[من آداب الصيام المستحبة.]
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - 09 - 07, 06:28 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
فإن من آداب الصيام المستحبة التي حث عليها الشارع:
السحور:
فعن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: [تسحروا، فإن في السحور بركة].رواه الشيخان.
وفي المسند عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: [السحور كله بركة، فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين].
وعند الطبراني في " الكبير " عن سلمان رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم البركة في ثلاثة: في الجماعة والثريد والسحور].
والبركة في السحور قسمان: شرعية،و حسية:
شرعية: أولا: فيها امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ثانيا: فيها التأسي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: أنه سبب لصلاة الله وملائكته على المتسحرين، وصلاة الله تعالى على عبده، وصلاة ملائكته على العبد سبب لإخراجه من الظلمات إلى النور، قال تعالى: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور}
وأما البركة الحسية: فإن أكلة السحر فيها تقوية للإنسان على الصيام في النهار، وسائر الطاعات والأعمال.
والتسحر فيه مخالفة لأهل الكتاب اليهود والنصارى، فإنهم ليس لديهم هذه العبادة العظيمة، ففي حديث: عمرو بن العاص – رضي الله عنه- قال: قال: [رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر] رواه الجماعة إلا البخاري.
ونحن مأمورون بمخالفة اليهود والنصارى في كل ما يخصهم.
ومن الآداب المستحبة: تعجيل الفطور، وتأخير السحور.
جاء في الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر].
وزاد ابن ماجة: " عجلوا الفطر فإن اليهود يؤخرون ". وصححها الألباني.
والرافضة وافقوا اليهود في تأخير الفطر، ونحن مأمورون بمخالفة اليهود وأهل الكتاب والمشركين.
وكان الصحابة الكرام – رضوان الله عليهم – يطبقون هذه السنة النبوية العظيمة: فقد روى البيهقي في السنن قال:
" كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً، وأبطأهم سحورا ".
و أخرج الفريابي في كتابه " الصيام " بسنده إلى قيس بن حازم قال: أُتي عمر بن الخطاب بإناء فيه شراب، فقال لرجل: اشرب لعلك من المسوفين تقول: سوف سوف سوف!
وأخرج أيضا بسنده عن حُميد قال: كنا عند أنس، وكان صائما، فدعا بعشائه، فالتفت ثابت ينظر للشمس، وهو يرى أنها لم تغب، فقال أنس – رضي الله عنه – لثابت: " لو كنت عند عمر لحفظك – أي: ضربك – ".
وعن مجاهد قال: كنت آتي ابن عمر بشرابه، وإني أخفيه عن الناس من تعجيله الفطر.
فانظروا - يرحمكم الله - إلى تأسي الصحابة الكرام برسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
ومن الآداب المستحبة تأخير السحور:
فعن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت تسحرا فلما فرغا من سحورهما، قام نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فصلى. قلنا لأنس كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية. رواه البخاري.
وروى ابن حبان عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: [إنا معشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة]. وصححه الألباني.
ومن هذه الأحاديث نعرف الذي يعجل السحور فهو مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
بل إن السحور سمي سحورا لأنه يقع في السحر، والسحر هو آخر الليل، فالأكل في أول الليل ليس سحورا.
والحمد لله رب العالمين