[ذهاب خطيب الجمعه للمسجد مبكرا هل فيها مخالفه شرعيه؟]
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[23 - 09 - 07, 11:16 ص]ـ
السلام عليكم
نعلم ان السنه ان يبكر المسلمون لصلاة الجمعه لما لذلك من الفضل العظيم بخلاف الخطيب
فقد كان من هدى النبى صلى الله عليه وسلم ان يخرج قبيل الوقت ويرتقى المنبر ويسلم ثم يؤذن المؤذن للصلاه والسؤال
هب ان خطيبا يحب الخروج مبكرا للمسجد ويجلس فيه لمراجعة موضوع الخطبه او للذكر وتلاوة القرآن فهل يعد بذلك مخالفا للسنه؟ وبالتالى ينقص اجره ويقل ثوابه؟ افتونا مأجورين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 09 - 07, 03:07 م]ـ
حيا الله أخي ابن عبد الغني.
السؤال:
أحسن الله إليكم هذا السائل يقول خطيب مسجدنا يأتي مبكراً إلى الجامع ويجلس في الغرفة القريبة من المنبر وعندما يدخل الوقت يفتح الباب ويصعد للمنبر أيهما أفضل الجلوس في بيته أم في غرفة المسجد؟
الجواب:
[الأفضل أن يبقى في بيته حتى يأتي وقت الصلاة، لأن هذا هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا شك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيبقى في بيته حتى يأتي وقت الصلاة، ثم يأتي، فإذا دخل المسجد سلم على من يمر به، وإذا صعد المنبر اتجه إلى الناس جميعاً وسلم عليهم].
العلامة ابن عثيمين " نور على الدرب "
يقول المستمع أيضاً في هذا السؤال الرسول صلى الله عليه وسلم حث على التبكير لصلاة الجمعة فهل هذا يشمل إمام الجمعة علماً بأن الخطباء لا يأتون إلا عند موعد حلول الخطبة وهل يفوته فضيلة التبكير للمسجد علماً أنه يبكر للجمعة قبل تعيينه إمام للجامع؟
الجواب:
[الحث على التبكير للجمعة إنما يكون للمأمومين فقط، أما الإمام فإن السنة في حقه أن لا يأتي إلا عند صعوده إلى المنبر، وما يفعله بعض الأخوة من الأئمة أئمة الجوامع الذين يتقدمون إلى المسجد ويجلسون حتى يحين وقت الخطبة هو اجتهادٌ منهم لكنه اجتهادٌ غير مصيب، بل الصواب هدي النبي عليه الصلاة والسلام وما كان عليه من الحق، فالسنة في حق الإمام في الجمعة أن يتأخر إلى وقت صعود المنبر والخطبة ثم الصلاة، وهذا أفضل من تقدمه لأن ما وافق السنة فهو أفضل على كل حال، أما بالنسبة للمأموم فينبغي له أن يبكر ويغتسل في بيته ويتطيب ويتنظف، ثم يأتي إلى المسجد ويصلي ما كتب له، ثم إن رأى أن الأنفع له أن يستمر في الصلاة حتى يحضر الإمام فليفعل، وإن رأى من نفسه مللاً وأن الأنفع له أن يجلس ويقرأ القرآن فليفعل، لأن القراءة خيرٌ والصلاة خير، والمقصود بالأعمال الصالحة هو صلاح القلب، فما كان أصلح للقلب وأنفع وأوفق للشرع فهو أفضل، فمن راح بعد اغتساله في بيته، من راح إلى الجمعة في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الخامسة فكأنما قرب بيضة، وهذه الساعات الخمس توزع من طلوع الشمس إلى مجيء الإمام، وطولها وقصرها يختلف باختلاف الوقت، فتطول في زمن الصيف وتقصر في زمن الشتاء، وإنني بهذه المناسبة أحث أخواني المسلمين على أن يأتوا في يوم الجمعة بما ينبغي لهم أن يأتوا به، وأن لا يحرموا أنفسهم الخير الكثير بإضاعة الوقت والتسكع بالأسواق وتضييع الوقت بالكلام الفارغ، فإن يوم الجمعة يومٌ عظيم أضل الله عنه اليهود والنصارى، وهدى هذه الأمة إليه، فلا ينبغي لهذه الأمة أن تضيع فرصة الثواب فيه.
كما أنبه أخواني الحريصين على التقدم أن يحذروا أن يكون تقدمهم بعصيهم أو مناديلهم كما يفعله بعض الناس، تجده يضع منديله أو عصاه في الصف الأول ثم يذهب إلى بيته يتمتع بدنياه!، أو إلى دكانه للبيع والشراء، فإذا قارب مجيء الإمام جاء إلى المسجد، فإن هذا حرام ولا يحل لهم، لأنهم يتحجرون أمكنةً غيرهم أولى بها منهم، فإن المكان للمتقدم ببدنه لا للمتقدم بعصاه ومنديله، ثم إنهم يأتون أحياناً والصفوف قد اكتملت فيتخطون رقاب الناس ويؤذونهم، وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه رأى رجلاً يتخطى رقاب الناس فقال له: " اجلس فقد آذيت "].
الشيخ العلامة ابن عثيمين " نور على الدرب ".
السؤال:
إمام الجمعة ليس له مكان ليحضِّر الخطبة إلا في المسجد في يوم الجمعة، يذهب إلى المسجد وله في زاوية أو مكان مناسب يذاكر فيه وأخيراً يخطب، هل في هذا بأس؟
الجواب:
[لا بأس به إن دعت الحاجة إليه. وأنت قلت: ليس له مكان، أين بيته؟ السائل: بيته ما يمكنه أن يذاكر.
الشيخ: أين المساجد الأخرى؟
السائل: المساجد الأخرى موجودة.
الشيخ: إذاً يذهب إلى أحد المساجد.
السائل: تعني مسجداً آخر؟
الشيخ: مسجد آخر، ويهيئ فيه الخطبة ثم يأتي إلى مسجده الذي يريد أن يخطب فيه في وقته].
العلامة الفقيه ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح ".
¥