إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه و نستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، الماحي بهديه ظلمات الجهل والضلالة، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله المكرمين وأصحابه أجمعين والتابعين.
أما بعد:
فقد وقفت على كلام للشيخ الألباني، ضعَّف فيه جملة من الأحاديث التي في " صحيح مسلم " فتكلم عليها بما يؤكد خطأه ويثبت خروجه عن على ما قرره العلماء من صحتها وتلقيها بالقبول المفيد للعلم. وكلامه يدعو إلى التشكيك في صحيح الإمام مسلم وفيه من الإغراب والمخالفة والتعقيب على المتقدمين ما يوهم المغترين به أنه استدراك على الأئمة المتقدمين كالبخاري ومسلم فضلاً عن المتأخرين.
وإليك شواهد ذلك من كتبه:
1 - أورد في كتابه ((آداب الزفاف)) [ص 62 من الطبعة الرابعة] حديث الإمام مسلم الذي رواه من حديث عمر بن حمزة العمري: حدثنا عبد الرحمن بن سعد قال:سمعت أبا سعيد الخذري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة،الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها)) ضعَّف الحديث المذكور، ثم ذكر حكمه في فهرس الكتاب بطريقة الإعلان والتشهير فكتب [ص 203] ما نصه: ((حديث ضعيف في صحيح مسلم)).
وأورد نفس الحديث – للأسف – في ضعيف الجامع الصغير [2/ 192] ثم علق عليه في الحاشية بما نصه: ((هذا الحديث من الأحاديث القليلة التي تكلم عليها العلماء مما في صحيح مسلم)). فمن هم هؤلاء العلماء الذين عناهم؟ … عليه أن يبين من هم هؤلاء، إن استطاع… وهيهات، فإنه لم يُسبق بحكمه المذكور.ومفهوم كلامه أن هناك أحاديث ضعيفة أخرى في صحيح مسلم!!.
2 - ووجدته يقول على ما رواه مسلم في صحيحه [3/ 1555] أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تذبحوا إلا مسنًّة…" الحديث: ((كان الأحرى به أن يحشر في زمرة الأحاديث الضعيفة)). أنظر سلسلته الضعيفة [1/ 91].
3 - وبعد حديث ابن عباس الذي أخرجه مسلم [2/ 627]:أن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في كسوف ثماني ركعات في أربع سجدات.
قال في إرواء الغليل [3/ 129] مانصه: ((ضعيف وإن أخرجه مسلم، ومن ذُكر معه وغيرهم)) اهـ.
وهذا لغو وغلط، وصل به إلى غاية البعد والشطط. فانظر- رحمني الله وإياك- هل وجدت رجلاً يتكلم على الصحيح بهذه الطريقة و لا يعبأ بإخراج الحديث في صحيح مسلم ?
4 - وأورد في سلسلته الضعيفة [2/ 326] حديث مسلم الذي رواه في صحيحه [3/ 1601] من طريق عمر بن حمزة: أخبرني أبو غطفان المري أنه سمع أبا هريرة يقول:قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يشربن أحد منكم قائماً، فمن نسي فليستقىء)). وقال عنه: ((منكر بهذا اللّفظ)).
5 - و أورد في سلسلته الضعيفة أيضاً [2/ 406] حديث مسلم الذي رواه في صحيحه [1/ 272] من حديث أم كلثوم:عن عائشة زوج النبي ققالت: إن رجلا سأل النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل…الحديث. ثم حكم عليه الألباني بالضعف فقال عنه (ضعيف مرفوعاً)).
6 - وأورد في صحيحته [2/ 110] الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه [4/ 2189] من طريق مطر الوراق: حدثني قتادة: عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عياض بن حمار أن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبهم فقال (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا …)) الحديث. ثم ضعف الألباني سنده فقال ما نصه: ((وهذا إسناد رجاله ثقات، ولكن له علتان: عنعنة قتادة وسوء حفظ مطر الوراق)).اهـ.
7 - وأورد في صحيحته [4/ 254] الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه [4/ 2023]:أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن رجلا قال: و الله لا يغفرالله لفلان…)) الحديث. فضعف الألباني سنده بحجة أن فيه سويد بن سعيد.
8 - وعندما خرج حديث مسلم الذي رواه في صحيحه [4/ 2095]:أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها)).عقب على ذلك الحديث في إرواء الغليل [7/ 47] فقال: ((رجاله كلهم ثقات إلا أن زكريا هذا مدلس كما قال أبو داود وغيره وقد عنعنه عند الجميع…إلخ)).
¥