تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمسلم إذا رأى من نفسه إعجاباً بغيره، وخشي أن يكون هذا من خطوات الشيطان: فليسارع للتخلص منه، وليبادر لعلاج نفسه، قبل أن يستفحل أمره ويصل للعشق المحرم، وإذا أراد التخلص من ذلك فعليه بفعل أمور، منها:

1. أن يعلق قلبه بربه تعالى، فهو المنعم والمتفضل عليه بالنعم الجليلة، فليوجه حبَّ قلبه للخالق عز وجل.

2. أن يقطع صلته بكل من يرى نفسه قد تعلق به، فلا يداوم على سماع صوته، ولا رؤية صورته، وليحرص على عدم لقائه، ولو كان المحبوب معلِّماً أو مربيّاً أو رحماً، وهذا من خير ما يعالج به نفسه ويداويها به.

3. أن يداوم النظر في سير الصالحين والعلماء والمجاهدين، ليعلم موقعه من أولئك الذين قدَّموا أوقاتهم وأنفسهم في سبيل عز الإسلام والمسلمين، وهو منشغل بنظر في صورة محبوبه، أو التلذذ بسماع صوته، أو التمايل بقراءة كلماته، وهذا مما لا يليق بالمسلمين فعله ولو لمرة واحدة، فكيف أن تكون تلك هي حياته!

4. وينبغي له كذلك أن يقف على الآثار الخطيرة والعظيمة لهذين المرضين المهلكين وهما الإعجاب المحرَّم، والعشق المتلف، ومن هذه الأضرار:

1. انصراف الإنسان عن ربه وخالقه إلى مخلوق ضعيف يضره ولا ينفعه.

2. جلب الهم، والغم، والحُزن، والولَه، والكآبة في الدنيا، والعذاب في الآخرة.

3. ومن الأضرار: تخيل صور من الحرام مع محبوبه ومعشوقه، كالنظر، واللمس، والتقبيل بشهوة، وربما يوصل ذلك المرأة إلى السحاق، والرجل إلى اللواط لتحقيق تلك الصور من عالم الخيال في عالم الوجود.

4. ومن الأضرار: تلوث الفطرة السليمة بضعف الرغبة الجنسية الطبيعية، مما يؤدي هذا إلى فشل المرأة في علاقتها مع زوجها، ورغبتها لما اعتادته من الحرام، وكذا بالنسبة للرجل.

رابعاً:

العلاقة بين المسلمين يجب أن يكون مبناها على الشرع، وتأسيسها على التقوى، ومن التقى بغيره في الدنيا على معصية: انقلبت علاقتهما يوم القيامة إلى عداوة.

قال الله عز وجل: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) الزخرف/ 67.

قال الإمام ابن جرير الطبري – رحمه الله -:

يقول تعالى ذكره: المتخالون يوم القيامة على معاصي الله في الدنيا، بعضهم لبعض عدوّ، يتبرأ بعضهم من بعض، إلا الذين كانوا تخالّوا فيها على تقوى الله.

" تفسير الطبري " (21/ 637).

وقال ابن كثير – رحمه الله –:

أي: كل صداقة وصحابة لغير الله: فإنها تنقلب يوم القيامة عداوة، إلا ما كان لله عز وجل، فإنه دائم بدوامه.

" تفسير ابن كثير " (7/ 237).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:

فالمُخَالّة - أي: الصداقة والمحبة - إذا كانت على غير مصلحة الاثنين: كانت عاقبتها عداوة، وإنما تكون على مصلحتهما: إذا كانت في ذات الله، فكلٌّ منهما وإن بذل للآخر إعانة على ما يطلبه، واستعان به بإذنه فيما يطلبه: فهذا التراضي لا اعتبار به، بل يعود تباغضاً، وتعادياً، وتلاعناً، وكل منهما يقول للآخر: لولا أنت ما فعلت أنا وحدي هذا، فَهَلاكِي كان مني ومنك.

والرب لا يمنعهما من التباغض والتعادي والتلاعن، فلو كان أحدهما ظالماً للآخر فيه: لنُهيَ عن ذلك، ويقول كل منهما للآخر: أنت لأجل غرضك أوقعتني في هذا، كالزانيين كل منهما يقول للآخر: لأجل غرضك فعلتَ معي هذا، ولو امتنعتَ لم أفعل أنا هذا، لكن كل منهما له على الآخر مثل ما للآخر عليه، فتعادلا.

" مجموع الفتاوى " (15/ 129).

وباب التوبة مفتوح لمن أراد ولوجه، والنعيم بالإيمان والطاعة موجود لمن رغب بالدخول في ناديه، والله تعالى يغفر الذنب، ويقبل التوب، ويبدل السيئات حسنات، قال تعالى: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الفرقان/ 70، وقال سبحانه: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) طه/ 82.

وللمزيد من الفائدة: تنظر: أجوبة الأسئلة: (10050 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=10050&ln=ara) ) وفيه بيان لماذا حرَّم الإسلام السحاق واللواط، و (21058 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=21058&ln=ara) ) وفيه بيان: عقوبة السحاق، و (60351 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=60351&ln=ara) ) و (36837 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=36837&ln=ara) ) وفيهما التعليق على ظاهرة التقبيل اليومي والتقبيل على الفم بين طالبات المدارس، و (591 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=591&ln=ara) ) وفيه بيان حكم حب المرأة للمرأة لدرجة عدم القدرة على الفراق.

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islam-qa.com/index.php?ref=104078&ln=ara (http://www.islam-qa.com/index.php?ref=104078&ln=ara)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير