تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع منه. ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر ... الحديث)) فالنبي صلى الله عليه وسلم سمع أصوات المعذبين، وهذا يدل على أن السماع من حيث الأصل ممكن لولا المحذور الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية إمكان سماع أصوات المعذبين في قبورهم، بل أثبت حصول ذلك. قال رحمه الله في مجموع الفتاوى (5/ 536): " وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم" هذا من حيث المسألة ذاتها. أما قصة الباحثين الروس فلا أجزم بأن تلك الأصوات لمعذبين فقد تكون كذلك وقد تكون أصوات لأشياء أخرى داخل الأرض، والله تعالى أعلم.

أخوكم /

خالد بن عبدالله المصلح

3/ 1/1426هـ

==============================

وللشيخ حامد العلي جواب عن ذلك حيث قال:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: ـ

بعض النظر عن صحة هذا الشريط الذي سمعناه، ومدى صدق دعوى من ادعى أنه رآى وسمع ما فيه، ثم سجله، وقد عرض على قناة أمريكية في شيكاغو، وجعل دليلا على أن ذلك الشخص في سيبريا انفتح له ثقب إلى الجحيم ـ عذاب القبور ــ فسمع أصوات المعذبين ورآهم، بغض النظر صحة الشريط الذي أذاعته القناة الامريكية، فقد يكون كذبا ويكون الشريط المسجل مركبا غير حقيقي.

بغض النظر عن ذلك كله، فالجواب على سؤال السائل عن إمكانية رؤية أو سماع عذاب القبر، ننقل ما ذكره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في هذا الشأن:

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى: (كان هذا مما يعتبر به الميت في قبره، فإن روحه تقعد وتجلس وتسأل وتنعم وتعذب وتصيح وذلك متصل ببدنه، مع كونه مضطجعا في قبره، وقد يقوى الأمر حتى يظهر ذلك في بدنه، وقد يرى خارجا من قبره والعذاب عليه وملائكة العذاب موكلة به، فيتحرك ببدنه ويمشى ويخرج من قبره، وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب، ومن يقعد بدنه أيضا إذا قوى الأمر، لكن هذا ليس لازما في حق كل ميت، كما أن قعود بدن النائم لما يراه ليس لازما لكل نائم، بل هو بحسب قوة الأمور) مجموع الفتاوى 5/ 526

ومما يدل على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا، هذا الأثر:

عن العوام بن حوشب ـ إمام محدث حدث عن إبراهيم النخعي ومجاهد تلميذ بن عباس رضي الله عنها ـ قال (نزلت مرة حيا، وإلى جانب الحي مقبرة، فلما كان بعد العصر انشق فيها القبر، فخرج رجل راسه راس الحمار، وجسده جسد إنسان، فنهق ثلاث نهقات ثم انطبق عليه القبر، فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا، فقالت امرأة: ترى تلك العجوز؟ قلت: ما لها؟ قالت: تلك أم هذا. قلت: وما كان قصته؟ كان يشرب الخمر، فإذا راح تقول له أمه: يا بني اتق الله إلى متى تشرب هذه الخمر؟! فيقول لها: إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار! قالت: فمات بعد العصر. قالت: فهو ينشق عنه القبر بعد العصر، كل يوم فينهق ثلاث نهقات، ثم ينطبق عليه القبر) رواه الاصبهاني وغيره، وقال الاصبهاني حدث به أبو العباس الأصم إملاء بنيسابور بمشهد من الحفاظ فلم ينكروه. صحيح الترغيب والترهيب للعلامة الألباني 2/ 665

والعجب كل العجب أن ما يقول هذا الكافر أنه رآه وسمعه وسجله، من أنهم رجال ونساء عراة يصيحون من شدة العذاب، ينطبق تماما على ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف عذاب القبر الذي يعذب به الزناة والزواني، وذلك في الحديث الطويل الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أتاه آتيان، فانطلقا معه، وانه رأى عذاب المعذبين في حديث طويل، ثم قال صلى الله عليه وسلم:

(فأتينا على مثل التنور – قال: فأحسب أنه كان يقول: -فإذا فيه لغط وأصوات. قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت: ما هؤلاء؟ ثم ذكر الحديث وفيه:

وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني) رواه البخاري من حديث سمرة بن جندب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير