تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

9 - وحديث جابر الذي أخرجه مسلم [2/ 622]:أن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس صلى ست ركعات بأربع سجدات. حكم عليه بالشذوذ كما في إرواء الغليل [3/ 129].

10 – وحكم على كل سند في صحيح مسلم رواه أبو الزبير المكي عن جابر معنعناً بالضعف بحجة أن أبا الزبير مدلس لم يصرح بالسماع فضعّف بذلك خمسة وثلاثين سنداً في صحيح مسلم. وهذه والله مصيبة وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أمور يضحك السفهاء منها ويبكي من عواقبها اللبيب

11 - ولم يكتف بالتعدي على ما رواه أبو الزبير عن جابر فقط بل يضعَّف كل ما يرويه أبو الزبير غير مصرَّح بالسماع، كما ستجد مثالين لذلك [ص 38/ 44 - 46] مع تفنيد دعواه.

ثم أساء لنفسه وحاد عن سبيل أهل العلم فقال في صحيحته [3/ 394]: ((والحديث في صحيح مسلم [6/ 114] من طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر بدون قوله: ((فإن الشيطان يرصد…)) ولهذا تعمدت إخراجه من طريق ابن حبان والبيهقي ولما في رواية الثاني منهما من تصريح أبي الزبير بالتحديث فاتصل السند وزالت شبهة العنعنة الواردة في صحيح مسلم.على أن هذا شد من عضدها بأن ساق الحديث من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به نحوه)) انتهى كلام الألباني.

وسبيل أهل العلم عزو الحديث لمسلم ثم عزو الزيادة لمن أخرجها، لكنه أساء لنفسه وتجنب العزو لمسلم لوجود عنعنة أبي الزبير فشنع على الصحيح وتابع خصوم السنة بدون أن يدري.

وضعَّف جماعة من الرواة المخرَّج لهم في الصحيح ولم يفرق بين حديثهم في الصحيح أو خارجه. فعمر بن حمزة، وبشير بن المهاجر، و سويد بن سعيد، ومطر الوراق، و عياض بن عبد الله الفهري … وغيرهم أسانيدهم في صحيح مسلم ضعيفة!!.

وإذا جاء راوِ في سند صحيح مسلم وهذا الراوي اتهم بالتدليس ضعَّف سند الحديث مباشرة مالم يصرح ذلك الراوي بالسماع.وتجد أمثلة لذلك مع قتادة بن دعامة [صحيحته 2/ 110] و زكريا ابن أبي زائدة [إرواء الغليل 7/ 47] وحبيب بن أبي ثابت [إرواء الغليل 3/ 129].ويرى الناظر أنه ساوي بذلك بين صحيح مسلم- الذي يحوي أصح الصحيح – وبين أي كتاب آخر يحوي الصحيح والحسن والضعيف بأنواعه كسنن ابن ماجة ومعاجم الطبراني.

ومن العجيب المدهش أنه لا يسلك مسلكاً واحداً في كتبه فيخالف نفسه كثيراً، ويتخبط تخبطاً معيباً. فبينما تراه يسلك الطريق المتقدم يقول على إحدى الروايات: ((يكفيها توثيقاً رواية مسلم لها)). اهـ[صحيحته 4/ 56].

وأعجب من هذا – وهو الناظر في أسانيد الصحيحين – يقول على حديث التربة (ويكفي في صحة الحديث أن ابن معين رواه ولم يعله بشيء)). اهـ.

وستجد في ثنايا هذا ((التنبيه)) كثيراً من هذا التناقض.هذا ولم أقصد من هذا ((التنبيه)) التشهير بشخص لألباني ولكن أردت بيان خطأ المنهج الذي يسلكه وأنه مردود.وهو بهذا المنهج قد خالف الإجماع وأتى بمنكر من القول.

أما مخالفته للإجماع:فإن الأمة اتفقت على صحة ما في مسلم من الأحاديث وأنها تفيد العلم النظري، سوى أحرف يسيرة معروفة وهي صحيحة لكنها لا تفيد العلم وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى.وتعدي الألباني يرجع إلى هذه الأحاديث المتفق على صحتها المفيدة للعلم ومن هنا كان مخالفاً للإجماع.

أما كونه أتي بمنكر من القول:فإنه من المعروف- عند كل لبيب وبليد- أن أحاديث الصحيحين لما كانت صحيحة فالكلام على أسانيدها صحة وضعفاً وأخذاً ورداً عبث لا فائدة فيه وعمل لا قيمة له، وتدخل فيما لا يعني.كيف لا وقد انتهى هذا العمل منذ زمن بعيد ?!.فترى الحفاظ رحمهم الله تعالى إذا عزو الحديث لأحد الصحيحين كان هذا كافياً للحكم على الحديث بالصحة فلا تراهم يبحثون في أسانيدها.ولكن الألباني – عافاني الله وإياك – يضرب بإجماع الأمة وصنيع حفاظها عرض الحائط فيتدخل في شيء قد انُتهي منه واتًفق على صحته منذ قرون بعيدة.وتدخله ينتج عنه أوهام وأخطاء – ولابد –فيحكم على الأحاديث بطريقة غير لائقة ويقول: رواه البخاري وهو صحيح ورواه مسلم وهو حسن لأن فيه فلاناً أو فيه فلان وهو مدلس لكن له شاهد يقويه، وإن لم يجد الشاهد كان ضعيفاً عنده كما سترى إن شاء الله تعالى.

وهكذا يصحح ويحسَّن ويضعَّف كيفما يشاء ضارباً بما ذكرت عرض الحائط.وإن هذا لعمل شائن غير مقبول، منكر لا يتابع عليه،بل ينبغي أن يُرد، ويرد الحق إلى مكانه ويقابل المتعدي بمقامع البراهين والحجج خاصة من العلماء فأنى لرجل في القرن الخامس عشر أن يتطاول على ما صححه أهل القرون الفاضلة، وقد جفت الصحف، ورفعت الأقلام عن أحاديث الصحيحين وإلا كانت الأمة باتفاقها على صحة الصحيح قد ضلت سواء السبيل.

وقد رأيت أن السكوت على هذا التعدي غير مقبول، ويلحق العارف به الإثم لذلك كتبت هذا "التنبيه " أدفع به – بعون الله تعالى – كل تعديه على ((صحيح مسلم)) وقد سميته

((تنبه المسلم إلى تعدي الألباني على صحيح مسلم))

ورتبته على مقدمة وقسمين.

والله أسأل أن يوفقني ويجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم مثقلاً لميزان حسناتي، وسبباً للنظر لوجهه الكريم لدفاعي عن سنة سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم. كما أسأله تعالى أن يعف قلمي ولساني من السقطات والهفوات وأن يلهمنا الرشد ويوفقنا لاتباع الحق ويرزقنا سداد القول وصلاح العمل إنه قريب مجيب.

وكتب

محمود سعيد ممدوح

غفر الله له

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير