قال الماوردي في كتابه الحاوي الكبير: فأمر بالتكبير بعد إكمال الصوم وذلك لغروب الشمس من ليلة شوال فاقتضى أن يكون ذلك أول زمان التكبير. ا. هـ
وقد نقض النووي في كتابه المجموع (5/ 32) هذا الاستدلال فقال: وهذا الاستدلال لا يصح إلا على مذهب من يقول أن الواو تقتضي الترتيب وهو مذهب باطل , وعلى هذا المذهب الباطل لا يلزم من ترتيبها الفور.
واستدل لهم بما رواه ابن جرير في تفسيره (2/ 157): حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال: قال بن زيد كان بن عباس يقول: حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يكبروا الله حتى يفرغوا من عيدهم لأن الله تعالى ذكره يقول ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم.
والأثر فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعفه أحمد وابن معين وابن المديني وأبو زرعة وغيرهم.
وقال الفاكهي في أخبار مكة (1703) حدثنا محمد بن أبي عمر قال ثنا سفيان في قوله تعالى {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم} قال: نرجو أن يكون التكبير ليلة الفطر، وزعم المكيون أنهم رأوا مشايخهم يكبرون ليلة الفطر إلى خروج الإمام يوم العيد ويظهرون التكبير ويرونه سنة وهم على ذلك اليوم.
القول الثاني: يكبر عند الغدو إلى الصلاة، وهو مذهب ابن عمر وجماعة من الصحابة والتابعين وبه قال مالك وأحمد في رواية وإسحاق
وأبو ثور.
واستدلوا بمرسل الزهري السابق (كان صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى، وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة؛ قطع التكبير)
وقالوا لو كان من هديه صلى الله عليه وآله وسلم التكبير في ليلة الفطر لنقل إلينا
قلت: أما مرسل الزهري فليس فيه نفي التكبير ليلة الفطر , وأما قولهم أنه لو كان من هديه صلى الله عليه وآله وسلم التكبير في ليلة الفطر لنقل إلينا , فليس عدم النقل نقلا للعدم.
الراجح: بعد عرض الأقوال وأدلتها ظهر لي قوة القول الأول وان كان الأمر في ذلك واسعاً
وأما نهاية وقت التكبير فعند الشافعية ينتهي بالإحرام الصلاة وعند الحنابلة ينتهي بالفراغ من الخطبة , وقيل ينتهي بمجيء الإمام وقيل حتى يأتي المصلى وهذا ضعيف لحديث أم عطية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (24/ 221): والتكبير فيه – أي عيد الفطر – أوله من رؤية الهلال وآخره انقضاء العيد , وهو فراغ الإمام من الخطبة. ا. هـ
قلت والأقوال في هذا متقاربة , وان كان القول بأنه ينتهي بخروج الإمام أقيس.لكن لا يصلح أن يستمر الناس في التكبير بعد الانتهاء من الصلاة لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقطع التكبير بانتهاء الصلاة.
فرع ثان: هل التكبير في عيد الفطر آكد منه في الأضحى أم العكس؟
قيل إن التكبير في الفطر آكد لأن الله نص عليه في القرآن بخلاف الأضحى فإن أدلته عامة وهذا مذهب الشافعي الجديد والإمام أحمد
قال عبد الله في سؤالا ته لأبيه: قرأت على أبي إذا خرج الناس يوم الفطر ويوم النحر يكبرون؟ قال: يوم الفطر أشد.
وقيل بالتسوية واختار هذا القول الصنعاني , وثمة قول ثالث اختاره ابن تيمية كما في الفتاوى المصرية فقال:
التكبير في الفطر اوكد لكونه أمر الله به, وفي النحر أوكد من جهة أنه يشرع في أدبار الصلوات ومتفق عليه ويجتمع فيه المكان والزمان
والله أعلم وأحكم , وصلى الله وسلم على نبينا محمد ,,,,,,,,,,,,,,,,,
كتبه: أبو معاذ الحسن
16/ 9/1428 هـ
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 02:55 ص]ـ
شيخنا ابا معاذ
هذا ليس مبحثا لطيفا
بل هو مبحث عظيم , عظم الله به اجرك ورفع به قدرك وجزاك خير الجزاء
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[19 - 09 - 09, 06:46 م]ـ
للرفع
ـ[أم ديالى]ــــــــ[19 - 09 - 09, 10:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الهيجاء العاصمي]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:52 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الباري خيرا على هذا البحث القيم
ـ[أبو عبد اللطيف العتيبي]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:53 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأسأل الله أن يجعل ماقدمت في موازين حسناتك
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 - 09 - 09, 02:00 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[20 - 09 - 09, 02:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع الله بكم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - 09 - 09, 05:41 ص]ـ
من المباحث التي أستحسن أن تضاف هنا ما يتعلق بمشروعية التكبير المقيد أدبار الصلوات ليلة عيد الفطر وصبيحته
وينظر في هذا كلام الإمام النووي في المجموع شرح المهذب ..
والأظهر عندي عدم مشروعية ذلك على صورة راتبة كما يفعله كثيرون
ـ[أبو القاسم الدمياطي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 01:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن أرجو التوضيح مع الاسهاب في مسألة التكبير دبر الصلوات في الفطر و الأضحي و مشروعيته
ـ[أبو القاسم الدمياطي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 01:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن أرجو التوضيح مع الاسهاب في مسألة التكبير دبر الصلوات في الفطر و الأضحي و مشروعيته
¥