ـ[عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 03, 03:22 ص]ـ
رد التعدي الخامس عشر
15 - قال الألباني في صحيحته [2/ 110] تحت حديثه: ((إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا لا يفخر أحد من أحد، ولا يبغي أحد على أحد)).أخرجه مسلم [8/ 160] وابن ماجه [2/ 545] وأبو نعيم في الحلية [2/ 17] من طريق مطر الوراق حدثنا قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار عن النبي ق أنه خطبهم فقال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن له علتان،عنعنة قتادة، وسوء حفظ مطر الوراق، ولم يسمع قتادة هذا الحديث من مطرف. انتهى كلام الألباني.
أما عن العلة الأولى: فما ذكرته بشأن رواية المدلسين في الصحيحين في بداية القسم الأول أدفع به ما توهمه الألباني علة، وفيه كفاية إن شاء الله تعالى. وأزيد عليه بعون الله تعالى البيان التالي: الحديث المذكور رواه مسلم ضمن خطبة طويلة بعدة أسانيد ترجع إلى قتادة. وقد روى عن قتادة هذه الخطبة في صحيح مسلم:هشام الدستوائي، وسعيد، وشعبة، ومطر الوراق الذي انفرد عن أصحاب قتادة بما ضعف سنده الألباني. فاحتمال تدليس قتادة غير وارد كما ظن الألباني، فقد أتى مسلم برواية شعبة في المتابعة من أجل ذلك، فروى مسلم عن عبد الرحمن بن بشر العبدي، قال: يحيى، قال: شعبة، عن قتادة قال: سمعت مطرفاً في هذا الحديث. صحيح مسلم [4/ 2198].
وتكون الزيادة التي زادها مطر الوراق عن قتادة، لها حكم زيادة الراوي الثقة،وهي مقبولة عند عدم المنافاة،كأنها حديث بمفرده، ومطر الوراق من أهل الفقه والاستنباط،،ذكره البخاري في باب التجارة في البحر [4/ 299 الفتح] محتجاً بقوله وفهمه، وهو أيضاً من أهل الضبط والعدالة،خاصة في روايته عن قتادة، فالمتن المذكور،لا علل له كما توهمه الألباني.
واحتاط مسلم في هذا الحديث بما يظهر براعته وبين سماع قتادة من مطرف، وإن لم يكن قد سمع منه فتكفي رواية شعبة عن قتادة وإن لم يصرح بالسماع، قال شعبة: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبي إسحاق وقتادة. اهـ. تعريف أهل التقديس [ص59].
فصل
أما ما ادعاه الألباني من وجود علة ثانية في السند وهي وجود مطر الوراق الذي اتهمه الألباني بسوء الحفظ،فاتهامه مردود. لأن مطر الوراق صدوق حسن الحديث في غير عطاء،أما إذا أخرج مسلم حديثه فهو صحيح،هذا الذي ينبغي أن تشد بيديك عليه،فإن الجمهور على أنه من أهل الصدق والعدالة، ومن تكلم فيه منهم فبسبب روايته عن عطاء خاصة.
قال عبد الله بن احمد: ((كان يحيى بن سعيد يشبه حديث مطر الوراق بابن أبي ليلي في سوء الحفظ، قال فسالت أبي فقال: ما أقربه من ابن أبي ليلى في عطاء خاصة)) وقال أحمد: ((كان يحيى بن سعيد يضعف حديثه عن عطاء)) وقال الذهبي في ((من تكلم فيه وهو موثق)) رقم 327.صدوق مشهور،ضعف في عطاء.اهـ.
وكذا قال ابن معين ضعيف في حديث عطاء،وقال مرة أخرى:صالح، وقال أبو زرعة:صالح، وقال أبو حاتم الرازي:هو صالح الحديث،وقال العجلي في الثقات [ص 430]: صدوق،وقال مرة: لا بأس به، وقال أبو بكر البزار: ليس به بأس ... ولا نعلم أحداً تركه،واحتج به مسلم، وذكره ابن حبان في ثقاته [5/ 435].
فكيف ساغ للألباني تضعيف الراوي مطلقاً في كل شيوخه ورواياته، وهو مُضعف في شيخ واحد بعينه؟!.
فصل
مطر الوراق روى عنه شعبة وأثنى عليه، ومن المعروف أن شعبة لا يروي إلا عن ثقة غالباً. شرح علل الترمذي [ص 109].وقال الذهبي شيوخ شعبة جياد [الميزان 4/ 540]،وإن روى شعبة عن متكلم فيه فهو على سبيل التعجب كما في المجروحين [1/ 209]،وقال الحافظ ابن عبد الهادي في الصارم [ص 40]:رواية الإمام احمد عن الثقات هو الغالب من فعله والأكثر من عمله كما هو المعروف من طريقة شعبة.ومع ذلك فقال يعقوب بن سفيان [3/ 208]:وحدثنا حجاج عن شعبة قال:وكان أبو إسحاق أكبر من أبو البختري،ولم يدرك أبو البختري علياً رضي الله عنه ولم يره، قال:وسمعت شعبة يقول:قال مطر الوراق:هؤلاء يحسنون يحدثون حدثنا أبو التياح عن أبي الوداك.
ورواه ابن حبان في الثقات قريب من هذا السياق لكنه قال: ((لا يحسنون يحدثون)).لكن رواية الفسوي أرجح لعدة أمور:
الأول:إنها أعلى سنداً.
الثاني:إنها أتم سياقاً.
¥