعلمي، ونتيجة لتقليد المجتمعات الكافرة المنتكسة في فطرتها، ويتطور هذا الإعجاب حتى يصير " عشقاً " لا تستطيع الفتاة التخلي عن رؤية عشيقتها، وإن لم تتمكن فتسمع صوتها، أو ترى صورتها، ثم تنتهي تلك العلاقة الآثمة بالسحاق المحرَّم، ولا ترى تلك الشاذات في الرجل ما تراه في تلك العشيقة من إطفاء الشهوة، وملء القلب بعاطفة الحب، وقل الأمر ذاته في العلاقات الآثمة بين الذكور، فالعشق بينهما يصل لشغاف القلب، حتى لا يرى في الدنيا غيرَه، ولو طلب المعشوق من عاشقه السجود له لفعل! نسأل الله الستر والسلامة. وتنتهي تلك العلاقة الآثمة بالفاحشة الشنيعة وهي اللواط، ولا يُرى في أولئك الشاذين ميلٌ لامرأة، ولو كانت من أجمل النساء.

سئل علماء اللجنة الدائمة:

ما حكم المساحقة والاستمناء؟.

فأجابوا:

المساحقة بين النساء حرام، بل كبيرة من كبائر الذنوب لكونها عملا يخالف قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) المؤمنون/ 5 – 7.

وكذا الاستمناء محرم؛ لهذه الآية الكريمة؛ ولما فيه من الضرر العظيم.

الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.

" فتاوى اللجنة الدائمة " (22/ 68).

ثانياً:

مَن علم من نفسه أنه يوجد من هو معجب فيه من المقربين منه أن يبادر لعلاجه بالحكمة، ولا نعني بالحكمة التساهل معه في النظر والزيارة والملامسة، فهذا مما يزيد في مرضه، وبالتالي يزيد في ألمه، بل الحكمة تعني تقديم العلاج المناسب بالطريقة المناسبة، ومن ذلك:

1. تقوية جانب الإيمان فيه، من خلال حثه على الطاعات، واجتناب المنكرات.

2. غرس حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في قلبه.

3. تعليمه معاني الحب في الله، وأن ميزانه هو إيمان المحبوب بربه وفعله للطاعات، لا لهيئته، ولا لصورته، ولا لجاهه.

4. عدم فسح المجال له بالاتصال المتكرر، ولا بالزيارة المستمرة، والتبيين له بأن العلاقة شرعية فإذا تعدت حدودها حرمت، ووجب قطعها.

5. عدم تمكينه عند اللقاء من مداومة النظر، أو العناق، أو التقبيل.

6. تكليفه بمهام علمية ودعوية، كتجميع أدلة مسألة، أو تلخيص كتاب،أو سماع أشرطة، وكذا القيام بأعمال دعوية كدعوة الناس، وتوزيع كتيبات وأشرطة، وغير ذلك مما فيه إشغال وقته بما يفيده من الطاعات والمباحات.

ثالثاً:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير