تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأول: الاحتجاج من قبل بعض المسلمين (بأن هذا عمل المسلمين منذ زمن ولا منكر لذلك): والجواب: ما قال شيخ الإسلام رحمه الله: [ومن اعتقد أن أكثر هذه العادات المخالفة للسنن مجمع عليها بناء على أن الأمة أقرتها ولم تنكرها فهو مخطئ في هذا الاعتقاد فإنه لم يزل في كل وقت من ينهى عن عامة العادات المحدثة المخالفة للسنة ولا يجوز دعوى الاجماع بعمل بلد. فكيف بعمل طوائف منهم؟ .... والاحتجاج بمثل هذه الحجج والجواب عنها معلوم: أنه ليس من طريقة أهل العلم .. ] انتهى من الاقتضاء ص/271 – 272 فأقول: إن الواجب على كل مسلم أن يتحاكم إلى الكتاب والسنة وقواعد الشريعة السمحاء فيما يتعلق بمسائل الدين، لأن الشرع هو الذي يجب اتباعه لا العادات والموروثات (الشعبية)!!. والله تعالى قال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً).

الثاني: أنها عادة من العادات لا مدخل لها إلى الابتداع لأن الابتداع في العبادات وهذه من العادات: والجواب: أن نقول: إن خلط مواسم الطاعات بأمر زائد على المشروع إحداث في الدين داخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " ثم إليك أخي المسلم هذه الدرر مما قاله شيخ الإسلام رحمه الله: [لا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره إنفاقاً واجتماعاً وراحة ولذة وسروراً ... فصار ما وسع على النفوس فيه من العادات الطبيعية عوناً على انتفاعها بما خص به من العبادات الشرعية فإذا أعطيت النفوس في غير ذلك اليوم حظها أو بعض الذي يكون في عيد الله فترت عن الرغبة في عيد الله وزال ما كان له عندها من المحبة والتعظيم فنقص بذلك تأثير العمل الصالح فيه فخسرت خسراناً مبيناً ..... ] انتهى من الاقتضاء .. قلت: فإذا جعلت أيام تضاهي هذه المواسم قَلتْ العناية بالأيام الشرعية من قبل المؤمنين وتكاسلوا عن القيام بالمشروع فيها كما هو مشاهد في الواقع من انتظار كثير من الناس ليلة النصف من رمضان والاستعداد لها بشراء الألبسة الخاصة والأطعمة الخاصة، وكأنهم يستعدون للعيد الشرعي .. ثم تضيع هذه الأموال في لهو الأطفال وشهوات النساء اللاتي أخذن يتفنن في تزويق الحلويات وتنويعها وبذل المئات من الريالات في شراء أنواع منها لتداس بعد ذلك بالأقدام لهواً ولعباً أو لتؤكل حتى يتخم الآكل .. ولا فائدة مرجوة في الدنيا أو الآخرة من هذا الفعل والله جل وعلا يقول: [ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله .. ]. وقال رحمه الله: [ .. فينبغي للمسلم إذا طلب منه أهله وأولاده شيئاً من ذلك أن يحيلهم على ما عند الله ورسوله ويقضي لهم في عيد الله من الحقوق ما يقطع استشرافهم إلى غيره، فإن لم يرضوا فلا حول ولا قوة إلا بالله، ومن أغضب أهله لله أرضاه الله وأرضاهم، فليحذر العاقل من طاعة النساء في ذلك، وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " انتهى من الفتاوى 25/ 323، فالشرع جاء بأصل عظيم وهو سد الذرائع المفضية إلى الفساد وأعظمها هي تلك التي تفضي إلى إلحاق الضرر بالديانة وكلما عظمت المفسدة الناتجة عن ارتكاب الممنوع كلما اتسع المنع في الذريعة وشدد فيه، فمن المفاسد في هذه المحدثة: أنها وسيلة لدخول المحدثات في الدين، وفيها إضاعة المال، وتضييع مقاصد الشريعة في هذا الشهر بإدخال محدثات فيه، فعل أمر لا أصل له في الشريعة .. وغيرها من المفاسد المتوقعة طالما تُرك اتباع سنن الشريعة وما عليه خير قرن من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ...

فنسأل الله العظيم بأسمائه وصفاته: أن يمن علينا بالمغفرة والرحمة وأن يتقبل منا صالح أعمالنا وأن يجعل علمنا نافعاً لنا وحجة لنا لا علينا وأن يختم لنا بالحسنى إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله. ا.هـ

ملف وورد

تفضل من هنا ( http://www.mahaja.com/library/books/book/220)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير