تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الله]ــــــــ[01 - 02 - 03, 03:45 ص]ـ

رد التعدي العاشر

10 - قال الألباني في ((غاية المرام في التخريج أحاديث الحلال والحرم)) [ص104] تحت الحديث الذي رواه مسلم عن زيد بن خالد الجهني عن أبي طلحة الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تماثيل)) ,قال: فأتيت عائشة فقلت: إن هذا يخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تماثيل)) فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك؟،فقالت: لا .... ولكن سأحدثكم ما رأيته فعل: رأيته خرج في غزاة،فأخذت نمطاً، فسترته على الباب، فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهية في وجهه، فجذبه-النمط-حتى هتكه أو قطعه، وقال: ((إن الله لم يأمرنا أن نكسوا الحجارة والطين)قالت: فقطعنا منه وسادتين وحشوتهما ليفاً فلم يعب علي ذلك.

صحيح دون قول عائشة: ((لا)) فإنه شاذ أو منكر، فقد أخرجه مسلم ...... و ... و .... من طريق سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن يسار عن أب الحباب مولى بني النجار عن زيد بن خالد الجهني به.

قلت-أي الألباني-: وهذا إسناد جيد، لكن سهيل بن أبي صالح، قال الحافظ في التقريب: صدوق تغير حفظه بآخره، روى له البخاري مقروناً وتعليقاً، وأورده الذهبي في الضعفاء، وقال:ثقة، قال ابن معين: ليس بالقوي.

قلت-أي الألباني-: وقد استنكرت من حديثه هذا قوله: ((فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك؟ قالت: لا)) فإن السيدة عائشة قد سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقناً، أخرج ذلك عنها الشيخان وغيرهما من حديث النمرقة المتقدم [ص122] قالت في آخره: ثم قال صلى الله عليه وسلم: إن البيت الذي فيه صور لا تدخله الملائكة)).انتهى كلام الألباني.

وكلامه يدل على تسرعه في الحكم على ألفاظ الصحيح بالنكرة والشذوذ بدون ترو ولا تفكر حتى في السياق الذي يساعده على دعواه المخطئة , وبيان ذلك من الوجوه الآتية:

1 - سياق الحديث لا يناسب الدعوى المردودة التي ادعاها الألباني , فإن السيدة عائشة قالت: ((ولكن سأحدثكم ما رأيته فعل)) إلخ.من المعلوم أن ((لكن)) مخففة من الثقيلة تفيد الاستدراك والتحقيق ()،وقد أتت به السيدة عائشة رضي الله عنها في الكلام مستدركة على من احتمل سماعها النص الذي سئلت عنه وهو: ((لا تدخل الملائكة بيتاً به كلب ولا تماثيل)) , ومحققة لهذا الاستدراك وإلا كان هذا اللفظ زائداً أتت به حشوًا ولغواً , وهذا بعيد عنها رضي الله عنها.ومما يؤيد أنها لم تسمع هذا النص قولها بعد ذلك: ((سأحدثكم ما رأيته فعل)).

2 - السيدة عائشة رضي الله عنها أنكرت سماعها للنص الذي ذكره لها زيد بن خالد الجهني وهو قوله صلي الله عليه وسلم: ((لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تماثيل)) , وهذا لم يجمع في حديث واحد سمعته عائشة رضي الله عنها , فيكون إنكارها صحيحاً , وحاول الألباني دفع الحديث الصحيح فقال: ((إن السيدة عائشة رضي الله عنها قد سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيناً أخرج ذلك عنها الشيخان وغيرهما في حديث النمرقة)) اهـ.

قلت:الذي في حديث النمرقة قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة)) أخرجه البخاري [الفتح 10/ 392] , ومسلم [3/ 1669] ,ومالك [2/ 241 تنوير الحوالك] , الطيالسي [منحة المعبود 2/ 241] ,والبيهقي [7/ 267].

ففي حديث النمرقة المذكورة: ((صورة)) وفي الذي أن أنكرت سماعه: ((كلب ولا تماثيل)) وعليه فلا تصح دعوى الألباني , فتدبر!.

نعم روت السيدة عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل: ((إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة)) , وفي الحديث قصة. أخرجه مسلم [3/ 1664] , وأحمد [6/ 142].

فيكون إنكار السيدة عائشة ليس لمفردات النص , ولكن إنكارها متوجه لسماع جميع ألفاظ النص مرة واحدة من رسول الله صلى الله عليه وسلم , وليس كلاً على حدة وهذا يجب أن يصار إليه مراعاة للسياق.

فصل

قال الألباني: ((وهذا إسناد جيد)) إلخ.

فنزل الألباني بالإسناد من الصحة إلى الجودة بسبب سهيل بن أبي صالح. وهذا خطأً, لأن سهيلاً صحيح الحديث خاصة إذا جاء حديثه في مسلم الذي تلقته الأمة بالقبول وصححت أحاديثه. فعدم إطلاق الصحة على أسانيده فيه مخالفة للإجماع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير