تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مسألة الاحتفال بالأعياد البدعية ونحوها [د. عبدالعزيز آل العبدالطيف]]

ـ[ابو عبدالعزيز المشرفي]ــــــــ[21 - 09 - 07, 06:40 م]ـ

مسألة الاحتفال بالأعياد البدعية ونحوها

د. عبدالعزيز آل العبداللطيف

6/ 9/1428

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

(1) وبعد: في مطلع هذه المسألة نذكِّر بجملة أمور:

أ- تعريف العيد وضابطه:

العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك، فالعيد يجمع أمورا ًمنها: يوم عائد، ومنها الاجتماع في ذلك اليوم، ومنها: أعمال تقام في ذلك اليوم من عبادات وعادات (1).

ب- (أن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، التي قال الله سبحانه: "لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً" (المائدة: من الآية48). كالقبلة والصلاة والصيام) (2) فالعيد أحد أفراد النسك (العبادة) المذكور في قولة تعالى: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً" (الحج: من الآية34)، وقوله سبحانه: "لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ" (الحج: من الآية67). (3)

جـ- أن الأعياد الممنوعة والمنهي عنها لسببين:

1 - أن فيها مشابهه للكفار، وقد حرّم الإسلام التشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم.

2 - أن في هذه الأعياد ابتداعاً وإحداثاً في دين الله تعالى (4).

جاء في فتوى اللجنة الدائمة ما يلي:

(ما كان من ذلك (5) مقصوداً به التنسك والتقرب أو التعظيم كسباً للأجر، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثه ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ" رواه البخاري ومسلم، مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله، وكما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار) (6).

(2) نسوق - بعد هذه المقدمة - بعض أقوال أهل العلم في هذه الذكرى وما يلحق بها من نظيراتها ..

أ- كلام المشايخ: محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ (ت 1367هـ) وصالح بن عبد العزيز آل الشيخ (ت1372هـ) والعلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت1389هـ) في رسالتهم إلى الملك عبدالعزيز حيث قالوا:

(قد تحققنا ما أحدث في مكة المشرفة من العيد المسمى بعيد الجلوس في آخر شعبان، الذي هو مضارع الأعياد الجاهلية، ولم يمنعنا من الكلام فيه، ومشافهتك بذلك لما كنت عندنا، إلا أنا ظننا أن لا يفعل هذا العام، من أجل أنه تقدم من بعضنا مناصحة لك في ذلك.

وأنت فاهم سلّمك الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله تعالى بالملة الحنيفية، محا جميع ما عليه الجاهلية من الأعياد الزمانية والمكانية، وعوض الله عنها الحنفاء بعيد الفطر وعيد الأضحى ...

وتقرر في الشريعة المطهرة أنه لا يسوغ تعظيم زمان أو مكان بنوع من أنواع التعظيم إلا زمان أو مكان جاء تعظيمه في الشرع، فكما أن تعظيم القبور، أو بقعة لم يجيء تعظيمها في الشرع من أعظم البدع، فكذلك تعظيم زمان من الأزمنة ولا فرق ... (7)) الخ.

ب- كلام الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله -:

(وقد اتبع الجاهليةَ في تعظيم الأزمنة والأمكنة كثير من أئمة الدعوة وهي من قبور، وفي الحديث "لا تتخذوا قبري عيداً" ومن تماثيل، ومن أزمنة، وقد يسمونها (الذكريات) جمع ذكرى، كل معظم يكون له ذكرى إما حولية أو مئوية أو ألفية .. ) (8).

- وكتب سماحته في 28/ 5/1375هـ هذه الفتوى:

(نشرت جريدة البلاد في عددها240 الصادر يوم الجمعة الموافق 12 الجاري أن المشائخ توافدوا إلى قصر الحكم في الرياض لتهنئة جلالة الملك بيوم ذكرى جلوسه.

ونقول إن هذا غلط، فإننا وإخواننا المشائخ لا نرى ذلك سائغاً، فضلاً عن أن نهنئ الملك به (9).

- ومما قاله - رحمه الله - عن العيد الوطني: (إن تخصيص يوم من أيام السنة بخصيصة دون غيره من الأيام يكون به ذلك اليوم عيداً، علاوة على ذلك أنه بدعة في نفسه ومحرم وشرع دين لم يأذن به، والواقع أصدق شاهد، وشهادة الشرع المطهر فوق ذلك وأصدق) (10).

جـ_ كلام الشيخ حمود بن عبدالله التويجري - رحمه الله - (1413هـ)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير