و هو الصحيح كما قال النووي في " التدريب " (ص 208) و راجع له شرحه " التقريب
" و إذا كان هذا في شيوخه فبالأولى أن لا يكون شيوخ شيوخه عدولا إلا إذا سموا
, فكيف إذا لم يسموا ?! الأخرى: قوله: " و المعترف له بزوال الجهالة ...... ". أقول: إن كان يعني أن ذلك معترف به عند المحدثين , فقد كذب عليهم , فقد عرفت مما سردناه آنفا طائفة من الضعفاء من شيوخ شعبة مباشرة , فبالأولى أن يكون في شيوخ شيوخه من هو ضعيف أو مجهول , و كم من حديث رواه شعبة , و مع ذلك ضعفه العلماء بمن فوقه من مجهول أو ضعيف , من ذلك حديثه عن أبي التياح: حدثني شيخ عن أبي موسى مرفوعا بلفظ: " إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله موضعا ".
فضعفوه بجهالة شيخ أبي التياح كما سيأتي برقم (2320) , و من ذلك حديث " من
أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ..... " الحديث. روه شعبة بإسناده عن أبي
المطوس عن أبي هريرة مرفوعا: فضعفه البخاري و غيره بجهالة أبي المطوس فراجع
" الترغيب و الترهيب " (2/ 74) , و " المشكاة " (2013) , و " نقد الكتاني
" (35). و إن كان يعني بذلك نفسه , أي أنه هو المعترف بذلك , فهو كاذب أيضا - مع ما فيه من التدليس و الإيهام - , لأن طريقته في إعلال الأحاديث بالجهالة
تناقض ذلك , و إليك بعض الأمثلة: 1 - عبد الرحمن بن مسعود , صرح في " النكت
الطريفة " (ص 101) بأنه " مجهول " مع أنه من رواية شعبة عنه بالواسطة! و قد
قمت بالرد عليه عند ذكريثه الآتي برقم (2556) و بيان تناقضه , و إن كان
الرجل فعلا مجهولا. 2 - عمرو بن راشد الذي في حديث وابصة في الأمر بإعادة
الصلاة لمن صلى وراء الصف وحده. قال الكوثري في " النكت " (ص 28): " ليس
معروفا بالعدالة فلا يحتج بحديثه ". مع أنه يرويه شعبة بإسناده عنه , و هو
مخرج في " صحيح أبي داود " (683) , و " إرواء الغليل " (534). و راجع
تعليق أحمد شاكر على الترمذي (1/ 448 - 449) ".)
وهذا كان استطرادا ولنرجع إلى أول كلامي:
أليس الشيخ غفر الله له قد قال عن حديث ضعفه بعد ما صححه: (و قد كنت أوردته في " صحيح الجامع " , فلا أدري أكان ذلك عن وهم , أم لشاهد لا يحضرني الآن , غير جملة: (بين كتفيه) , فلها شاهد مخرج في " الصحيحة " (908).) انظر: الضعيفة 4/ 347 رقم1867. أليس هذا من العجائب!
أترك الجواب للشيخ نفسه فقد قال في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 526): (و إن من عجائب المناوي أن يخالف بنفسه هذا التضعيف الذي استفدناه منه , فيقول في " التيسير ":" و إسناده حسن "!).
وقال: " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 3/ 219: (قلت: فأنت ترى أن ابن القطان تناقض في ابن عمر هذا , فمرة يحسن حديثه , و مرة يضعفه). ولم يقل الشيخ تغير اجتهاده! كما نسمع كلما ذكرنا خطأ للشيخ أو غيره. والشيخ نفسه رحمه الله فعل مثل هذا في مواضع مثبتة عندي.
وقال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4/ 441: (قلت: فتأمل مبلغ تناقض الذهبي! لتحرص على العلم الصحيح , و تنجو من تقليد الرجال). والذهبي هو من هو!
وقال في "السلسلة الصحيحة" 1/ 453: (و تناقض فيه الحافظ فإنه في الأسماء قال: " مقبول " , و في " الكنى " قال: " ثقة ".) والحافظ هو من هو.
وقال في "السلسلة الصحيحة" 2/ 5: (فالذهبي رحمه الله له أوهام و تناقضات في تلخيصه قد لا تخفى)
وقال في " السلسلة الصحيحة " 6/ 189: (و تناقض فيه ابن معين , فمرة وثقه , و أخرى ضعفه).
فهل يسوغ للشيخ الألباني عند البعض أن يتكلم في كل هؤلأ ولايسوغ لأحد أن يتكلم فيما أخطأ فيه الشيخ وإلا كان حاقدا أو حاسدا؟! والله ما هذا بإنصاف.
والمقصود يا إخواني الكرام إن من الوفاء-بل من الواجب- للسنة ثم للشيخ بيان ما قد وهم فيه أو أخطأ حتى لا يتابع على خطأه وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( ... لكن في ترك الوهم وما جرى مجراه ممن علمه:إبقاء لشرع مبدل وهذا غش ... فواجب على من علمه النصح للأمة ببيان الغلط والوهم حتى يعاد الحق إلى نصابه ... ) الخ وهو مهم فانظره في كتاب:" الردود" للشيخ بكر أبو زيد صـ45
وبالله عليكم لا نريد كثرة قيل وقال واتهام للنيات والمقاصد فأوقات طلبة العلم ثمينة وهي في زمان المصائب يجب أن تكون أثمن وأثمن فلنتكلم بعلم وللنقد بأدب ولنحفظ للعلماء أقدارهم ولكن لا ندعي لهم العصمة.
وكنت قد قرأت إرواء الغليل للشيخ وعلقت على مواضع كثيرة فيه وكذا السلسلتين وكنت أريد أن أضع هذا الموضوع في هذا الملتقى المبارك ولكن ما منعني إلا تسرع البعض بالهمز واللمز وعدم تفهم الكلام ومراجعة كلام العلماء قبل الرد وليس عندي وقت لمتابعة مثل هذا الكلام ثم إنني لو سكت ولم أرد لعدم الوقت أكون قد جنيت على ما أعتبره حقا بجعل البعض عدم ردي أنه لعدم الحجة ولله الأمر من قبل ومن بعد.
¥